د-سعود المولى
أرجو من الأصدقاء قراءة النص بكامله ولا أطلب منكم تأييدًا أو تعليقًا إنما وقفة صامتة مع الضمير في بلدنا قضية اسمها الموقوفين الإسلاميين، لا أحد يهتم بها ولا أحد يشعر أنها من مسؤوليته كمواطن حر أو كمسؤول سياسي أو كناشط مدني وحقوقي وسياسي والأسباب تختلف بين هذا وذاك ولكنها تلتقي عند استمرار الظلم والقهر والإرهاب. العلمانيون من جماعة المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان يصمتون صمت القبور ولا تتحرك مشاعرهم إما خوفًا من اقترابهم أو تقاربهم مع “الإسلام” وهو “العدو الرجيم”، وإما لأن الدول المانحة للدعم المادي لجمعياتهم ولرواتبهم لا تقبل لهم ذلك أو لا تضع هذا الموضوع على أجندتها… وإما لحقد مستديم ضد الإسلام وأهله (إسلاموفوبيا) والكل عندهم “محمودات” (لمن لا يعرف العبارة هي من مسرحية زياد الرحباني فيلم أميركي طويل وهي جمع محمود كناية عن أن كل المسلمين مثل بعض!) ولا أستثني أي جمعية أو هيئة هنا فأنا أعرف البير وغطاه… السياسيون المسلمون (من كل الاتجاهات والتيارات) صم بكم عمي لا يعمهون… وذلك لارتباطهم بالأجندات السعودية والمصرية والإماراتية في محاربة كل ما يحمل اسم الإسلام تحت عنوان “خالتو اعتدال” السياسيون المسيحيون في 14 آذار صامتون لأسباب ظاهرها علماني باطنها طائفي (المحمودات والإسلاموفوبيا أيضًا وأيضًا )، أو لهبل مستديم اسمه عشق “صباط العسكر” ووطني دائمًا على حق (يعني السلطة والعسكر)، أو لتحالفهم مع الإسلام الرسمي السعودي المصري الإماراتي (وتمويلهم منه)…وهم يتناسون كيف كانت تفبرك لهم الملفات وأشهرها سيدة النجاة… طبعًا جماعة 8 آذار شامتون ضاحكون فهم من يفبرك الملفات وهم من أوجد هذه القضية وذلك لإبقاء سيف تهمة الإرهاب مسلطًا فوق رأس أي تحرك معارض لهيمنتهم في المناطق السنية… وحدها بعض الجمعيات الإسلامية الصغيرة (ومنها هيئة العلماء المسلمين والجماعة الإسلامية) حملت هذه القضية ومعها أهالي الموقوفين … ولكنها خاضت وتخوض بها بشكل بدائي ومرتبك… وذلك أيضًا خوفًا من تهمة الإرهاب أيضًا… المحامون وكلاء الدفاع مشتتون ضائعون لأنهم أولًا ليسوا على مستوى قضية سياسية كبرى مثل هذه ، فهم وكلاء من الأهالي، ولذلك لم ينتبهوا إلى أن السلطة عمدت إلى حشرهم في زاوية مطلب العفو العام وهذه تعني خلط الحابل بالنابل أي اعتبار كل الموقوفين سواسية (لا تمييز بين معتقل إرهابي وآخر قاتل وآخر مظلوم) وبالتالي تحريض الرأي العام ضدهم بحجة أن مطلب العفو العام يعني إطلاق سراح كل المجرمين والمرتكبين من دون أي تمييز … إلخ… وثانيًا لأن بعض كبار المحامين هؤلاء يستخدم القضية للبروز الشخصي أو لأجندات سياسية منها تصفية حسابات محلية… مطلب العفو العام هو مطلب لا ينفع الموقوفين ولن يتحقق ويعرف السياسيون ذلك قبل المحامين… إنما الكل يستثمر في القضية من دون ورع ولا تقوى… نعم قد يصير المطلب موضوعًا لمساومات وتوازنات بين القوى السياسية الطائفية فيؤدي إلى إطلاق ميشال سماحة وأمثاله. نحن اليوم نودع شهر رمضان الكريم أعاده الله عليكم وعلى أهلكم بالخير والبركة… أدعوكم أيها الاًصدقاء والصديقات في آخر هذا الشهر الفضيل إلى التأمل في حالة الأهالي الذين فقدوا عزيزهم في غياهب الأسر والاعتقال… وفي حالة السجناء الأسرى المظلومين…. تخيلوا فقط يا أصدقائي حالة ذلك الشاب الذي فقد سنوات من عمره وهو بريء في السجن لا يعرف لماذا؟ فقد دراسته وفقد عمله وفقد روابطه العائلية وبعضهم فقد زوجته وأولاده … والكل فقد حياته ومستقبله… تأملوا حالة زوجته وأهله وأولاده… فقط تأملوا وفكروا بالموضوع… وفكروا بحالة الأمن والقضاء والسياسة في بلادنا… ويا الله ما إلنا غيرك يا الله.
المصدر: صفحة الدكتور سعود المولى