فتح الرحمن يوسف
أكدت «هيئة التفاوض السورية» المعارضة، أمس، أنها تبحث مع مكونات المجتمع المدني في مناطق الحكومة المؤقتة خطوات الضغط على النظام وحلفائه لإيقاف الحملة العسكرية على محافظة إدلب، مطالبة مجلس الأمن بالتدخل لإيقاف قصف قوات النظام وروسيا وإيران للمستشفيات والنقاط الطبية ومراكز الإغاثة في المحافظة.
وقال نصر الحريري رئيس «الهيئة» في اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» أمس: «نحن حالياً في المنطقة، لتقييم الوضع الكارثي الذي يعيشه سكان إدلب حالياً بعد الهجمة العسكرية الوحشية التي تعرضوا لها مؤخراً». وأضاف أن «الهيئة تقيم حالياً فعاليات مع سكان المنطقة ومع مختلف المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمديريات التنفيذية التابعة للحكومة المؤقتة، لمتابعة التطورات على الساحة حالياً وتحجيم الدور الإيراني والميليشيات التابعة للنظام، بهدف الاطلاع على الواقع التفصيلي لوضع السكان في هذه المنطقة بعد الهجمة العسكرية الوحشية الأخيرة».
وتابع الحريري: «نناقش في أنطاكيا على الحدود السورية – التركية، مع سكان المنطقة ومكوناتها، الخطوات التي نعمل عليها على المستوى السياسي والدبلوماسي من أجل الضغط على النظام وحلفائه وإيقاف الحملة العسكرية، والتشاور وتبادل وجهات النظر فيما يمكن اتخاذه من خطوات أخرى على الصعيد الإنساني والسياسي والدبلوماسي والإعلامي».
وتطرق إلى أن «الهيئة» تتابع برنامجها في شهر رمضان، بإطلاق فعاليات إدلب من أجل مناقشة الوضع الكارثي الذي تعيشه المنطقة ومحاولة إيجاد دعم أو اتخاذ خطوات تخفف الواقع الإنساني المأساوي، منوها أن للهيئة نشاطات في مختلف المناطق على الحدود التركية السورية.
وحول الحراك على المستوى الدولي، أوضح الحريري أن المبعوث الأممي الجديد لسوريا غير بيدرسن، يرتب للقاء مع النظام ولقاء «الهيئة» لتحريك المفاوضات ومحاولة الوصول إلى اتفاق فيما يتعلق باللجنة الدستورية. وشدد الحريري على أن الحل السياسي العادل، هو المخرج الوحيد للشعب السوري ومكوناته من الكارثة التي يعيشها منذ 8 أعوام. وقال: «بدلاً من المضي قدماً في الحل السياسي، نشاهد هذه الهجمة العسكرية البربرية التي تشارك فيها كل الأطراف التي تساند النظام، إيران وروسيا وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي التي تستهدف المدنيين».
ولفت رئيس هيئة التفاوض السورية إلى أن حجم الكارثة الإنسانية الذي وقع والمتوقع أيضاً كارثي، حيث يوجد في هذه المناطق نحو 3.5 مليون مدني، هجر جزء كبير منهم، من المناطق الأخرى مثل غوطة دمشق والقنيطرة وحمص وحلب.
ونوّه إلى أن ملف المعتقلين يتصدر نقاشات مسؤولي الهيئة كما أن المبعوث الأممي الجديد يهتم به، ورغم المحاولات التركية لإحراز تقدم فيه، فإن النظام يرفض.
وعن مآلات اللجنة الدستورية، قال الحريري: «ظننا أننا على وشك إنجاز اللجنة الدستورية، لكن برزت حلقة التعطيل مجدداً من قبل النظام وحلفائه خصوصاً إيران لأن الأخيرة ليس لديها رغبة في الوصول إلى أي حل سياسي؛ إذ إنها تحتاج إلى الفوضى لخدمة أجندتها».
وأكد أن الضغوط الدولية والعقوبات الأميركية، تضعف النفوذ الإيراني في سوريا وتؤثر على النظام وظهر ذلك جلياً في الفترة الماضية، ولكن لا بد من استخدام المزيد من الضغوط على النظام وحلفائه، خصوصاً إيران، من أجل إيقاف الحملات العسكرية الوحشية.
وشدد على أن إيران تستغل الوضع الذي فرضته العقوبات الأميركية والضغوط الدولية لتهريب المزيد من ميليشياتها وأسلحتها لخلق البلبلة والفوضى التي تتيح لها مزيداً من الوقت.
إلى ذلك، أصدرت «الهيئة» بياناً، أمس، تدين فيه القصف على إدلب وتدعو مجلس الأمن للتدخل. وقالت: «منذ أكثر من ثلاثة أسابيع يقوم طيران النظام والطيران الروس ومدفعية الميليشيات الإيرانية بقصف وحشي متعمد على المستشفيات والنقاط الطبية ومراكز الإغاثة والأسواق وإخراجها عن الخدمة؛ إضافة إلى محاولات اقتحام قوات النظام والميليشيات الإيرانية بعض المناطق ما تسبب في نزوح أكثر من 400 ألف من السوريين».
المصدر: الشرق الأوسط