صبري عيسى
الاستاذ فاضل السباعي قامة إبداعية كبيرة. الكباد حزين اليوم في حديقتك أستاذنا وكبيرنا واديبنا الكبير الأستاذ فاضل السباعي ولن يظلل قامتك الشامخة كل يوم وانت ترعاه بعنايتك وتكاد لاتخلو معظم صورك مع الكباد الأصفرالنقي ، ونحن نشارك الكباد حزنه على غيابك لكن العزاء في ماتركته لنا من اعمال إبداعية خلال مسيرتك ، وكم أتمنى ان تقوم مؤسسات ثقافية بطباعة مخطوطاتك التي كنت تنتظر طباعتها وحال دون ذلك ارتفاع تكاليف الطباعة ، وفي كل جلسات المودة معك كان خوفك وقلقك على مصير هذه المخطوطات هو هاجسك اليومي ، واستعيد هنا البوست الذي كتبته عن الاديب الكبير بعد زيارتي الأولى له :
زيارة لبيت الاديب الكبير فاضل السباعي
التقديرالذي يكرمني به دائما الأديب الكبير الأستاذ فاضل السباعي طوق عنقي بمشاعر المودة تعليقا على بوستات اكتبها على الفيسبوك ، ولأن الكلمات ستخذلني في التعبير عن شكري له ، قمت بالتشرف بزيارته منذ أيام ، وكانت جلسة مودة واستماع لحكايات عن محطات غنية في حياة المبدع الكبير، واشعرني بأنني اعرفه منذ عقود ، وكان للفيسبوك الفضل في معرفتي به والتواصل المستمر معه مما عمق العلاقات بيننا .
تجربة الأستاذ فاضل غنية بمواقف إنسانية لرجل نبيل ، سوري يسكن قلبه الحب الكبير لوطنه وتعبق به اعماله واصداراته المتنوعة عبر مسيرة العمر، وهنا أورد ماكتبه عنه الدكتور والناقد عمر الدقاق وأدبه قائلاً (يحرص فاضل السباعي على أن يتخذ أبطاله ويستمد حوادث روايته من صميم الحياة، حياة الناس العاديين، ويبدو من ناحية أخرى، حريصاً على التحليل والاستبطان متوخياً أناقة التعبير وجمال الأداء، يحدوه إلى ذلك نزوع واضح إلى التجويد، والتنقيح والمعاودة)
كما أعدّت المستعربة البولونية ”بياتا سكوروبا“ أطروحة عن روايته ”ثم أزهر الحزن“ ونالت عليها درجة الماجستير من جامعة كراكوف. وأعدّ المستعرب السويدي ”فيليب سايار“ أطروحة عن أدبه عنوانها ”رسالة في فنّ الفانتازيا في قصص فاضل السباعي“ في جامعة ستوكهولم.
يلخص الاديب السباعي مواقفه ببضع كلمات تضمنها حوار أجرته معه جريدة القدس العربي عام 2016 وجوابا على احد الأسئلة يقول :
عندما تصبح الكلمة خبز الكاتب اليومي، فإنها إذن الوسيلة التي يُعبّر بها عن احترامه للإنسان وتوجّهه نحو الحرية. وأعتقد أني مارست ذلك منذ البداية ، احترام الإنسان بالاستجابة لأوجاع المتعَبين تطلُّعًا لحياة أفضل، والدفاعً عن المضطهدين في كل المعمورة. وما حلّ الربيع في الأوطان العربية إلا لتراكم الظلم والظلام ، وقد كان الظُّالمون يفتخر بها ُحكِمون قبضاتهم على شعوبهم . ومرة أخرى لا علينا إن حققنا اليوم الأحلام أو حصدنا الخيبات. فإنّا نكون بنهوضنا قد أكّدنا أننا أحياء، وأننا في تطلّعنا أحرار، إذا أخفقنا هذه المرة فسوف ننجح في مرة أخرى. نعم، قد نخسر حياتنا اليوم، ولكننا نكون قد أورثنا الأمل للجيل القادم.
وفي ختام الزيارة قدم لي الاستاذ فاضل كتابه الجميل بدر الزمان (حكاية اسطورية ) حملت الصفحة الاولى منه اهداء شرفني به (الى الاعلامي الحر صبري عيسى مع الاعتزاز) .
وكتب الاديب الكبير فاضل السباعي تعليقا على ماكتبته عنه ، وهي موضع اعتزاز لي :
أول ما قرأت لـ صبري عيسى كان في الفيسبوك، فانتابني شعوران متناقضان: الأسف والفرح .
فأما الأسف فلأني ما قرأت له من قبل ، وأما الفرح فلأني وجدت في كلامه ، من الجرأة وحرارة القول والاغتراف من ذاكرة الوطن، ما يضاهي ويزيد عما أظنّه في نفسي.
اكتشفت أنّ صبري عيسى هو شقيق روحي في الموقف من الحياة. أحيّيه من الأعماق.