بسام شلبي
القسم الاول ” الصعاليك”
القصة ٧/١
قرر الشنفرة أن يقوم بعملية فدائية ضد الأعداء..
في اليوم التالي، كتبت عناوين الصحف بالخط العريض أن صعلوكا انتحر من اليأس والجوع..
هامش:
الشنفرة: رغم أنه من الصعاليك الأكثر شهرة في عصر ما قبل الاسلام فإن الرواة وإن اتفقوا على ان اسمه ثابت بن أواس الحجر الأزدي إلا أنهم اختلفوا في الروايات التي تذكر نشأته ودوافعه للتصعلك والعيش وحيدا او مع ثلة صغيرة من مماثليه خارج الإطار القبلي.. ومن ثم استهدافه لقبيلة سلامان بالتحديد التي يحكى أنه أقسم أن يقتل منها مائة رجل ويحكى عدة روايات لتفسير ذلك، كلها غير مقنعة برأيي “فمن المؤكد ان هذا القرار يعتبر بمثابة عملية انتحارية بمقياس ذلك الزمان بالأخص انه قرار تم بدون غطاء قبلي قوي..”
ولكن يتفق الرواة أنه أدمن غزوها، وقتل منها بالفعل عددا كثيرا من الرجال قبل أن يتمكنوا منه ويقتلوه وفي ذلك أيضا العديد من الروايات المختلفة إحداها أنهم أسروه وربطوه إلى جذع شجرة وقتلوه مكبلا.. وأثناء ذلك طلب منهم ألا يدفنه، بل يرموا جثته للضباع كي تأكلها في بيته المشهور:
لا تقبروني إن قبري محرم عليكم، ولكن أبشري ام عامر
” ام عامر في لغة العرب القدماء من ألقاب الضبعة“
ولكن يتفق الرواة على قوته وسرعته وفروسيته.. فإذا استخدمنا مقاييس عصرنا يمكن أن نعتبر أنه كان بطلا أولمبيا حيث يحكى أنه كان يثب الوثبة تفوق عشرين خطوة، و في السرعة انه كان يسابق الخيل، كذلك كان شاعرا و من أشهر قصائده، القصيدة المعروفة بلامية العرب، و مطلعها
أقيموا بني أمي صدور مطيكم
فإني إلى سواكم لأميل
و في الأرض منأى للكريم من الأذى
و فيها لمن خاف القلى متعزل