محمد سعدو
أفرزت الأنظمة القمعية بأسلوبها وطرائقها البوليسية والمتسلطة على الشعب والمتحكمة بالدولة ذات القبضة الحديدية في سلطات حكم الفرد الواحد والأبدي بمنهجية أو أسلوب استطاعوا من خلاله بناء جيش وقطع عسكرية وألوية وفرق بتسميات عديدة وبمهام واسعة تتعدد فيها أنواع الأسلحة الفتاكة التي اوهموا بها الشعوب العربية والمواطن البسيط بكل أسف واستطاعوا أيضا و بشكل من الأشكال تسليط الضوء كما يريد الحاكم بالضبط على أن هذه الجيوش ربما كانت لحماية الوطن وأمنه وأمانه أو لرد عدوان العدو الغاشم الذي سيفكر يوما ما أن يعتدي على سيادة هذا الوطن وأرضه.
لكن تبين فيما بعد وفي ظل اندلاع الثورات العربية والتظاهرات الشعبية التي اجتاحت مناطق واسعة من الأمة حيث برهنت بشكل أكثر دقة وحقيقة دامغة ومرئية للعيان كيف كان يدعي من كذب ودجل من الطغاة عن ماهية هذه القوات المسلحة الوطنية ومهمتها الأساسية واهدافها التي من المفترض أن تكون لحماية وردع الأخطار عن الدولة.
الا انها حولت واستخدمت بشكل عكسي لمخططات سابقة من قبل تلك الديكتاتوريات الفاشية التي عملت على إخضاع هذه المؤسسات كما أخضعت كل مفاصل الدولة لخدمتها بشكل مباشر ولتكون المؤسسة العسكرية هي السد أو الجندي الحارس لكراسيِّهم وعروشهم من اي تمرد والبندقية المستعدة دائما والموجهة صوب أبناء هذه البلاد والمستهدفة لهم بشكل رئيسي وليس ابدا لعدو أو احتلال..
وكما رأى كل العالم والمجتمع الدولي الصامت بشكل غريب عن مقتلة ومذابح ارتكبت ولازلت مستمرة وتهديد يومي ومباشر للشعب السوري وتهجيره قسرا وهدم بيوته وحرق أرضه وقراه بإجرام قميء ودموي اعتدى على الطفل والشيخ والمرأة والشاب والإنسان السوري بالعموم وفظائع تقشعر لها الأبدان لابد وأن يسجلها التاريخ بصفحاتها المؤلمة ليشهد ويؤكد حجم هذا الهولوكوست الذي عصف بالوطن وأبعد أبناءه وشرد أهله وذويه بسلاح هذا الوطن ذاته وبأيدي أفراده الذين أعدهم المجرم لينقضوا على البشر ويحموا هدفهم الاساسي ومراكزهم بالفساد والنهب والفوضى ..
حيث جسدت ولاسيما مؤخرا ما حصل من تلك المشاهد التي تتكرر بالاعتداء المتواصل على الأرض السورية من قبل الكيان الصهيوني بطائراته تارة وعبر صواريخ موجهة من البارجات الحربية في عمق البحر المتوسط تستهدف مراكز مهمة وأهداف للحرس الثوري الإيراني وميليشيات الفرس التي تحتل الساحة السورية وتفرض سيطرتها من ضمن احتلالات عديدة تشارك في اغتصاب الدولة وسيادتها التي لا يستطيع رئيس بلدية حي المهاجرين أن يفعل شيئا او يحرك ساكنا حيال هذه المواقف أو غيرها من الخروقات والضربات التي توجع النظام وحلفائه بإصابات دقيقة تنتج فطائس في صفوفه إلا أنه وفي وسائل إعلامه يعود و يخرج بطلا على شاشاته ليرسل رسالة لشعبه أن جيشه (العرمرم) يتصدى لتحركات معادية تستهدفه وتستهدف البلد . .
لكن إذا سأل أحدهم ربما هذه الخروقات والاختراقات لأجواء الدولة وسماء الوطن الا تستوجب ردا رسميا وحقيقيا على ما تم ويتم من ضرب (عرين الأسد/الفأر) في كل فترة تريد إسرائيل تحقيق أهدافها في الداخل السوري..
أم أن صواريخ السكود وطائرات السوخوي والميغ والمدفعية الثقيلة والبراميل المتفجرة التي أبدعت عصابات الأسد في تصنيعها بخبث وحقد ووحشية لتقتل السوريين وفقط حيث أنها لا تدار فوهاتها ابدا نحو العدو لكنها جاهزة دوما لتنكل أبشع تنكيل بالبشر والمدنيين الثائرين ضده..
وهي الدلائل الواضحة التي تشير وبشدة على أنها (معاذ الله) كانت لحظة من اللحظات تدل على جيش يحمي أبناءه وانما احتلال ينتهك ويبيد قاطنيه..
ولا يمكن أن يعتقد أحد أنه في صدد تحرير الجولان أو التقدم تجاه أي معتدي أو ليستخدم سلاحه في وجهه.. سيظل في وجهنا وسيبقى ولن يكون إلا ضدنا لأنه بني بعقيدة احتلالية تستعمر وتسيء وتتجبر وتدهس مواطنيها ليظل الظالم باقيا يرأس كل شيء ويحكم المزرعة التي بناها له أباه من قبله بمافيات ومسلحين عدوها هو الشعب بالدرجة الأولى. ومصر وبعض الدولة العربية تتشابه قليلا وايضا كانت قد صنعت على الدوام هكذا واريد لها أن تكون كذلك والحجة في البطش والعسف هو الإرهاب الذي لا يعرف سواهم فهم منشأه ومؤسسيه..
ستبقى جيوش احتلالية حتى يتحرر الفرد من استعبادهم واستبداديتهم لتنقلب الآية بشكلها الصحيح ويصبح في خدمة الشعب محققا لمصلحته وحاميا لأمنه القومي والوطني واستقراره ووجوده.