أعلنت وسائل إعلام روسية، الخميس، أن النظام السوري طلب رسمياً من روسيا المساعدة من أجل مكافحة تفشي فيروس “كورونا” المستجد، علماّ أن النظام لم يعلن سوى عن 19 إصابة حتى الساعة.
وقال سفير النظام لدى روسيا رياض حداد، في تصريح: “سوريا توجهت بطلب رسمي إلى وزارة الصحة الروسية للمساعدة بمكافحة انتشار فيروس كورونا”.
وأكد أن حكومة النظام “طلبت من روسيا تزويدها بمعدات الكشف عن كورونا، بالإضافة إلى مساعدتها في الحصول على بدلات وقائية طبية ومعدات فحص ومراقبة للمصابين بالفيروس”.
وأعلن النظام السوري، الأسبوع الماضي، زيادة فترة حظر التجوال في أيام محددة من الأسبوع بهدف منع انتشار الفيروس. وقرر الفريق التابع للنظام والمعني باستراتيجية التصدي لوباء “كورونا”، حظر تجول المواطنين في جميع أنحاء البلاد أيام الجمعة والسبت من كل أسبوع من الساعة 12:00 ظهراً وحتى الساعة 06:00 من صباح اليوم التالي حتى إشعار آخر”.
وسجلت الأرقام الرسمية 19 إصابة بينها حالتا وفاة، وهي حصيلة متدنية خاصة إذا ما تمت مقارنتها مع البلدان المحيطة، إلا انها لا تبدو مقنعة نظراً للنقص الحاد في الاختبارات، كما يؤخذ على النظام التقليل من حجم الإصابات.
وكانت منظمة الصحة العالمية ذكرت في نهاية عام 2019 أن أقل من ثلثي المستشفيات في البلاد لا تزال تقدم خدماتها، فيما غادر 70 في المئة من العاملين في مجال الرعاية الصحية البلاد.
وقال الباحث في “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” في لندن، إميل حكيم، إن “هناك كارثة قادمة”، مشيراً إلى “ضعف فادح في المباحثات حول وقف النزاع في المنطقة، ولو بشكل مؤقت”، وهو إجراء ضروري لمكافحة الوباء.
وقدر الباحث السوري زكي محشي، مؤسِّس مساعِد وباحث في “المركز السوري لبحوث السياسات” والمستشار في معهد “تشاتام هاوس”، أن النظام السوري يجري مئة اختبار يومياً، نصفها في دمشق. فيما الوضع في باقي البلاد ضبابياً.
وفي مؤتمر عبر “الانترنت”، قال إن العاملين في الرعاية الطبية هناك “يعتقدون ان عدداً كبيراً من الأشخاص يموتون بأعراض الفيروس، لكن الأجهزة الأمنية تأمرهم بعدم الكشف عنها وبخاصة إلى وسائل الإعلام”.
وينذر الوضع في شمال البلاد بالخطر. واتخذ “كوفيد-19” بعداً دولياً حينما دخلت هدنة أخرى حيز التنفيذ في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها في شمال غرب البلاد، بين النظام وحليفه الروسي من جهة، والفصائل السورية الموالية لتركيا من جهة أخرى.
وأشار محشي إلى أن القوات المسلحة التركية أعلنت استعدادها لإجراء فحوص على المدنيين الذين يعبرون الحدود، لكن العمليات لم تبدأ بعد. كما أعلنت منظمة الصحة العالمية في نهاية آذار/مارس تسليم معدات الفحص إلى إدلب.
وفي المقابل، لا يتوقع ان يقدم النظام أي مساعدة للمنطقة. وأشار الباحث المساعد في كلية الاقتصاد في لندن مازن غريبة إلى أنه “لا يمكن لأحد أن يتخيل أن النظام الذي استهدف بشكل منهجي المستشفيات قبل ثلاثة أسابيع سيزود هذه المستشفيات نفسها بالمعدات الطبية الأسبوع المقبل”.
ويحذر المركز السوري من “الآثار الكارثية لتسييس كوفيد-19 من قبل النظام السوري، الذي يستفيد من الوباء للعب بأرواح ملايين الأشخاص الذين هم خارج سيطرته”.
وفي المناطق المحررة، نفى وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، مرام الشيخ، ما جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وفاة مريض في مشفى سلقين جراء إصابته بفيروس “كورونا”، مؤكداً “سلبية” جميع التحاليل التي أجريت للمشتبه بهم حتى الآن.
وأوضح الشيخ عبر “تويتر” أن المريض توفي بأزمة قلبية، وكانت نتيجة تحليله الخاص بفيروس “كورونا” سلبية، أي إنه لا يحمل الفيروس، بناء على تقارير مديرية الصحة و”شبكة الإنذار المبكر”.
وذكر في تغريدة سابقة أن نتيجة العينات البالغ عددها 14 عينة، والتي فحصت الأربعاء، جميعها سلبية، ليصبح العدد الكلي للحالات المختبرة 81 حالة.
وكان المختبر الوبائي في محافظة إدلب باشر عمله في تحليل العينات المشتبه بإصابتها بفيروس “كورونا”، بعد وصول “كيتات” (Kits) المحاليل الخاصة باختبار “PCR”، في 25 آذار/مارس.
وتسلمت “وحدة تنسيق الدعم” من منظمة الصحة العالمية الدفعة الأولى البالغ عددها 600 اختبار للكشف عن الفيروس، من ألفي اختبار مخبري كانت قد وعدت بها المنظمة، وبالتالي أصبح عدد الاختبارات المتوفرة في المخبر يكفي ل900 مريض في إدلب، بحسب الشيخ.
المصدر: المدن