ترجمة وتحرير أحمد محمود
كشف تقرير صحفي هولندي أن الأذرع الاستخبارية التابعة لنظام “مرشد الثورة” علي خامنئي قد وصلت إلى أوروبا، مشيراً إلى أن أكبر “عش لجواسيس” إيران موجود في مدينة لاهاي الهولندية، مؤكداً أن هناك ما يكفي من الإرهابيين والعملاء في المساجد والسفارات التابعة لإيران في الدول الأوروبية.
وفي تقرير لصحيفة “فريسشداخبلاد” الهولندية بعنوان “الذراع الطويلة للنظام الإيراني تمتد من طهران حتى لاهاي”، عبّر أحد المعارضين الإيرانيين البارزين عن خوفه على حياته وحياة ذويه من نظام طهران وأذرعه الموجودة في هولندا.
تهديدات
ورد المعارض الإيراني علي رضا أعظمي على سؤال كيف يعرف أنه “غير آمن” في هولندا، قائلاً “سبب عدم شعوري بالأمان هو أنه كان قد تم استجواب عائلتي، بعد لقائي بهم في تركيا، من قبل المخابرات الإيرانية لدى عودتهم إلى البلاد”.
وأضاف “لقد تعرضوا للتهديد من قبل المحققين الذين قالوا إنهم يعرفون مكاني في هولندا”، مشيراً إلى أن المخابرات الإيرانية حذرت عائلتي من أن أنشطتي في هولندا تشكل خطورة عليَّ وعلى عائلتي”.
وتابع: “حذرت المخابرات عائلتي بأنني إذا لم أتوقف عن نشاطي ضد جمهورية إيران الإسلامية، فستواجه عائلتي أوقاتًا عصيبة”.
بالإضافة إلى ذلك، بث التلفزيون الإيراني الرسمي اعترافاً قسرياً لناشطة موقوفة قالت إنها عملت مع أعظمي، بحسب الصحيفة، ويقول أعظمي إنه “بهذا الاعتراف أراد النظام أن يخيفني ويظهر أنه على دراية بشبكة الناشطين لدينا”.
وتحدث أعظمي عن رسائل يتلقاها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن “تهديدات بالقتل من أشخاص يعملون مع النظام الإيراني بحال نشرت أي شيء حول الحكومة في طهران أو حول الإسلام على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وهرب أعظمي إلى هولندا خوفاً على حياته بعد أن كان يواجه دعوى قضائية بسبب موقفه ضد النظام الديني في إيران، الذي عبر عنه في مدونة إلكترونية كان يكتب فيها مخفياً هويته، ولكن من خلال اعترافات ناشطين آخرين، اكتشف جهاز المخابرات الإيراني أن أعظمي هو الكاتب.
وكان أعظمي قد شارك في احتجاجات عام 2009 التي خرجت عقب “عملية التزوير” التي حصلت في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية.
ويقول المعارض الإيراني إنه “أثناء تلك الاحتجاجات أطلقت الشرطة النار على المدنيين وعُومل المعتقلون معاملة لا إنسانية، أستطيع أن أقول هذا لأنني كنت بنفسي أحد هؤلاء المعتقلين في ذلك الوقت”.
رجال “آية الله” في أوروبا
ويتفق أعظمي تماماً مع ما جاء في تحقيق “رجال آية الله في أوروبا” الأخير للصحفي الاستقصائي وصانع الأفلام الوثائقية بوتكين أزارميهر، الذي كشف فيه أن “إيران تستغل القوانين الأوروبية والحرية الدينية من خلال إنشاء شبكة معقدة من المساجد والمراكز الإسلامية الشيعية والمراكز الثقافية والتعليمية في أوروبا، وكل ذلك تحت غطاء الدين ولكنها في الحقيقة تسعى لنشر إيديولوجية الخميني -مؤسس جمهورية إيران الإسلامية- وهي إيديولوجية الإسلام السياسي الشيعي”.
ويقول المعارض الإيراني علي رضا أعظمي: “يمكنك تتبع آثار النظام الإيراني في جميع الحروب في الشرق الأوسط (..) من حركة طالبان ولواء فاطميون في أفغانستان إلى الميليشيات الطائفية في سوريا وحزب الله في لبنان وما يسمى بميليشيات الحشد الشعبي في العراق”.
وأضاف “تتمتع كل هذه الجماعات المقاتلة بالدعم المالي واللوجستي والسياسي من طهران (..) الهدف النهائي هو نشر الفكر الشيعي الإيراني في المنطقة، هذا في الواقع أكبر صراع في الشرق الأوسط”.
رئيسة “فرع مكافحة التجسس” النرويجية، هان بلومبورغ، تؤيد أيضاً ما جاء في تحقيق الصحفي الإيراني بوتكين أزارمهر، وتقول: “أستطيع أن أقول إننا في أوروبا نرى كيف تستخدم إيران المراكز الدينية والمساجد لجمع المعلومات الاستخبارية عن شخصيات المعارضة”.
وأشارت إلى أن “هذه المؤسسات ملتزمة أيضاً بمراقبة المنشقين عن النظام الإيراني على الأراضي الأوروبية (..) ولقد رأينا ذلك في النرويج”.
أكبر عش تجسس
ويؤكد أعظمي على ما قالته رئيسة مكافحة التجسس النرويجية بالقول “إن أكبر عش للتجسس لصالح جمهورية إيران الإسلامية يقع في هولندا وتحديداً في لاهاي”، مضيفاً: “لا يزال حتى الآن من غير الواضح من الذي قتل الناشطين السياسيين الإيرانيين المعارضين، محمد رضا كولاهي وأحمد نيسي هنا سابقاً”.
ويتابع اللاجئ السياسي الإيراني: “لا أعتقد أن النظام الإيراني بحاجة إلى إرسال أي شخص إلى هولندا بعد الآن، لأن لديه ما يكفي من الإرهابيين والعملاء في المساجد والسفارات التابعة له في الدول الأوروبية”.
ويعرب أعظمي عن استيائه لأن “الحكومات الغربية بينما تدين انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، تحافظ في غضون ذلك على علاقات اقتصادية مع طهران خلف الكواليس”، ودان أعظمي ذلك ووصفه بأنه “ضربة قاسية لحركات تحرر الشعب الإيراني”.
ودفع إعدام نظام طهران للصحفي الإيراني روح الله زم في إيران نهاية العام الماضي، بعد أن تم استدراجه إلى العراق، أعظمي ومجموعة كبيرة من الحلفاء داخل إيران وخارجها لبدء حملة “متحدون من أجل زم”.
ويقول أعظمي بأن الهدف من ذلك “لفت انتباه السياسيين والصحفيين في الغرب إلى الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في إيران، يجب أن يكون هناك نقاش جاد في أوروبا، في هولندا، حول موقفنا من طهران”، مضيفاً “نحن سنواصل عملنا على وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أوسع جمهور ممكن”، لكنه يؤكد أن “حياة الصحفيين والناشطين السياسيين الإيرانيين المستقلين معرضة للخطر في أوروبا عموماً وهولندا خصوصاً”.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا