ذكرت منظمة أطباء بلا حدود ـ سوريا، أنّ آلاف السوريين وصلوا إلى مخيّمات وبلدات مكتظّة ومحصورة بين جبهات القتال من جهة وبين الحدود السورية ـ التركية من جهةٍ أخرى، منوّهةً إلى أنّ الوضع الإنساني حرج في المنطقة.
وزادت المنظمة في سلسلة تغريدات على حسابها الموثوق في منصّة تويتر، نقلاً عن طبيب مساء اليوم الجمعة: “لا نعرف ما الذي سيحدث في المستقبل القريب. كلّ ما يعلمه المدنيون هو أنّ القصف قائم وأنّ القوات الحكومية (قوات النظام السوري) تتقدّم”.
بدورها قالت رئيسة بعثة المنظمة في سوريا جوليان ديلوزان، إنّ “الوضع الإنساني حرج للغاية في محافظة إدلب. مئات الآلاف من المدنيين يفرّون من القنابل ويبحثون عن الأمان في ظروف الشتاء القاسية. ومع ذلك، فإن الأسوأ لم يأت بعد”.
وخلال شهرين، نزح نحو 390,000 شخصٍ من القذائف والقصف الجوي والعمليات البرية في إدلب، بحسب تقرير للمنظمة أواخر الشهر الماضي.
وتواصل قوات النظام السوري مدعومةً بروسيا وإيران، وميليشيات متعدّدة الجنسيات، التوغّل في ريفي إدلب وحلب، في حين تستمر كبرى موجات النزوح بالتدفق نحو الحدود السورية ـ التركية.
في حين تتواجد أكثر من 8 نقاط مراقبة للقوات التركية في مناطق سيطرة النظام السوري التي وسّعها انطلاقاً من حماة ثمّ إدلب وحلب، كشف تقرير روسي اليوم أنّ القوات الروسية توصل المواد اللازمة للأتراك في نقاطهم تلك.
ولفت التقرير الذي نشرته قناة روسية إلى أنّ إمدادات نقاط المراقبة التركية التي يصفها إعلام النظام السوري بالـ “محاصرة”، تصل من خلال القوات الروسية.
ومنذ آب/ أغسطس 2019، سيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على خان شيخون في ريف إدلب وريف حماة الشمالي بما فيه مدينة مورك الواقعة على الأوتستراد الدولي حلب ـ دمشق، التي تتمركز فيها نقطة المراقبة التاسعة.
ولا تزال تلك النقطة في مدينة مورك، إلّا أنّ استمرار وصول الإمدادات اللازمة لها عبر الروس ينفي ما يدّعيه إعلام النظام بشأن حصارها.
وأواخر آب/ أغسطس الماضي، تمركزت قوات روسية على الأتوستراد الدولي (دمشق ـ حلب)، في مورك التي سيطر عليها النظام في الفترة ذاتها، لتكون حسبما فسّر ناشطون إعلاميون حاميةً لنقطة المراقبة التركية التي تبعد عنها مسافة تقدّر بـ 1 كيلومتر فقط.
أصيب مدنيّون بقصف لقوات النظام السوري بالمدفعية الثقيلة استهدف مخيمات النازحين في منطقة باب الهوى على الحدود السورية ـ التركية، مساء اليوم الجمعة، في استمرار للقصف “الممنهج” للمخيمات الذي يتّبعه النظام، وهو ما كشف عنه منشور لأحد أبرز “عناصر استخباراته” المعروف بـ “عرّاب التسويات” قبل نحو ساعة ونصف من القصف.
وقال عمر الرحمون في منشورٍ على حسابه في منصّة فيسبوك: “كل المخيمات التي في باب الهوى وشرق باب الهوى عليكم المغادرة فوراً”.
وبعد ساعة ونصف تقريباً استهدفت مدفعية النظام مخيمات للنازحين بالقرب من مدينة سرمدا في منطقة باب الهوى، ومنطقة معرة مصرين.
وأسفر القصف عن إصابة 3 مدنيين امرأة ورجلين اثنين، بحسب مراسل بروكار برس.
ويعدّ رحمون الذي تولى مناصب في فصائل عسكرية ضدّ النظام وأقام بين الضباط في المخيمات المخصّصة لهم في تركيا، عنصر استخبارات للنظام، بحسب معارضين سوريين.
ويعمل رحمون حالياً كـ “عراب للمصالحات والتسويات” لصالح النظام، حيث يروج لعودة اللاجئين السوريين ومن ثمّ زجّهم في خدمة قوات النظام.
المصدر: بروكار برس