كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة على سير المباحثات في اجتماعات الجولة السادسة للجنة الدستورية السورية المنعقدة في جنيف، لـ”العربي الجديد”، عن تكثيف الجهود للخروج بنتائج، وسط تفاؤل حذر لحين الإعلان رسمياً عن مخرجات في هذه الجولة التي تختم، الجمعة.
ويسعى المبعوث الأممي لسورية، غير بيدرسن، إلى تحقيق إنجار في هذه الجولة يتمثل في عرض ورقة بالأمور المشتركة التي يمكن التوافق بشأنها بين الأطراف المشاركة في أعمال اللجنة الدستورية السورية.
وأوضحت المصادر، لـ”العربي الجديد”، شريطة عدم كشف هويتها، أنّ “وفود الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران اجتمعت، أمس الخميس، في جنيف بشكل ثلاثي، فضلاً عن عقدها اجتماعاً رباعياً مع بيدرسن، ولقاءات مع وفود دبلوماسية أخرى، وستواصل اليوم اجتماعاتها في ظل ترقب لنتائج الاجتماعات التي يمكن أن تصدر بعد انتهاء الاجتماعات”.
ولفتت المصادر إلى أنّ “الآمال بالخروج بنتائج هامة تبقى قليلة، ولكن تعول هذه الدول على إيجابية الجولة من خلال سلوك النظام السوري الذي غيّر خطابه لوفد المعارضة، وابتعاده عن التشويش الذي كان يتعمّده في الجلسات، دون تقديم أوراق عمل أو مقترحات في الجولات السابقة”، مشيرة إلى أنّ “النظام السوري اضطر نتيجة ضغوط كبيرة عليه مورست من روسيا تحديداً، لجلوس رئيس وفده المشارك أحمد الكزبري مع رئيس الوفد المشارك عن المعارضة هادي البحرة”.
وأشارت إلى أنّ “المبعوث الأممي سيقترح على رئيسي وفدي النظام والمعارضة، الخروج بورقة بخصوص الأمور المشتركة بين الأطراف في اللجنة الدستورية، تشمل النقاط التي تم الاتفاق عليها أو أنها تعتبر مشتركة ضمن المبادئ التي قدمت والنقاشات التي حصلت، أو أن تكون هناك ورقتان؛ تشمل الأولى ورقة نقاط الخلاف في الأوراق المقدمة كمبادئ دستورية، وتشمل الورقة الثانية نقاط التوافق في الأوراق المقدمة، وسيتضح في الاجتماعات باليوم الأخير الآلية والمنهجية التي سيتوافق عليها كل من الكزبري والبحرة”.
المصادر ذاتها كشفت أنّ “الدول الضامنة اقترحت أيضاً على المبعوث الأممي غير بيدرسن عقد مؤتمره الصحافي المقرر عصر اليوم بشكل مشترك مع رئيسي وفدي النظام والمعارضة، لإعطاء رسالة إيجابية إلى المجتمع الدولي، فضلاً عن أنّ مؤتمرا صحافيا كهذا، من شأنه أن يخفض من حدة التوترات بين الأطراف السورية ويساهم في تلطيف الأجواء”.
وأردفت المصادر أنّ “الدول الضامنة في الوقت الذي لا تنتظر فيه نتائج ملموسة وتعوّل على سلوك الأطراف السورية، تترقب أجواء إيجابية تصدر في هذه الجولة للبناء عليها في الجولات المقبلة؛ لأنها تدرك عدم وجود أي عملية دستورية، بينما روسيا باتت تدرك أنّ أي مرحلة لإعادة البناء في سورية وعودة اللاجئين إليها، لا بد وأن تنطلق من الحل السياسي”.
وأكدت المصادر أنّ “الدول الضامنة تهدف إلى إصدار بيان مشترك بحسب نتائج هذه الجولة إن كانت تحمل مؤشرات إيجابية”.
وفي السياق نفسه، أشارت المصادر المطلعة، إلى أنّ “منهجية العمل المتفق عليها في اللجنة الدستورية، تنص على أنه في حال تعذر التوافق على ملخص مشترك للمبادئ المقدمة، سيتم إحالتها للأرشيف ومناقشة 4 مبادئ في الجولة المقبلة، و4 مبادئ في الجولة اللاحقة”.
ووصلت في وقت سابق اليوم الجمعة، الوفود السورية المشاركة في اجتماع اللجنة الدستورية السورية، من النظام والمعارضة وممثلي المجتمع المدني إلى المقر الأممي بجنيف، لإجراء اجتماعات اليوم الأخير.
وبدأت اللقاءات باجتماع بين رئيسي وفدي النظام والمعارضة، على أن تعقد لاحقاً المجموعة المصغرة المكونة من 45 عضواً، اجتماعاً، في ظل خلافات طغت في بداية الاجتماعات على منهجية تلخيص المشتركات بين الأطراف السورية.
ويعقد المبعوث الأممي غير بيدرسن، مؤتمراً صحافياً، عصر اليوم الجمعة، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، في حين ينتظر أيضاً أن يعقد الكزبري والبحرة مؤتمرين صحافيين منفصلين، للحديث عن مجريات ومخرجات الجولة.
المصدر: العربي الجديد