مصير – خاص
من غير استئذان غادرتنا، ومن غير ضجيج رحلت عن دنيانا الفنانة الفلسطينية الأبية التي صدح صوتها دائمًا بحب فلسطين، وحب الثورة السورية، وثورات الربيع العربي، رحلت ريم بنا عن عمر يناهز ال 51 عامًا، بينما مازالت مصائر الربيع العربي، ومصائر ثورتينا السورية والفلسطينية، في مهب الريح، ومازالت تحلم ونحلم بكنس الطغيان الإسرائيلي والأسدي.
لقد غنت ريم للثورة السورية، فكانت صادقة كل الصدق في كل ما غنته، وكانت الفنانة العربية، التي لن ننساها ما حيينا، وهي التي كتبت بل آخر ما كتبت تقول ” عبء على الطب الذي عجز عن كل ما أُصبت به، عبء على المشافي التي لن تسع جسدي الصغير، عبء على وطن عشقت ولا حيلة في اليد فأنا لستُ شاكيرا، عبء على الطبيب حين يفقد القدرة على فعل شيء، عبء على الجسد والوجع والروح، عبء على “أصدقاء متجاهلين” سقطوا في ملذاتهم كالهفوة، عبء على الأنفاس الضيقة، عبء على ليل لا يحتمل أرق مألوم، عبء على الهواء وورد الشبابيك الذي لا أصل، عبء على درب الأحلام الذي لم تعد تطأه قدماي، عبء على الحب الذي يجعلنا كريشة طائشة خفيفة، عبء على الومضة مهما لمعت، عبء على العبء، وحدهم أحبتي مَن حولي لا يتذمرون، وحدهم أحبتي لا يفقدون الأمل ولا يكلّون، وأنا بين حد سيفين في غيبوبة التأمل، أتدرّب على نهاية ساخرة”. عن غيابها كتب الشاعر أكرم عطوة يقول” استراحت ريم من عناء مرض طويل، لكن صوتها ثورة لن تستريح، لروحها الرحمة والسلام”. بينما تقول كفاح كيال ” ريم بنا تحلق في السماء وتتركنا نقاتل الظلم والاستبداد “. ثم أضافت ” ولدت ريم في يوم ميلاد الشهيد كمال جنبلاط في 6-12-1966 وترحل في آذار شهر الأرض والكرامة والأم لتبقى ذكرى متجذرة في ذاكرة الوطن وكل من عشق الحرية ومقارعة الظلم، فريم صوت قاوم بغنائه، واصطفت إلى جانب الشعوب المقاتلة من أجل حريتها. يوم حزين، أمطرت السماء دموعًا منذ الصباح ليزهر ربيعنا القادم لا محالة”. أما أمها الشاعرة زهيرة صباغ فقالت في رحيلها:
“رحلت غزالتي البيضاء
خلعت عنها ثوب السقام
ورحلت
لكنها تركت لنا ابتسامتها
تضيء وجهها الجميل
تبدد حلكة الفراق”
صديقتها ناهد بدوية قالت ” ريم البنا رافقت ثورة الحرية السورية والفلسطينية، ريم البنا كانت عزاء لنا في الوقت الذي تخلى عنا الكثيرون، لم يبق لنا الكثير من الأصدقاء يا ريم، لكن صوتك الجميل الشجي سيبقى بيننا يرعب كل استبداد، وكل احتلال… المجد لروحك، والعزاء لكل ثوار الحرية في سورية وفلسطين”. أما أوس داوود يعقوب فقال ” أنعي إليكم ببالغ الحزن والأسى رحيل ابنة ومغنية فلسطين البارة والأولى ريم بنا”. لكن رند إبراهيم صموئيل كتبت تقول” ريم خسارة كبيرة…امرأة ساحرة وروحانية ومميزة بكل شيء. الرحمة لروحك العاشقة القوية غاب جسدك لكن روحك باقية بداخلنا وبداخل أولادك وبالزهور على تلال فلسطين الحرة…وداعًا ريم”. رحم الله الفنانة الفلسطينية الأصيلة ريم بنا، ولسوف تنتصر ثورة الشعب الفلسطيني وثورة الشعب السوري وهو حلم ريم الذي لم تعشه.