مصعب عيسى
عارٍ أنا أمام المرايا المبعثرة
لا رذاذ لملح البحر
في تجاويف الفقاعة
سوى فضاء الجمجمة.. وسكون في فراغ الفكرة
ولا غبار من مدن الضباب يلفح جبهتي
كأنني المجهول آت من بعيد
يلفني الذهول.. مثل الكفن
يراودني الشك عن نفسي …ومن أكون؟
انظر في مرآتي.. المحطمة
لا ارى سوى انعكاس الصدمة
وتجاعيد شوهت وجه الفقاعة
وظلا.. أسودًا يكبرني حجما
يقف خلفي مثل جني هارب
روعني المشهد …
واتكأت على الجدار الاخير
أقرأ البسملة
عار من ظلّي.. ومن دمي
ومن غبار الملحمة
لا وطن يستر عورتي
ويشدني نحو الارض السابعة
كأنني صبر.. بلا جذر
نبتت في الصحراء الواسعة
وهذي المرايا التي تقف مثل حورية الصحراء
تخدع ظلنا.. وتوهمنا بالمستحيل
تشدنا الى بحر السراب.. لنصدق الكذبة
لسنا سوا.. فقاعة من طين
أدركها اليباس
فانفصل التراب عن الفكرة
تقدفنا الرياح.
من خراب الى خراب
حفاة.. عراة..
على شواطئ المنفى
نصدُق المرايا.. في ضوء الانعكاس
تحت ضوء الوهم …والخيال
اطفئ ضوء.. الإسقاط قليلا
وانظر في زوايا جلدك. والمسام
تعرف على عريك.. الفاضح
وفي عينيك.. شقاء المحاولة
للانتماء …
وطن يقتل …ابناؤه
هذا وطن ام مقبرة؟
لا شواهد لقبور الحنين
ولا زائرا.. في مساء المدينة
يقرأ السلام على الذاكرة
او يتلو على الامل آية من سورة الفاتحة
لاجئون بلا مأوى
نبحث في زوايا المرآة عن مجاز لوطن
مشبع بالجماجم
والفقاعة …والآهات
لركام.. لا يصلح مرآب لسيارة الموتى
وطن.. يعيش في ظل المرايا
ويا فاجعتنا.. لو تحطمت المرايا