ألقى السيد محمد عمر كرداس كلمة في مجلس عزاء الراحل الكبير عبد المجيد منجونة جاء فيها ” لعل من قام قبلي متحدثًا سبقني الى مناقب الفقيد الغالي عبد المجيد منجونة، لكني قضيت خمسين عامًا من العمل السياسي معه صديقًا واخًا عزيزًا.
لم نختلف يومًا ومن يعرفه لا يختلف معه ابدًا لأنه مستقيم كما أمر ومدافعا عن الحق، حق المظلومين والمضطهدين، قائما بواجبه من دون تكليف مقداما سباقا لكل عمل فيه مصلحة الامة ووحدتها وعزتها.
كان سجنه بأمر مباشر من شفيق فياض حاكم حلب العسكري وقائد الفرقة الثالثة ليس لذنب اقترفه الا ان يطالب بالتغيير الوطني الديمقراطي وبالكرامة والحرية، كان مقدرا له ان يبقى في السجن ابدا، الا ان اتحاد المحامين العرب اشترط لانعقاد دورته المقررة في دمشق الافراج عن فقيدنا وباقي زملائه من المحامين.
خرج من السجن ليتابع نضاله دون كلل او ملل في صفوف حزبه وفي المؤتمرات القومية والإسلامية. ذهب عبد المجيد الى جوار ربه وبقي رهط من زملائه واخوانه ليكونوا شهودا على ما يجري من تدمير البلاد وقتل العباد في سورية واليمن وليبيا كهزات ارتدادية لاحتلال العراق على يد حكام تحالفوا مع المحتل ضد شعوبهم، وبسماح ومشاركة اممية ممن يدعون تبنيهم لحقوق الانسان ودفاعهم عنها.
الا ان هناك أمل، أمل في سودان جديد وجزائر وتونس جديدان وأيضا عراق ولبنان ينهضان.
لكن مجرد أمل يلزمه الكثير من الجهد الشعبي والعمل الوطني البعيد عن الطائفية والمذهبية، ليكون الوطن لكل ابنائه.
اما من لم يعصف به الإعصار من باقي الدول مصون _ او هكذا يظن _ إما بلاصق مال يؤجل ولا يعصم او بعتي عسكر يرهب ولا يسوس ولعمري ان شواهد ما حولنا دالة على بؤس ما بعد.
رحم الله فقيدنا الغالي واسكنه فسيح جناته والبقاء لأهله وذويه ولكل من مازال قابضًا على جمر العمل الوطني لتحرير الأوطان، لتنهض من جديد بهمة شعوبها المكافحة المكلومة”.