تواصل نزوح سكان مناطق عدة بريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، على الرغم من استمرار غياب طائرات القتل والتدمير والتهجير عن أجواء محافظة إدلب منذ أكثر من يومين نتيجة سوء الأحوال الجوية، غير أن المدنيين يتخوفون من عودة التصعيد مع تحسن الطقس.
ورصد مصدر مطلع ارتفاع أعداد النازحين من بلدة سراقب وقرى واقعة بريفها الشرقي إلى أكثر من 40 ألفا، وذلك على مدار الأيام الأربعة الفائتة، «إذ باتت المنطقة هناك شبه خالية من سكانها، لتتفاقم الكارثة الإنسانية في إدلب أكثر فأكثر دون أي ردة فعل من قبل المجتمع الدولي لما تقترفه روسيا والنظام السوري بحق المدنيين هناك»، بحسب المرصد.
وتشهد مخيمات النزوح عند الحدود مع لواء إسكندرون تصاعدا بحجم المعاناة الإنسانية مع تدفق مزيد من النازحين إليها في ظل انخفاض درجات الحرارة مع دخول فصل الشتاء، ومع استمرار موجة النزوح بشكل تصاعدي فإن أعداد النازحين منذ مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري ترتفع إلى نحو 150 ألفا على الأقل، وجرت عملية النزوح من ريف معرة النعمان الشرقي (القرى الممتدة من أم جلال حتى معصران ومن معرة النعمان حتى محيط أبو الضهور)، بالإضافة لبلدات وقرى جبل الزاوية جنوب مدينة إدلب، وقرى واقعة شرق بلدة سراقب بالقطاع الشرقي من الريف الإدلبي، يذكر أن ثلثي العدد نزح منذ يوم الثلاثاء الـ17 من شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
غير أن أرقام الأمم المتحدة، أمس الجمعة، تؤكد نزوح أكثر من 235 ألف شخص خلال نحو أسبوعين جراء التصعيد العسكري الأخير في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا.
وأورد «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية» التابع للأمم المتحدة، في بيان، أنه «بين 12 و25 ديسمبر (كانون الأول)، نزح أكثر من 235 ألف شخص من شمال غربي سوريا»، مشيراً إلى أن كثيرين منهم فروا من مدينة معرة النعمان وقرى وبلدات في محيطها، وجميعها باتت «شبه خالية من المدنيين».
ويتوجه الفارون بشكل أساسي إلى مدن أبعد شمالاً، أو إلى مخيمات النازحين المكتظة بمحاذاة الحدود مع تركيا، ومنهم من يذهب إلى مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة شمال حلب. وأشار التقرير إلى أن بعض النازحين ممن فروا إلى منطقة سراقب شمالاً اضطروا إلى النزوح مرة أخرى تفاديا للتصعيد الذي قد يطالها أيضاً.
وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، في إدلب، عن موجات نزوح ضخمة رصدوها خلال الأيام الماضية، إذ اكتظت الطرقات المؤدية إلى شمال المحافظة بشاحنات وسيارات محملة بالنازحين وحاجياتهم المنزلية.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، التي تؤوي ومحيطها نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً نازحون من مناطق أخرى. وتنشط فيها أيضاً فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذاً.
ومنذ سيطرة الفصائل المقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعّد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.
وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية أغسطس (آب) على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
ويتركز التصعيد العسكري الأخير، على مدينة معرة النعمان ومحيطها شمال خان شيخون، والواقعة أيضاً على هذا الطريق الاستراتيجي.
وحققت قوات النظام تقدماً ملحوظاً خلال الأيام الماضية بسيطرتها على عشرات القرى والبلدات في الريف الجنوبي، كما حاصرت نقطة مراقبة تركية شرق معرة النعمان.
المصدر: الشرق الاوسط