محمود خزام
لم يكن بودي التعليق على اجتماع الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الذي عقد منذ ايام قليلة في دمشق، تحت شعار ” لا للحصار لا للاحتلال لا للعدوان”..!
والسبب ان هذا المؤتمر كغيره من المسميات ( القومجية واليسراوية) أصبح مثيرا للسخرية والكوميديا غير المُبهجة.
ولم يعد يثير حفيظتي وحفيظة غيري من الذين آمنوا بالثورة السورية العظيمة وأهدافها الانسانية النبيلة ، وهي اسقاط
نظام الاستبداد والقتل الاجرام، وإقامة سوريا الجديدة سوريا الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية…!
التعليق الوحيد الذي بودي الإشارة اليه، هو وجود صديقي ورفيق عمري ودربي المناضل العروبي والناصري ” العتيق” حمدين صباحي، على رأس هذا المؤتمر، متصدرا المشهد
” المُعيب ” في العاصمة المحتلة، بالتدمير والتعفيش والتهجير والجوع والعطش والقتل الاجرام والاحتلالات ” الروسي والإيراني والمليشياوي الطائفي والتركي والأمريكي الإسرائيلي”..
هذه العاصمة التي كانت تسمى أيام حضورها الحقيقي المجيد ( قلب العروبة النابض )… ؟!
حمدين صباحي، الذي أمضى عمره بالكامل، مناضلا ناصريا عروبيا ديمقراطيا، لايخاف بمواقفه السياسية الشجاعة لومة لائم. وهذه المواقف لم تكن على المستوى المصري فقط، بل امتدت على طول الجغرافية العربية، في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن ومصر والعراق والجزائر.
وفي كل هذه المحطات كنا سويا، ومعنا عدد كبير من المناضلين المصريين والعرب منهم (الراحل خالد جمال عبد الناصر والراحل أمين اسكندر والراحل محمد خليفة ) وعشرات الأحبة الذين مايزالون بيننا ومعنا….!
الحديث عن حمدين يطول ويطول، وذو شجن ووجع وألم وأمل.. والآن حسرة وكسرة للقلب والروح.. ؟!
وسؤالي لحمدين الآن : ما هو شعورك وانت تضع يدك بيد
( الابن القاتل ) وكنت انت بنفسك قد وصفت ( الأسد الأب ) بأكثر الرؤساء العرب ” دكتاتورية ووحشية واجرام”…؟
ماذا شاهدت في دمشق أقرب العواصم العربية إلى” قلبك” وكنت ترد عليّ حين كنت أُردد أمامك ماكان يردده والدي الراحل، انا “ناصري الهوى والقاهرة قِبْلتي”..!
ماذا شممت، ماذا سمعت، ماذا قرأت، أين مشيت، ماذا اكلت، ماذا شربت…..هل زرت” سوق ساروجة ” حاضرة دمشق التاريخي الذي أحرقته ” مليشيات إيران” الطائفية كم احرقت غيره من حواضر دمشق الهيبة… هل.. وهل… ؟
أخيرا ، هل سألت نفسك او تذكرتها، حين أيدتك الملايين من أبناء ( ثورة يناير ) المجيدة وقاتلت من أجل اختيارك ” رئيسا” لمصر العروبة….هل كنت ستضع يدك بيد قاتل ” الملايين” ومُهجّر مثلهم من ابناء الثورة السورية العظيمة.. ؟!
هل يحق لك ولغيرك من أبناء ثورات الربيع العربي ، في مصر وتونس وليبيا واليمن والسودان.. الفخر والفرح بثوراتهم ضد الاستبداد والفساد والاجرام…..
وحرام، حرام، حرام… على الشعب السوري وملايينه …. ؟!
هل هذه هي ( العروبة ) الملطخة بدماء الشعب العربي السوري وملايينه من القتلى والجرحى والمعتقلين والمهجرين في كل اصقاع الدنيا…؟!
سؤال، لوجه سوريا ومصر وفلسطين ولبنان والعراق وباقي بلاد العرب أوطاني…… يااااااحمدين.. ياصاحبي….. ؟!
المصدر: صفحة محمود خزام