أوضحت جماعة “أنصار الإسلام”، العاملة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، هوية الشخص الذي أطلق سراحه من سجون النظام بعد اعتقال دام 12 عامًا، مقابل الإفراج عن الملازم في الجيش حيان عبد الكريم دلول، الذي أسر في معارك ريف اللاذقية في 8 من تموز 2018.
وذكرت الجماعة في مراسلة إلكترونية لعنب بلدي اليوم، الأربعاء 16 من كانون الأول، أن عملية التبادل الأخيرة، التي جرت في 10 من كانون الأول الحالي، خرج من سجون النظام محمد أحمد العبسي، ابن أخ قائد حركة “فتح الشام” التي قاتلت في أحداث “مخيم نهر البارد” في لبنان، شاكر العبسي.
كما تتهم الحكومة الأردنية شاكر العبسي بقتل دبلوماسي أمريكي في عام 2002، وحكمت عليه غيابيًا بالإعدام مع “أبو مصعب الزرقاوي” في عام 2004.
محمد العبسي معتقل في سوريا منذ 2008
ينحدر محمد العبسي، المفرج عنه حديثًا، من مدينة الخليل الفلسطينية، وهو من مواليد 1978.
درس في دمشق، وانتقل لدراسة التمريض في لبنان، وأنهى دراسته في 2005، تزامنًا مع خروج عمه شاكر العبسي من سجون النظام السوري.
وبحسب المراسلة مع الجماعة، فمع انتقاله للدراسة في لبنان “عاين الوضع المأساوي الذي وصلت إليه الثورة الفلسطينية”، مشيرًا إلى التلاعب الدولي وأجهزة المخابرات العالمية بها، حتى وقوع أحداث 11 من أيلول 2001، وتأثره براوية تنظيم “القاعدة” حيالها.
وكان محمد قد استمع إلى ما رواه عمه شاكر العبسي بعد خروجه من السجون السورية (عام 2005)، ورؤيته المستقبلية للصراع، وتأثر به لأنه “كان يؤسس للعمل في بلاد الشام على أنها ساحة الصراع المقبلة”، بحسب تعبيره.
اعتقل محمد في 2008 بسبب صلة القربى التي تربطه بشاكر العبسي، إذ نفذت “فتح الإسلام” عملية تفجير “فرع الدوريات” في دمشق “لنصرة استعصاء معتقلي صيدنايا”، وذلك بعد عودة بعض مقاتلي الحركة من معارك مخيم نهر البارد شمالي لبنان مع الجيش اللبناني.
وعرض التلفزيون الرسمي السوري اعترافات لعشرة أشخاص، بينهم ابنة العبسي، قال إنهم للمشاركين بتفجير سيارة مفخخة قرب فرع الدوريات بالعاصمة دمشق، ما أدى إلى مقتل 17 شخصًا وإصابة 14 آخرين.
تنقل محمد بين عدة أفرع وسجون للنظام، تعرف فيها على مختلف التيارات الإسلامية واختلافاتها وما توافقت عليه.
وخرج خلال هذه السنوات معظم الذين اعتقلوا في قضية “فتح الإسلام”، وبقي هو وخمسة آخرين لا يمكن خروجهم إلا بموافقة الأمن القومي، بحسب نص المراسلة مع عنب بلدي.
من هي جماعة “فتح الإسلام”
“فتح الإسلام” تنظيم يتبنى الفكر “السلفي الجهادي” أسسه شاكر العبسي في شباط 2006 بعد خروجه من سجون النظام السوري في 2005.
ويتهم قادة من “فتح الانتفاضة” المنشقة عن حركة “فتح” الفلسطينية في 1983، بدعم من النظام السوري، بوقوفهم خلف تأسيسها.
اندلعت اشتباكات بين “فتح الإسلام” والجيش اللبناني في 20 أيار 2007، في مخيم “نهر البارد” الفلسطيني بالقرب من مدينة طرابلس شمالي لبنان.
حاصر الجيش اللبناني المخيم وقصفه بالمدفعية وسلاح الطيران، ما أدى إلى تشريد نحو 27 ألف لاجئ فلسطيني، ونحو 95% من مباني المخيم وبنيته التحتية دمرت بشكل كامل أو أصابها ضرر بالغ يتعذر إصلاحه.
وفي 2 من أيلول 2007، سيطر الجيش اللبناني على كامل المخيم، بعدما قتل 168 عنصرًا من الجيش، وعشرات المدنيين.
ووسط حديث عن مقتل شاكر العبسي، نفت السلطات اللبنانية أن تكون إحدى جثث القتلى له، بينما أكدت زوجته أن إحدى الجثث تعود له.
من هي الجماعة التي عملت على عملية المبادلة مع النظام؟
وتعتبر جماعة “أنصار الإسلام” من الفصائل “الجهادية” المستقلة إداريًا في الشمال السوري، وانضوت ضمن غرفة عمليات “فاثبتوا” في حزيران الماضي، التي تضم إلى جانب “أنصار الإسلام”، فصائل “جهادية” هي: “تنسيقية الجهاد”، و”لواء المقاتلين الأنصار”، و”جماعة أنصار الدين”، وتنظيم “حراس الدين” (فرع تنظيم “القاعدة”) في سوريا.
وبحسب مراسلة إلكترونية لعنب بلدي مع الجماعة، أكدت دخولها إلى الأراضي السورية منذ بداية “جهاد أهل الشام” ضد النظام، حسب قولها.
من أقصى شمالي العراق إلى سوريا.. “أنصار الإسلام” جماعة “جهادية” تسعى لـ”ردع النظام”
وشاركت في المعارك إلى جانب فصائل المعارضة ضد قوات النظام والميليشيات الرديفة، في دمشق وريفها، ومعارك الحسكة، والسيطرة على الرقة، ومعركة مطار “منغ” العسكري في حلب، وحصار سجن “حلب المركزي” ومعارك حلب وفك الحصار عنها، ومعارك حماة والساحل وأريافها، والسيطرة على محافظة إدلب.
وأُسست جماعة “أنصار الإسلام” في أيلول 2001، واتخذت من مناطق أقصى الجهة الشمالية الشرقية من العراق (مناطق كردستان العراق) معقلًا لها في بيارة وجبال هورامان.
ووفرت هذه المناطق الأرضية الملائمة لاتخاذها مكانًا للنشاط، حمتها لاحقًا من الاستهداف بسبب وعورتها، إذ تحاط المنطقة بسلاسل جبلية عالية يمكن الاستعصاء فيها.
كما أن عدم سيطرة نظام الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، على المنطقة وفّر لها فسحة من العمل، إضافة إلى “قاعدة شعبية إسلامية ملتزمة بالشريعة الإسلامية محبة للجهاد”، حسب قولها.
تصنف “أنصار الإسلام” على أنها حركة “سلفية جهادية” تسعى إلى “إقامة دولة إسلامية” حسب أدبياتها، وتهدف لإقامة نظام حكم إسلامي، وتحصيل الحقوق الشرعية للشعب الكردي والحفاظ عليها.
المصدر: عنب بلدي