محمد علي الحايك
ماذا سأكتبُ والأيامُ ترتجفُ؟!
والخوفُ من غدنا المجهولِ يختطفُ!!
حُلمَ الحقولِ التي اخضرَّتْ سنابلها
من جدولِ الحبِّ يسقيها ويرتشفُ
زنابقُ الشمسِ في أفيائها ارتسمتْ
وبيدرُ القمحِ تبرٌ مابهِ زَيَفُ
قد بعثروه وفي أحقادهم طمعٌ
أن يقتلوه ليصحو القهرُ والعسَفُ
كالقائمينَ على أنقادِ أمتهمْ
أعمى بصائرهم ما كان يأتلفُ
قد سلَّموا أمرهم للوحش يأكلهمْ
لحماً، ويرمي عظاماً ثم ينصرفُ
فكيفَ يُؤمَنُ وحشٌ في فريسته
والنابُ من دمها يهذي ويلتقفُ
باعوا الضمائرَ في سوقٍ يُعيرُهم
وأخلدوا لسبات ٍ بعده ضعُفُوا
فهلْ هم من بني “قحطان” إذ نُسِبوا؟!
أمْ أن “عدنانَ” في قاموسه أسفُ؟!
هذي البلاهاتُ في الأعرابِ ياوطني
قد ضيعتكَ فضاعَ العِرضُ والشرفُ
مثلُ الخورايفِ سَكرى في مسالخها
ترنُو لوقتٍ به يُستَجلبُ العلفُ
إنّي بريءٌ من الأعرابِ ياوطني
ومن حماقاتِ أزلامٍ بها وُصِفُوا
إنّي فخورٌ بشعبٍ لاينامُ على
ضيمِ الطُغاةِ بياءٍ بعدها ألفُ
إنَ الشعوبَ إذا اشتدت شكيمتُها
إرادةُ الله تحميها متى تقفُ
فالظلمُ منكسرٌ، والبغيُ مندحرٌ
والعدلُ منتصرٌ، والنصرُ يَعتَرفُ