عدنان أحمد ومحمد الأحمد
أعلنت قوى الأمن الكردية (أساييش) التابعة للإدارة الذاتية، الجمعة، انتهاء المرحلة الأولى من الحملة التي شنّتها ضد عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، في مخيم الهول بريف الحسكة، شمال شرقي سورية، بالقبض على 125 عنصراً من عناصر خلايا التنظيم النائمة، 20 منهم مسؤولون عن الخلايا والاغتيالات التي حدثت في المخيم.
وأوضحت “أساييش”، في بيان، أنها عثرت خلال الحملة التي دامت خمسة أيام بمشاركة خمسة آلاف عنصر من قواتها و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) ووحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب، على مستلزمات عسكرية ودارات إلكترونية تستخدم في تحضير العبوات الناسفة.
وأشار البيان إلى أن المخيم شهد أكثر من 47 عملية اغتيال على يد خلايا تنظيم “داعش” خلال أقل من ثلاثة أشهر، وأنه بالرغم من إلقاء القبض على العديد من عناصر الخلايا النائمة في المخيم، بمن فيهم كبار المسؤولين، إلا أن الخطر لم ينته بعد.
وأوضح البيان أن خطر التنظيم سيستمر، طالما لم يعتبر المجتمع الدولي بأن مخيم الهول معضلة دولية جدية، مطالباً بضرورة المشاركة في إيجاد الحلول المناسبة لإعادة الرعايا إلى دولهم. وأكّد البيان أن الاستقرار في المخيم لن يدوم طويلاً بدون دعم دولي.
وفي وقت سابق، أعلنت “أساييش” أنها قبضت على مسؤول في تنظيم “داعش” داخل المخيم، يدعى علي محمد علي، وقالت إنه المسؤول عن الدورات التدريبية للأطفال الذين جندهم التنظيم.
وأوضحت، في بيان، أن المعتقل كان قد وصل إلى مخيم الهول متخفياً بعد القضاء على آخر معاقل التنظيم عام 2019 في منطقة الباغوز شرق دير الزور، مشيراً إلى أنه من مواليد مدينة الأنبار العراقية عام 1984 وعمل مع تنظيم “القاعدة” عام 2008، قبل أن ينضم إلى “داعش” في 2014.
وكانت “قسد” قد بدأت الحملة الأحد الماضي، واعتقلت على إثرها عشرات الرجال والنساء من حاملي الجنسية العراقية، وجاءت الحملة بعد ارتفاع وتيرة الجرائم والخروقات الأمنية منذ مطلع العام الحالي، وأطلقت عليها “قسد” شعار “الإنسانية والأمن”.
ويعتبر مخيم الهول، الواقع شرقيّ محافظة الحسكة، أكبر المخيمات وأكثرها سوءاً داخل الأراضي السورية، ويشكل اللاجئون العراقيون العدد الأكبر من قاطنيه، حيث يتجاوز عددهم 30 ألفاً، من أصل نحو 62 ألفاً، وغالبية المقيمين في المخيم من النساء والأطفال، بينهم كذلك نازحون سوريون وعوائل عناصر تنظيم “داعش” الأجانب.
وتتهم “قسد” مسلحين من تنظيم “داعش” بتنفيذ عمليات القتل داخل المخيم، بهدف الترهيب، بينما تواجه من جانب ناشطين اتهامات بإهمال متعمد لضبط الوضع الأمني بالمخيم، في ظروف إنسانية كارثية.
مقتل وإصابة 7 مدنيين بانفجار في درعا جنوبي سورية
على صعيد آخر، قُتل رجل وأحد أطفاله اليوم الجمعة، وأصيب خمسة آخرون، نتيجة انفجار عبوة ناسفة في محافظة درعا، الواقعة جنوبي سورية، فيما اعتقلت مليشيا “الدفاع الوطني” التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري تسعة من عناصرها في مدينة الميادين شرقي دير الزور، أقصى شرقي سورية، لتخلّفهم عن المشاركة في المعارك ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة البادية، وسط وشرقي البلاد.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ”العربي الجديد” إن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة تستقلها عائلة في مدينة جاسم، شمالي درعا، ما أدى إلى مقتل الوالد وأحد الأطفال، وإصابة خمسة آخرين بجراح متفاوتة.
وأشار تقرير أعده “مكتب توثيق الشهداء والمعتقلين في درعا” إلى مقتل 69 شخصاً في المحافظة بعمليات اغتيال خلال الربع الأول من العام الحالي، ووثق كذلك 74 عملية اعتقال واختطاف في المحافظة من قبل أفرع النظام الأمنية.
ووفق المكتب، فقد قُتل في درعا، منذ مارس/ آذار 2011 حتى مارس/ آذار 2021، نحو 15 ألفاً و688 شخصاً، منهم من قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام.
ولفت التقرير إلى أن 58 شخصاً قتلوا خلال الشهر المنصرم، بينهم سيدة وطفل، كما سجّل مقتل 29 من قوات النظام بينهم ضابطان، ووثق 21 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 18 شخصاً وإصابة 5 بجروح متفاوتة ونجاة 3 آخرين، ووفقاً للمكتب، فإنّ مدنيين اثنين قضيا جراء عمليات الاغتيال، في حين قتل 14 عنصراً سابقاً في فصائل المعارضة.
وفي مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، اعتقلت مليشيا الدفاع الوطني تسعة عناصر، بسبب تخلّفهم عن المعارك التي أطلقتها قوات النظام وروسيا ضد تنظيم “داعش” في منطقة البادية يوم أمس الخميس، واقتادتهم إلى مقرّها المركزي في شارع الأربعين، بحسب المرصد السوري.
وكانت قوات النظام والمليشيات الموالية لها ومن أبرزها “لواء القدس” بدأت فجر الخميس، حملة تمشيط واسعة تستهدف خلايا تنظيم “داعش” في البادية الشرقية لمدينة الميادين، انطلاقاً من منطقة البنجة وصولاً إلى منطقة فيضة ابن موينع، شارك فيها عشرات الجنود والعربات المصفحة.
ولفت المرصد إلى أن المقاتلات الروسية استهدفت بعدة ضربات جوية مواقع تنتشر بها خلايا تنظيم “داعش” في بادية الرصافة جنوب غربي محافظة الرقة، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
وتشهد البادية السورية هجمات متكررة من خلايا تتبع لتنظيم “داعش”، وأعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن عشرات الهجمات في المنطقة، والتي أدت بدورها إلى مقتل وجرح عشرات العناصر التابعين للنظام ومليشياته، وتتركز معظم هذه الهجمات على أطراف مدن السخنة والسعن وسلمية في ريفي حمص وحماة وسط سورية.
المصدر: العربي الجديد