عدنان أحمد، سلام حسن
سيّرت القوات “التركية – الروسية” دورية مشتركة جديدة، اليوم الخميس، فيما أكدت الفصائل المسلحة في إدلب جاهزيتها لمواجهة أي حملة عسكرية يشنها النظام السوري وحليفه الروسي على مناطقها، وسط أنباء عن حشود جديدة لقوات النظام في المنطقة.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن الدورية الروسية – التركية، وهي الثالثة عشرة، انطلقت صباح اليوم عبر الطريق (ام4) من بلدة الترنبة غرب سراقب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وصولاً إلى قرية أورم الجوز غرب مدينة أريحا الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة.
وأوضحت المصادر أن الدورية تتكون من ست سيارات مصفحة، ثلاث منها تركية، وثلاث روسية.
ويتم تسيير الدوريات بموجب الاتفاق بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، الذي توصلا إليه في 5 مارس/اَذار الماضي، والذي قضى بوقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على طريق (ام4).
إلى ذلك، أعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين” التابعة لفصائل المعارضة استعدادها الكامل للتصدي لأي حملة عسكرية يشنها النظام السوري وحليفه الروسي على مناطقها، ودعت كل الفصائل العسكرية لدعم الجهود العسكرية بجميع الوسائل المتاحة.
وقالت غرفة العمليات، في بيان لها، “لم يعد خافياً على أحد أن عدونا لا يفي بعهدٍ ولا يلتزم باتفاق، وذلك دأبه في كل الاتفاقات التي أبرمها، ولذا نراه يحشد مهددا باستئناف الهجوم على الأراضي المحررة تحت حجج داحضة وذرائع واهية”.
ولفتت غرفة العمليات إلى “أنه لزاماً على فصائل الثورة التي حملت راية الدفاع عنها، وتعاهدت على الذود عن الشعب المظلوم، أن توحد جهودها وتسخر جميع إمكاناتها في سبيل ذلك”.
وأضافت “وانطلاقا من هذا الواجب، واستشعارا لخطورة الوضع، اجتمعت فصائل غرفة عمليات الفتح المبين، وقررت المضي في عدة إجراءات من شأنها تدعيم الجبهات مع العدو، ورفع الكفاءة العسكرية للفصائل، وتوحيد الرؤية والعمل العسكري في المرحلة المقبلة، بما يعزز الثبات والصمود بإذن الله في وجه أي حملة عسكرية جديدة”.
وتداول عدد من الناشطين، أمس الأربعاء، معلومات تفيد بتعزيز قوات النظام نقاط التماس في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، وإقامة عدة معسكرات تدريبية بالقرب من منطقة أبو الظهور ومعرة النعمان في ريف إدلب.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن آليات عسكرية تحمل مدافع من عيارات مختلفة مع قاطرات، إضافة إلى عربات عسكرية، خرجت من اﻷكاديمية العسكرية في حلب وتمركزت في مدخل مدينة حلب الغربي.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن هذه التعزيزات ستتوجه إلى جبهات القتال في ريف إدلب ﻻستطلاع الجبهات الضعيفة وتعزيزها، حيث من المرجح أن تنفذ قوات النظام السوري عملية عسكرية جديدة في المنطقة.
وشهدت أجواء محافظة إدلب، يوم أمس، تحليقاً مكثفا للطائرات الحربية الروسية بعد غيابها عن التحليق في أجواء المنطقة لفترة طويلة، فضلاً عن التحليق المكثف بشكل يومي لطائرات الاستطلاع الروسية والتابعة للنظام في منطقتي سهل الغاب بريف حماة وجبل الزاوية جنوبي إدلب.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء “سانا” التابعة للنظام أن “وحدات من الجيش العربي السوري عثرت في ريف إدلب الجنوبي على كميات من الأسلحة والذخائر من مخلفات الإرهابيين خبؤوها قبل اندحارهم من المنطقة”.
وأوضحت الوكالة أن بعض الأسلحة والذخائر “من منشأ تركي تشمل صواريخ وقذائف دبابات وعربات (بي ام بي) بأعيرة، وأصنافا متنوعة وصواريخ غراد وقذائف (ار بي جي) وهاون وقنابل يدوية متنوعة وبقايا طائرة مسيرة تركية الصنع”.
روسيا تسعى الى وجود دائم في مثلث الحدود السورية العراقية التركية
إلى ذلك، سيّرت القوات الأميركية، اليوم الخميس، دورية في أقصى شمال شرق سورية، بالتزامن مع تسيير الروس دورية مماثلة في المنطقة نفسها، وسط معطيات تشير إلى عزمهم على تعزيز وجودهم هناك، وربما محاولة إقامة قاعدة عسكرية دائمة.
ووصلت دورية أميركية إلى منطقة المالكية (ديريك) بالتزامن مع خروج دورية للشرطة العسكرية الروسية بمحاذاة الحدود السورية التركية، أقصى شمال شرق سورية، بعد أن شهدت المنطقة، أمس الأربعاء، صداماً بين الجانبين.
وكانت 12 مصفحة روسية وصلت، خلال الساعات الفائتة، إلى منطقة المالكية، وسط تحليق لمروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن القوات الروسية تعمد إلى إنشاء قاعدة لها في قرية قسر ديب شمال غرب المالكية على مقربة من الحدود السورية – التركية، حيث جرى وضع رادارات في إحدى مدارس القرية قبل أيام.
غير أن مصادر مطلعة تحدثت إلى “العربي الجديد”، استبعدت إقامة مثل هذه القاعدة. وأوضحت المصادر أنّ الروس يحاولون منذ فترة أن يوجدوا لأنفسهم موطئ قدم بالقرب من معبر سيمالكا أو المثلث الحدودي، لكن جهودهم لم ولن تثمر عن شيء، بحسب المصادر، “ذلك أن أي وجود دائم للروس هناك قد يعني قطع شريان التواصل بين منطقة الجزيرة وإقليم كردستان في العراق، وهذا ما لن يسمح به الأميركيون”.
وكانت دورية روسية كبيرة ترافقها دورية تابعة للقوات الأميركية تجولت، صباح أمس الأربعاء، في منطقة ديرنا آغي التابعة لناحية الجوادية شرق القامشلي.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة أن خلافاً وقع بين القوات الروسية و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) بشأن استخدام طريق حلب – الحسكة، حيث عمد الروس إلى توقيف عدد كبير من الشاحنات التجارية وعدم السماح لها باستخدام الطريق الذي افتتح بشكل رسمي قبل 3 أيام، والذي يقول الروس إنه مخصص بالدرجة الأولى لعبور السيارات المدنية، على أن يكون هناك عدد معين من الشاحنات التجارية يسمح لها بالعبور.
ومنذ افتتاح الطريق بدأت تسير عليه قوافل من السيارات المدنية والشاحنات التجارية، حيث تدخل السيارات التجارية انطلاقاً من المعابر الواقعة ضمن مناطق نفوذ قوات النظام السوري في ريف حلب الشرقي مروراً بمحافظة الرقة وصولاً إلى الحسكة وبالعكس، بينما سارت المركبات المدنية على الطريق الواقع ضمن نفوذ “الإدارة الذاتية” الكردية.
المصدر: العربي الجديد