سعيد عبد الرازق
أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مجدداً، أن بلاده لن تسمح أبداً بإنشاء ما سماه بـ«ممر إرهابي» مجاور لحدودها في شمال سوريا، في إشارة إلى أنها لن تسمح ببقاء مقاتلي «وحدات الشعب» الكردية في المناطق القريبة من الحدود التركية السورية.
وقال إردوغان: «لن نترك مستقبل إخواننا الأكراد والعرب والتركمان السوريين تحت رحمة الأطماع الاستعمارية الجديدة»، مشيراً إلى أن تركيا ألحقت خسائر كبيرة بالإرهابيين، منذ أن بدأت عملياتها ضد الإرهاب بشكل متواصل، وأنزلت ضربات موجعة بتنظيم «داعش» الإرهابي، وامتدادات «حزب العمال الكردستاني» في سوريا (في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية)، وطهرت مساحة تقدر بأكثر من 4 آلاف كيلومتر مربع من «الإرهاب».
وقال إردوغان: «لقد تحولت المناطق التي كانت تشهد قبل بضع سنوات في شمال سوريا عمليات اضطهاد وقمع وتطهير عرقي على يد من وصفهم بالتنظيمات الإرهابية إلى أماكن أكثر أمناً بفضل جهود تركيا».
وهدد إردوغان أكثر من مرة بقيام القوات التركية بعملية عسكرية واسعة «بين عشية وضحاها»، تشمل مناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية في منبج وشرق الفرات. وحشد الجيش التركي أعداداً ضخمة من قواته على الحدود مع سوريا، معلناً اتخاذ جميع الاستعدادات للعملية العسكرية.
وعقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، انسحاب القوات الأميركية من سوريا، أعلنت أنقرة تأجيل خططها لعملية «شرق الفرات»، على ضوء اقتراح ترمب بإقامة منطقة آمنة فيها، وبادرت تركيا إلى إعلان أنها ستكون لها السيطرة عليها، إلا أن ما رشح عن خطة الولايات المتحدة حتى الآن يشير إلى رغبة واشنطن في أن تكون السيطرة على تلك المنطقة لقوات أوروبية من الدول المشاركة في التحالف الدولي للحرب على «داعش»، وهو ما ترفضه تركيا.
كما تتهم أنقرة، واشنطن، بالتباطؤ في تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج، الموقع بين الجانبين في 4 يونيو (حزيران) 2018، والذي يستهدف إخراج الوحدات الكردية من المدينة (في مدى زمني كان مقرراً أن يكون 90 يوماً).
في السياق ذاته، لفت إردوغان، في كلمة خلال حفل إفطار ليل الخميس – الجمعة مع وحدات الأمن الداخلي في إسطنبول، إلى أن تركيا استقبلت 3 ملايين و600 ألف لاجئ فروا من الحرب في سوريا، وأن 320 ألفاً منهم عادوا إلى مناطقهم بعد تطهيرها من الإرهاب في عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» اللتين نفذتهما القوات التركية بمساعدة فصائل من المعارضة السورية المسلحة.
وأشار إلى أن القوات التركية حيّدت في عامين ونصف العام، 420 من القيادات الإرهابية، بينهم 16 من المدرجين على اللائحة الحمراء للمطلوبين.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده تحترم حدود البلدان المجاورة، وفي مقدمتها سوريا والعراق، وستواصل القيام بواجبها حيال محاربة ما سماه بـ«بؤر الإرهاب».
وأضاف، في تصريحات مساء أول من أمس، أن القوات المسلحة التركية منوط بها أيضاً واجب حماية الأمة وضمان سلامة المواطنين، وستواصل أداء مهمتها على أكمل وجه في شمال سوريا وشمال العراق، طالما استمر وجود البؤر الإرهابية هناك.
المصدر: الشرق الأوسط