محمد الأحمد
اعتقل الجهاز الأمني في “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) قيادياً بارزاً في تنظيم “حراس الدين” وصحافيا ومقاتلين وقيادات أجانب (فرنسيين وأتراكا)، إثر عمليات دهم لمنازلهم في مدينتي جسر الشغور وسلقين شمالي غربي محافظة إدلب شمال غربي سورية، بالإضافة إلى إقامة حواجز مؤقتة من قبل عناصر الهيئة، والتي اعتقلت من خلالها بعض المقاتلين.
وحصل “العربي الجديد” على معلومات من مصادر مقربة من الهيئة تفيد بأن الأخيرة اعتقلت مساء السبت، القيادي البارز في تنظيم “حراس الدين” أبو عبد الله السوري، وهو الإداري العام في التنظيم، على حاجز موقت لأمنية الهيئة بالقرب من دوار الساعة وسط مدينة سلقين شمال إدلب، المتاخمة للحدود السورية التركية، واقتادته إلى جهة مجهولة. وأبو عبد الله السوري هو نجل القيادي المتشدد رضوان نموس، المعروف باسم أبو فراس السوري، المتحدث السابق باسم “جبهة النصرة”، والذي قتلته مسيرة تابعة للتحالف الدولي، استهدفت اجتماعاً عسكرياً لـ”جبهة النصرة” وتنظيم “جند الأقصى” في الثالث من إبريل/ نيسان عام 2016 على أطراف قرية كفرجالس غرب محافظة إدلب.
وكشفت المصادر أن مجموعتين أمنيتين تتبعان لـ”هيئة تحرير الشام” (قاطع الحدود)، داهمت مساء الخميس الماضي عدة منازل لمقاتلين أجانب، مقربين من تنظيم “حراس الدين” في مدينة جسر الشغور غرب إدلب، ومدينة سلقين شمال المحافظة، واعتقلت خلالها كلا من الصحافي الفرنسي المعروف باسم موسى الحسان، والقياديين أبو يوسف الفرنسي، وسيف الله الذي يحمل الجنسية الفرنسية وهو من أصول مغربية، بالإضافة إلى مرافقه الشخصي، ومقاتلين اثنين يحملان الجنسية التركية مستقلين عن التنظيم، واقتادتهم جميعا إلى سجونها في مدينة إدلب. جاء ذلك ضمن حملة أمنية شنتها الهيئة في الآونة الأخيرة ضد القيادات والمقاتلين الأجانب العاملين خارج تنظيم “تحرير الشام”، والذين لهم صلة بتنظيم “حراس الدين” المتشدد المتهم بمبايعته لتنظيم “القاعدة”.
وأشارت المصادر إلى أن الجهاز الأمني في الهيئة اعتقل يوم 11 فبراير/ شباط الجاري امرأة فرنسية الجنسية تدعى أم آسيا مع أطفالها الاثنين، إثر عملية دهم لمنزلها وسط بلدة أطمة شمال إدلب على الحدود السورية التركية، لافتاً إلى أن أم آسيا هي زوجة شامل الفرنسي القيادي في مجموعة “الغرباء” الفرنسية المستقلة والعاملة في إدلب، والذي اعتقلته “هيئة تحرير الشام” مع قائد مجموعة “الغرباء” عمر أومسين الفرنسي، وشخصين آخرين قبل أربعة أشهر، بعد استدعائهم لمحكمة بمدينة حارم شمال إدلب، إثر خلاف نشب بين المجموعة وتنظيم “الحزب الإسلامي التركستاني”، وعلى الرغم من عقد جلسة صلح بين الطرفين إلا أن الهيئة لم تطلق سراح الفرنسيين حتى اللحظة.
وكانت “تحرير الشام” قد اعتقلت يوم 11 فبراير/شباط الجاري كذلك أبو عبد الرحمن الأردني، الشرعي العام في تنظيم “حراس الدين”، وذلك بعد خروجه من مسجد وتوقيفه على حاجز مؤقت أثناء قيادته لسيارته ضمن أحد الأحياء السكنية وسط مدينة جسر الشغور غربي محافظة إدلب، تلاها بثلاثة أيام اعتقال القيادي في التنظيم أبو هريرة المصري داخل مدينة معرة مصرين شمال إدلب، وهو نجل الشرعي العام السابق في “حراس الدين” أبو ذر المصري، والذي قُتل يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، بضربة جوية نفذتها طائرة مُسيرة للتحالف الدولي على طريق بلدة عرب سعيد غرب محافظة إدلب.
ومنتصف العام الماضي، بدأت “هيئة تحرير الشام” حربها على فصائل ناشطة في إدلب أنهت على إثرها غرفة عمليات “فاثبتوا”، التي تضم “تنسيقية الجهاد” و”لواء المقاتلين الأنصار” وجماعة “أنصار الدين” وجماعة “أنصار الإسلام” وتنظيم “حراس الدين”، المبايع لتنظيم “القاعدة”، وكل هذه الفصائل كانت منضوية في غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”.
وشنت الهيئة حينها هجمات على مقار لبعض تلك التنظيمات في مقدمتها “حراس الدين”، واعتقلت عددا من قياداته بعد معارك في مركز مدينة إدلب ومحيطها. وترمي الهيئة من ذلك أن تسجل أوراق اعتمادها دولياً وإخراج نفسها من عباءة التنظيمات المتشددة، وذلك بعد أن كانت تلك التنظيمات، التي شكّلت غرفة عمليات “فاثبتوا”، رفضت الاتفاقات المبرمة حول سورية، وتحديداً بين الروس والأتراك، في حين تبنتها الهيئة وعملت على حمايتها.
المصدر: العربي الجديد