ظهر رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في تسجيل مصور جديد يطلب فيه من السوريين “الدعوة من أجل معجزة تنقذ سوريا”، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من توجيهه “رسالة إصلاح” إلى الأسد.
وقال مخلوف، اليوم، الخميس 7 من كانون الثاني، في مطلع كلمته، “لا يمكن الخروج من هذا النفق المظلم والأزمة في سوريا إلا بمعجزة”.
وأضاف مخلوف أن كوارث عام 2020، ومنها فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، والكوارث الطبيعية وتوقف الضجيج والحجيج، هل كانت كلها طبيعية أم علامات صغرى ليوم القيامة وأننا في آخر الزمان”.
وأشار إلى أن 2021 ستكون هي الفيصل لهذا الأمر، “إذا حصل براكين وزلازل ونيازك وفيضانات مغرقة إضافة إلى انهيارات مالية متسلسلة ووفيات بأعداد كبيرة، فنحن في عصر ظهور علامات يوم القيامة”، وهذا يحتاج إلى “وقفة” مختلفة.
وتحدث مخلوف أن “الوقفة” يحتاجها السوريون الذين خسروا بعضهم، وتعرضوا لخسارات مالية “مرعبة”.
وأضاف، “كل هذه الأحداث تجعلنا نقف قليلًا ونقول يجب أن نكون سوية من منظار مختلف، لمرة واحدة في حياتنا”.
وتابع، “لنثبت للعالم أننا قادرين على صنع معجزة، إذا كنا موحدين بطلب واحد، أطلب منكم أن نقف وقفة الرجل الواحد، بطلب واحد لتحسين أوضاعنا، كفانا تشرذمًا، هذه فرصتنا الأخيرة”.
وطلب مخلوف أن يبدأ السوريون في 15 من كانون الثاني الحالي، الدعاء لمدة 40 يومًا “من أجل الخلاص”.
رسالة الإصلاح
تأتي كلمة مخلوف، بعد كلمة في 14 من الشهر الماضي، وجه فيها رسالة إلى ابن عمته بشار الأسد، تنوعت فيها لهجته بين “التهديد والصلح”.
وقال مخلوف في كلمته، “من خادم البلاد إلى رئيس البلاد”، طالب فيها بفتح صفحة جديدة تحت راية “سوريا لكل السوريين”، بعد طي صفحة الماضي.
وحدد في الرسالة خطوات لـ”إصلاح الوضع الراهن ووقف الانهيار الحاصل”، مشيرًا إلى أنه “الإجراء الوحيد الكفيل بإعادة كل شيء إلى طبيعته، وبالأخص عيش المواطن بكرامة”.
وتضمنت الخطوات “إيقاف كل الآليات المتبعة من تجار الحرب، والعودة للعمل الجماعي، ومحاسبة أثرياء الحرب وكل الفريق الداعم لهم، ومنع الأجهزة الأمنية من التدخل في حياة المواطن اليومية، واقتصار دورها على القبض على العملاء والمخربين ومكافحة الإرهاب وتجار الممنوعات”.
كما تشمل “دعوة كل من غادر سوريا منذ بداية الحرب وخلالها للعودة إلى حضن الوطن مع فتح باب التشاركية الحقيقية، وتوفير الحماية والرعاية اللازمة لهم، وإعادة كل الأملاك التي سُلبت منهم بطرق غير شرعية وغير قانونية”.
وألمح مخلوف بشكل مبطن إلى علاقة ما حدث معه من أزمة مع حكومة النظام بتدهور الاقتصاد السوري خلال الفترة الحالية، إذ قال إنه أوضح سابقًا أن “استهداف مؤسساتنا ستكون له تداعيات كبيرة على الاقتصاد”، ولكن “لم يكترث أحد لهذا الكلام”.
خلاف مستمر
تمكنت حكومة النظام من السيطرة على شركات مخلوف، وأهمها “سيريتل” و”الشام القابضة”، عبر وضع حارسين قضائيين عليهما بعد خلاف مع عائلة الأسد.
كما سُحبت يد مخلوف من استثمار الأسواق الحرة كافة، إضافة إلى الحجز على أمواله وأموال عائلته المنقولة وغير المنقولة، خلال النصف الأول من العام الحالي.
وفي المقابل، هدد مخلوف مرارًا، عبر منشوراته في “فيس بوك”، بالتصعيد وبأيام صعبة على النظام السوري، إذ قال في حزيران الماضي، “إن أصروا على موقفهم بنصرة الظالم على المظلوم، فالعنوني إن لم يكن هناك تدخل إلهي يوقف هذه المهزلة ويزلزل الأرض بقدرته تحت أقدام الظالمين”، خاتمًا حديثه بعبارة “وبعزته وبجلاله ستذهلون”.
وكان الأسد ألمح بشكل ضمني إلى صراعه مع مخلوف، خلال كلمة له ألقاها أمام أعضاء مجلس الشعب، في آب الماضي، قال فيها، “مستمرون في استرداد الأموال العامة المنهوبة بالطرق القانونية وعبر المؤسسات، ولن يكون هناك أي محاباة لأي شخص يظن نفسه فوق القانون”.
المصدر: عنب بلدي