بسام شلبي
تنعقد اللجنة الدستورية في جينيف لإنتاج دستور جديد، وإذا كنا قد عرفنا سابقا قصة الدستور والحمار فما قصة الدستور والبقرة؟ إذا افترضنا ان اللجنة الدستورية العتيدة استطاعت ان تتوصل الى الاتفاق على الخطوط العامة الناظمة للدستور خلال ثلاث جولات فقط مدة كل منها أسبوع، وأنا استبعد ذلك، فإن ذلك يعني أكثر من ثلاثة آلاف ليلة فندقية في جنيف الساحرة كلفتها تزيد عن مليون دولار. تكاليف السفر والتنقلات والمصاريف وتأمين الحماية لمائة وخمسين عضوا دون المرافقين.. أيضا تزيد عن مليون دولار.
بعدها سوف يتم تشكيل لجان فرعية للصياغة والمتابعة.. التي لا يعلم الا الله كم ستطول.. وكلفتها ايضا لن تقل عن مليون دولار، تكاليف الطباعة والنشر والتغطية والمؤتمرات الصحفية وحفل توقيع الدستور ايضا لن تقل عن مليون دولار. المكافآت التي ستصرفها الامم المتحدة للسادة أعضاء اللجنة المحترمين على انجازهم التاريخي لن تقل عن ثلاثة ملايين دولار
تكلفة طواقم الامم المتحدة المكلفة بالمتابعة والتنسيق خلال فترة انجاز الدستور فقط لن تقل عن خمسة ملايين دولار. يعني بالمحصلة بأن تكلفة انتاج ورقات الدستور العتيد لن تقل عن اثنا عشر مليون دولار في أحسن الاحوال ومع التقشف.
وفي النهاية سيأكله الحمار وسندخل موسوعة غينس بأغلى وجبة حيوان في التاريخ، وإذا علمنا أن تكلفة تربية البقرة في مشروع ابقار منتجة لا تزيد عن ألفي دولار، فلو استثمرنا هذا المبلغ فإنه يكفي لإنشاء مشروع تربية ستة آلاف بقرة ستكون أنفع لسورية وشعبها من الدستور واللجنة الدستورية والأمم المتحدة.