مصير_ خاص
مع بداية الدورة الجديدة للصالون السياسي في عينتاب تم انتخاب هيئة إدارية جديدة، ومنسقًا للصالون هو الدكتور مروان الخطيب/ الباحث السياسي والأستاذ الجامعي. والناشط في الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة.
موقع مصير التقى الدكتور مروان وحاوره في بعض القضايا ذات الأهمية والتي من خلالها نستقرئ الواقع السياسي الحواري للصالون، وجملة التوجهات والنشاطات المزمعة، وصولًا إلى تحريك المياه الراكدة في عينتاب، على طريق الإجابة عن بعض الأسئلة الحرجة، التي أفرزها ويفرزها واقع الثورة السورية، والتغيرات المستمرة في مساراتها ومآلاتها البنيوية. وسألناه:
1- تم انتخابكم منسقًا للصالون السياسي لدورة قادمة مدتها ثلاثة أشهر، ما أهم ما تفكرون به كنشاطات وحراك حواري للمرحلة المقبلة؟
_ منذ إنشاء الصالون السياسي كانت الفكرة أن اللجنة الإدارية لهذا الصالون والمكونة من المنسق، وأمين السر، والإعلامي، يجب أن تكون دورية وتتغير كل ثلاثة أشهر، كي يتوزع الجهد على جميع الأخوة المشاركين في هذا المشروع، ونحاول إغناءه بالمبادرات والأفكار والمشاريع، وفي الدورة الجديدة التي سأتولى مع إخوة آخرين تيسير أمور الصالون، نعتزم تنفيذ ما أقره الأخوة في اجتماعاتهم الأخيرة من ضرورة التواصل مع الفعاليات الفكرية والسياسية في عنتاب خاصة وتركيا بشكل عام، إضافة للأخوة الذين يزورون المنطقة بشكل دوري، بهدف تفعيل الحوار المجتمعي السوري حول المسائل المصيرية للقضية السورية، التي بدأت تخرج من يد الشعب السوري بشكل شبه كامل ويصاغ مستقبل وطننا وشعبنا في اجتماعات الدول الإقليمية والدولية.
وسيكون هدف هذه الحوارات محاولة صياغة رؤية مشتركة حول آلية عمل في المرحلة القادمة لتحقيق أقصى ما يمكن من أهداف ثورتنا في ظل التوازن الدولي والإقليمي، ووضع تصورات مشتركة حول كيفية إدارة ملفات علاقاتنا، بما يؤمن الحياة الكريمة لجميع أخوتنا في الداخل السوري ودول اللجوء.
2_ وما أساسيات ما تم طرحه خلال لقائكم الفائت، في سياق العمل الوطني السياسي الداخلي وفي إطار الثورة السورية؟
_في لقائنا الأخير تم التطرق إلى انعدام دور المؤسسات الرسمية للمعارضة في عملية التصدي للمعاناة التي تلف أهلنا في منطقة إدلب، وفي غياب دور حقيقي وواضح من قبل هذه المؤسسات وخاصة مؤسسة الحكومة المؤقتة في إدارة ملف الخدمات بالداخل وخاصة ما يتعلق بضرورة لعبها دوراً في ملف الشريط المسمى المنطقة الآمنة شرقي نهر الفرات، إضافة لوجوب إبراز المشروع الوطني لهذه المؤسسات، التي لم يلحظ لها أي تأثير أو موقف من المصائب المتلاحقة التي تحيط بأهلنا في المناطق المحررة.
من هنا كانت ضرورة تفعيل دور الصالون السياسي لتنشيط الحوار بهدف إيجاد رؤية حول عمل مشترك أو على الأقل تصور عن آلية معالجة المسائل الأساسية المطروحة حول قضية شعبنا ومآلات الثورة في الفترة القادمة، في خضم الاشتباك الإقليمي والدولي، لتقاسم مناطق النفوذ والمحاصصات من موارد وثروات الوطن المنكوب.
3- وهل من توسع جديد في سياق امتداداتكم كصالون؟
- لقد كانت فكرة التوسع في الصالون مطروحة منذ لقائنا الثاني، ولكن كانت الضرورة هي التوافق بين أعضاء الصالون على المبادئ العامة للصالون والمعايير التي يجب أن يلتزم بها الأعضاء جميعاً.
ونحن حالياً في ضوء توسعة الصالون باتجاه العنصرين الأنثوي والشبابي، بهدف توسعة دائرة الحوار في محاولة لتغطية معظم الشرائح المجتمعية في عنتاب، ونتمنى تحقيق ذلك خلال لقائنا القادم إن شاء اللــه.
4- وكيف تنظرون إلى مستقبل الواقع المتحرك في إدلب وما حولها؟
_ من خلال النقاش الذي دار في لقائنا الأخير أثناء التحليل للوضع الداخلي، فإن معظم الأخوة الحضور كانت لديهم القناعة، بأنه توجد هنالك تفاهمات بين الدول المنخرطة في الملف السوري، وهذه التفاهمات تأخذ بالاعتبار المصالح للجهات الدولية بغض النظر عن علاقتها بقضايانا الوطنية، وما كان يتوجب على الحاضرين في المؤتمرات المنعقدة في أستانا أو سوتشي هو مصارحة أبناء شعبنا على مضامين ما فرض عليهم لتوقيعه.
كما أن الإشكال الأساس، هو كون المعارضة الرسمية قد رهنت قرارها بشكل شبه كامل للأطراف التي تغطيها، ومع انعدام الشفافية لهذه (المؤسسات) فإننا جميعاً نشعر بأن قضايانا وحقوقنا معروضة للمحاصصة بين الدول الإقليمية والدولية، ولا يوجد أفق واضح لحجم التنازلات بين الأطراف الخارجية المتحكمة في الملف السوري حتى اللحظة، علماً بأن هذه التنازلات في المآل هي على حساب حقوق شعبنا وما دفع من دماء شهدائنا.