كلما دارت الكلمات وسافرت الأقلام تبقى إدلب محطة الكلام وفقه النظر والتأمل بما يُتربص بها من كيد الطغاة وجبابرة المجتمع الدولي؛ الذي يحمل بمضامينه كره الثورات وحقّ المطالبة بالحريات وفي تجاهل الحقوق المدنية التي رصفها المجتمع الدولي في قوانين الحرب والدفاع المدني وحقوق الإنسان! ليسقط وزر تأنيب الضمير الإنساني؛ ببنود ومواثيق لا يطبق منها شيئاً على أرض الواقع !
أرادها النظام المجرم وحلفائه حرباً شعواء ضدّ ثورة أفشلت مخططاً كاملاً كان عامراً بالأمن والسلام لحدود إسرائيل وللنظام المستبد المجرم نفسه الذي رسمه حافظ الأسد وأورثه لابنه المعتوه ولا أُقصي الأنظمة العربية المستبدة بأكملها !
لكن الحقّ والحقُّ يقال : جميعهم كانوا أرحم من النظام السوري ؛ ومع هذا فقد رحلوا وبقيت دولهم في حال لا تحسد عليه؛ إذ الصراع يشتد وتزداد خطورة التحديات أكثر بعد رحيل المستبدين عن عروشهم ؛ ولن تستقر بلدان الربيع العربي حتى تنفى كل أذيال النظام السابق وتنظف الساحة من درنهم ؛ ويرجع القرار الوطني المسلوب للشعب نفسه، دون تدخل الوسطاء الاقليميين والدوليين ؛ وأن تكون الانتخابات الشعبية (نزيه وحرّة )!
لكن للأسف وكما أتابع وأقرأ (فالهيمنة الخارجية )مازالت تفرض قرارها وتزج عملاءها في المنطقة ! وبالرجوع إلى سورية الحبيبة، فإنّ ما جرى في الفترة الأخيرة من سلسلة جريمة التهجير القسري التي اتبعها النظام السوري مع شراكة حلفائه؛ فهجّر أهالي مدينة داريا، ثم الزبداني ومضايا، وصولاً إلى تهجير أهالي الغوطة الشرقية، والآن ريف حمص الشمالي. وعلى قدر الألم تتعثر الكلمات وتتلاطم الأحرف مع بعضها! فتكون ادلب هي المعقل الأخير
الذي يسعى النظام إلى تجميع وحصر الثورة فيها؛ حتى يتسنى له القضاء عليها نهائياً ، ولا أجزم بهذا القول فربما تُقلب الموازين من جديد، ويُلمْ ما تبقى من شعث الثورة ، في الأخذ بزمامها بقوة، ولا ينطبق القول على من في إدلب ؛ إنما على المتغير المستقل والمبادر من خارج ادلب ، ويتوجب على أهالي مناطق الشمال السوري المحرّر ( ادلب وريفها وأجزاء من ريف حماة وريف حلب الغربي إلى جانب ريف حلب الشمالي) أن يقلبوا الأمور على أعقابها لاسترجاع القرار الوطني المسلوب وتشكيل هيئة وطنية عسكرية وسياسية جامعة مع بعضهم البعض ليعود خط الثورة الطبيعي إلى مساره ، وفي هذا إفشال لمخطط النظام بتشتيت الثورة وضربها في إدلب التي احتضنت الأحرار على اختلاف مناطقهم ، وكما هو معلوم أنّه إذا أردت القضاء على خصمك فما عليك سوى تمزيق جماعته وتشتيت قراره وتفريق كلمته ؛ فكانت خطة الزّج بأبناء الثورة في ادلب ؛ ولا ننسى أمراً مهماً أنّ كل منظمات المجتمع المدني ولا يسعني ذكرها الآن ؛ وأيضاً تعدد الهيئات والمؤسسات الوطنية الثورية (هيئة المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف السوري وبعدها هيئة التفاوض العليا )؛ أُسسوا لنفس السبب وهو تمزيق وتشتيت الوحدة الجامعة وسلب القرار الوطني ، وما مسارات التفاوض والتفاهمات السياسية بين تركيا التي هُددت بملف الأكراد وبين روسيا وايران إلا فشل بفشل ؛ ابتداءً من جنيف وفيينا والرياض وأستانة إلى التتويج النهائي (بيان بروكسل) فالتلاعب بالأوراق، من أدعياء وضعفاء الثورة ومن وراء الكواليس بات أمراً مكشوفاً ! وذلك لتحصيل مقاعد بما يسمى بسورية الجديدة وأختم بأنّه مازال صراع السلطة مستمراً ويقف حجر عثرة أمام عمل الأحرار الشرفاء.
محمد أحمد بنيس أخيراً، تنفس السوريون الصعداء، بعد سقوط نظام بشار الأسد الدموي الذي أذاقهم شتى أنواع القمع والاضطهاد؛ سقط...
Read more