فايز هاشم الحلاق
هَلْ خاصَمَ الحُبُّ والنّوارُ آذارا
وشَقائِقُ النُّعمانِ كَلَّلَتْ دارا؟
هَلْ صارَ ثوبُ الزَّفافِ أَسودًا حقًّا؟
هَلْ يَهْجُرُ الشُّحرورُ الغُصنَ مُختارا؟
مَنْ قالَ أَنَّ المُشْمَشَ ذارِفٌ دَمعًا؟
وهوَ الّذي كانَ بالأَزْهارِ جَبّارا
لكنَّهُ بَدأَ النَّحيبَ لمّا رآى
بَرميلَ نيرانٍ يَغتالُ نَوّارا
بَردى يُصفِّقُ للأَطيارِ أَنْ تَأْتي
والمُزنُ رافِضَةٌ أَن تُعطِ أَمطارا
تَأَخَّرَ النّرجسُ والدِّفْءُ مَفقودٌ
والبَردُ مُشْتَدٌ، والرّيحُ قَدْ ثارَا
وخَيْمَةٍ سَكِرَتْ فالرّقْصُ أَعْجَبَها
على غِناءٍ وعَصْفٍ هَزَّ أَشجارا
وأَفراخُ أُمٍّ عندَ اللهِ والدُهُمْ
زادَوا على هذيْ الآلامِ إِصْرارا
والحَورُ ما عادَ بالقاماتِ مُفْتَخِرًا
لكنَّهُ ساهِمٌ، بالأَمْرِ قَدْ حارا
وقَوافِلُ الشُّهداءِ بِكُلِّ ثانِيَةٍ
أَنوارُها صارَتْ تَزْدادُ إِكْبارا
يا شامُ هَيْهاتِ أنْ تعودَ بَسْمَتُنا
والأَحْمَرُ القانيْ يَسيلُ أَنْهارا
إِنَّ البَلابِلَ في أَعْشاشِها تَبْكي
والغابُ في غوطَةٍ مَلَؤوهُ أَشْرارا
وَالدَّوحُ أَغْصانٌ من توتٍ أَسْوَدٍ
لأَجْلِهِ جَلَبوا للروضِ حَفّارا
اِسْتأْصَلوها ولم يَزَلْ لها ظِلٌّ
يَحنو على زارِعٍ، ويَشِعُّ أَنوارا
كَم نامَ في فَيئِها قُطافُها ظُهْرًا
أَوزارَها قَائِلٌ أَوْ ظَلَّلَتْ جارا
لا لَنْ يَموتَ التوتُ في مَلاعِبِهِ
وبَلابِلُ الشّحْرورِ تَحْرُسُ الدَّار
طَغى على جَنَّةٍ أَبْناءُ هولاكو
إِنَّ النَّوارِسَ تَسْتَبيحُ أَقْمارا
يا طائِرَ البَحْرِ رِفقًا فالمُهْرُ كَبا
صَبْرًا على مُهْرٍ ما كانَ بَحارا
تَبَتْ يَدا مَنْ يَعْتَدي على بُلبُلٍ
شُلَّتْ ذِراعُ الّذي يَغْتالُ آذارا
سُبْحانَكَ اللّهم ناصِرَ الحقِّ
سُبْحانَ مَنْ يَبْقى للبَغْيِ قَهَّارا
لا تَحْزَنُ الجنَّاتُ إِنْ قَضى خِلُّها
وحِدادُها حَزْنًا أَنْ تَزْرَعَ الغارَ
مَنْ سَلَّمَ الكُرْسِيَّ لغَيرِ أَهْليهِ؟
مَنْ يَنْهَرُ حاقِدًا إِنْ كانَ قَدْ جارا؟
يا رَبِّ عَدْلًا لقَدْ جارَتْ نَوارٍسُهُمْ
كَمْ هَدَّموا عُشًّا، وأَشْعَلوا نارا
كَمْ مارَسوا عَيْشًا سُحْتًا على عُهْرٍ
لو تَسْأَلوا عَنْهمْ رِقًا وأَحْبارا
والآنَ ما فَتِؤُوا البَغْيُ دَيْدَنَهُمْ
في كُلِّ مُوْبِقَةٍ يَعْطون إِخْبارا
صَهيونُ عَنْ بُعْدٍ بالخيطِ حَرَّكَهُمْ
فالحَبْلُ في يَدِهِ منْ خَلفِ أَسْتارا
أُسْتاذَهُمْ كِسْرى، تِلميذُ صُهيونٍ
من قَبلِ تاريخٍ، ما زالَ عَذَّارا
الدُّبُّ آذَرَهُمْ، وسامُ كالثَّعْلَبْ
كُلُّ القِوى مَعَهُمْ رَغْمَ الّذي صارَا
المُسْتَحيلُ أَتى، صَنَّاعُ فَرْحَتِنا
بِإِذْنِ رَبٍّ إِنَّ الفيلَ قَدْ طارا