وائل عصام
يترقب أهالي درعا مصير «اللواء الثامن» التابع لـ«الفيلق الخامس» المدعوم روسياً، بعد اقتراب التسوية من معقله مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي.
وكانت وكالة أنباء النظام قد أكدت أمس الخميس، أن عملية تسوية أوضاع عدد من المسلحين والمطلوبين بدأت في بلدة المسيفرة في ريف درعا الشرقي، وذلك بعد يوم واحد من بدء عملية تسوية أوضاع المطلوبين لقوات النظام في بلدة الجيزة وعدد من القرى المحيطة بها في ريف درعا الشرقي. وتتضارب الأنباء عن قرار روسي-سوري بتفكيك اللواء الثامن الذي يقوده أحمد العودة، وإلحاق عناصره بقوات جيش النظام أو الأفرع الأمنية.
وفي هذا الصدد، أكدت مصادر محلية تسلّم عناصر من اللواء رواتبهم بالليرة السورية، ما اعتبر مؤشراً على انتهاء الدعم الروسي للواء، وقطع الرواتب المالية المحددة لعناصره (200 دولار أمريكي شهرياً).
لكن مصدراً مقرباً من «اللواء الثامن» أكد لـ«القدس العربي» أن «المنحة الروسية لم تتوقف عن اللواء» مبيناً أن عناصر اللواء أساساً تم تنظيمهم داخل جيش النظام منذ بداية التشكيل 2018، وهم جنود وصف ضباط في الجيش، ولم ينظم لهم عقوداً كما المليشيات الإيرانية أو الذين وقعوا عقوداً مع الأفرع الأمنية، وقال: «لعناصر اللواء رواتب من الجيش السوري كانوا قد امتنعوا سابقاً عن استلامها لأسباب مجهولة والآن بعضهم تسلمها وهو أمر طبيعي». وأضاف المصدر، أن «المنحة الروسية للواء لم تتوقف للآن».
وحول مغادرة قائد اللواء أحمد العودة إلى الأردن، والأنباء غير المؤكدة عن انتهاء دوره العسكري بعد توجهه للأردن، قال المصدر: «في كل عام يخرج العودة إلى الأردن لفترة تتراوح بين شهر وثلاثة شهور، لوجود عائلته هناك، أو لأسباب صحية تتعلق ببعض الإصابات التي تعرض لها قبل العام 2018 في المعارك، والمتابع لأمره يرى أن موعد الزيارة لم يتغير والأمر تم بالتنسيق مع السلطات الأردنية والروسية».
وبما يخص مستقبل اللواء، واحتمالية دخوله في إطار التسويات الجديدة التي يجريها النظام تباعاً، قال المصدر: «إن عناصر اللواء الثامن قاموا بإجراء تسويات عسكرية منفصلة لكافة العناصر إضافة لقيام العناصر وصف الضباط المنشقين بتسوية أوضاعهم أواخر العام 2018 بداية العام 2019» مستدركاً: «بعبارة أخرى وضع اللواء الثامن ودوره في الجنوب لا زال قائماً، ولا وجود لأي تضييق عليه، ما يؤكد عدم وجود أي توجه لحل اللواء للآن». وأكد المصدر، شرعية السلاح مع عناصر اللواء، معتبراً أن ذلك يدلل على عدم وجود أي تسوية جديدة تتعلق بحملهم للسلاح.
في المقابل، أكد «تجمع أحرار حوران» تلقي قادة في اللواء أوامر من ضباط روس، بتسليم أسلحتهم إلى قيادة اللواء، والطلب من عناصرهم القيام بذلك في كل بلدة تدخل إليها قوات النظام من أجل تنفيذ إجراءات التسوية. ونقل التجمع عن مصدر عسكري، أن «اللواء في طريقه للتفكك، وجميع المؤشرات الحالية في المنطقة الشرقية من محافظة درعا تدل على حله خلال المرحلة القادمة، وخصوصاً بعد وصول التسويات إلى مناطق نفوذه، والتي شملت مجموعات تابعة له في مناطق متعددة «.
وحسب التجمع، فإن هناك إمكانية تحويل تبعية اللواء إلى ملاك شعبة المخابرات العسكرية، خصوصاً أن جميع ملفات عناصره تحولت إلى شعبة المخابرات، أو إمكانية دمجه في جيش النظام، منهيا بأن «الأمور ما زالت غير واضحة بشكل كامل».
المصدر: «القدس العربي»