دفع الجيش التركي بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى وحداته المتمركزة على الحدود السورية وسط تصاعد القتال في شمال شرقي حلب ودخول الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في معارك مع قوات النظام، في وقت اندلعت معارك بين فصائل وقوات النظام جنوب غربي حلب أيضا.
ووصلت أمس (السبت) إلى منطقة إصلاحية في ولاية غازي عنتاب التركية الحدودية، قافلة تضم عربات مدرعة ومعدات عسكرية، اتجهت إلى الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود في ولاية هطاي جنوبي البلاد عند أقرب النقاط مع حلب وإدلب.
كما أرسل الجيش التركي قافلة مؤلفة من 15 عربة، تضم مدافع، وناقلات مدرعة للجنود، من مختلف الوحدات العسكرية في أنحاء البلاد إلى منطقة كيريك هان بولاية هطاي، حيث ستتجه لتعزيز الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود السورية.
وشنت فصائل سورية مسلحة موالية لتركيا هجوماً على مواقع تسيطر عليها قوات النظام في شمال شرقي حلب، لتفتح بذلك جبهة جديدة للقتال مع هذه القوات التي حققت تقدماً كبيراً في محافظة إدلب المجاورة خلال الأسبوع الماضي.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر في المعارضة السورية، تركز الهجوم على منطقة قريبة من مدينة الباب، التي تسيطر عليها تركيا وفصائل المعارضة السورية الموالية لها منذ العام 2017 من خلال عملية «درع الفرات». ولم يرد أي ذكر عن أي هجوم جديد في وسائل الإعلام السورية الرسمية. وقالت مصادر في المعارضة المسلحة إن القوات التركية لم تشارك في الهجوم.
وقالت مصادر المعارضة لوكالة «رويترز» أمس إن مقاتليها استولوا على ثلاث قرى حتى الآن، فيما وصف المرصد السوري الهجوم بأنه عنيف.
وحققت قوات النظام، بدعم من روسيا، تقدما كبيرا في إدلب، وسيطرت على مدينة معرة النعمان الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر شمال غربي مدينة الباب، والتي تعد أكبر ثاني مدنها، وتواصل تقدمها نحو بلدة سراقب الاستراتيجية، في إطار مسعى النظام إلى استعادة السيطرة على آخر المعاقل الرئيسية للمعارضة في شمال البلاد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت بخروج مستشفى بريف حلب الغربي عن الخدمة بعد أن استهدفته طائرات حربية روسية بعدة غارات جوية. وقال إن طائرات حربية روسية استهدفت بعدة غارات جوية، مستشفى الهدى في قرية حور بريف حلب الغربي، ما أدى لخروجه عن الخدمة.
وأضاف أن الاشتباكات تستمر بوتيرة عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر على محاور بريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، ومحاور أخرى بريفي حلب الغربي والجنوبي، وسط استمرار القصف الجوي الروسي على الريف الحلبي بالتزامن مع توقف متواصل للقصف الجوي على إدلب.
وأفاد المرصد لاحقا أنه رصد «اشتباكات عنيفة تشهدها محاور في محيط حي الزهراء والصحافيين غرب مدينة حلب، بين الفصائل ومجموعات من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، تترافق مع قصف عنيف ومكثف بين الطرفين، بالإضافة لسقوط قذائف صاروخية على أحياء واقعة بمدينة حلب»، مضيفا: «انسحبت الفصائل الموالية لأنقرة من جميع المواقع التي تقدمت إليها صباح اليوم (أمس) بريف مدينة الباب الغربي شمال شرقي حلب، حيث جرى إيقاف المعركة وعادت الفصائل إلى مواقعها دون معلومات حتى اللحظة عن أسباب الإيقاف، فيما شهدت سماء مدينة الباب تحليق لطائرات روسية في أجواء المنطقة، كما خلفت الاشتباكات بريف الباب خسائر بشرية في صفوف الطرفين، إذ قتل ما لا يقل عن 7 من الميليشيات المحلية الموالية للنظام، بينما قضى 4 مقاتلين من فصائل الجيش الوطني».
وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أول من أمس، بإطلاق عملية عسكرية تركية في إدلب ما لم يتوقف القتال هناك، بعد أن كرر في الأيام القليلة الماضية انتقاداته لروسيا واتهاماته لها بعد احترام الاتفاقات الخاصة بإدلب سواء التي تم التوصل إليها في أستانا أو في سوتشي، معلنا موت مسار أستانا. لكنه قال في الوقت نفسه إنه إذا أرادت روسيا وإيران إحياء هذا المسار فإن تركيا ستتعاون معهما، وبدون ذلك فإن تركيا ستقوم بما يلزم في إدلب.
وتخشى تركيا من موجة نزوح جديدة من إدلب باتجاه حدودها الجنوبية. وقال إردوغان إن بلاده ليست على استعداد لاستقبال المزيد من النازحين في ظل أن لديها 3.6 مليون سوري يعيشون على أراضيها.
وأعلن إردوغان الأسبوع الماضي عن خطة لإقامة 10 آلاف منزل مؤقت قرب الحدود التركية بمساحة تتراوح ما بين 20 و25 مترا مربعا للمنزل الواحد لاستيعاب النازحين داخل إدلب.
وبموجب تفاهمات أستانا وسوتشي أقامت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية حول إدلب وأنشأت مؤخرا 3 نقاط جديدة إحداها في معر حطاط تعمل كنقطة تخزين وتمويل لوجيستية، واثنتان بالقرب من سراقب التي تشرف على الطريقين الدوليين «إم 4 وإم 5» ويحاصر جيش النظام السوري عدداً من هذه النقاط حاليا في مورك والصرمان بعد تقدمه في شرق وجنوب إدلب.
المصدر: الشرق الاوسط