وائل عصام
تتحدث مصادر إيرانية عن استئناف الزيارات الدينية إلى الأراضي السورية، موضحة أن مجلس التخطيط والتنسيق التابع لبعثة المرشد الإيراني، وهيئة الحج والزيارات الدينية الإيرانية، بصدد الإعلان عن استئناف الزيارات الدينية لسوريا، وإرسال وفد من إيران للتنسيق مع مسؤولين من النظام السوري بهدف السماح للقوافل الإيرانية بالدخول لسوريا.
وكانت إيران قد توقفت عن إرسال قافلات الزوار إلى سوريا، بعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011، وبدأت منذ بداية العام الحالي 2021، بإعطاء الموافقة لعدد محدود من الزوار بزيارة المقامات الدينية في سوريا. وفي تعليقه على استئناف إيران للزيارات الدينية إلى سوريا، قال الكاتب والباحث المختص في الشـأن الإيـراني، ضياء قدور، إن إيران تعتقد أن الاستقرار عاد إلى سوريا، بحيث يمكنها ذلك من إعادة تفعيل الزيارات الدينية، بعد سنوات من الحـرب.
وأضاف لـ«القدس العربي» أن موضوع استئناف الزيارات إلى سوريا كان محط نقاش في أروقة القرار الإيراني خلال السنوات السابقة، مشيراً إلى أن القرار كان محط تجاذبات خشية تعرض القوافل للخطر، على غرار ما جرى في العام 2012، عندما تمكن الثوار في الجزء الجنوبي الشرقي للغوطة الشرقية، من أسر 48 إيرانياً جلهم من العسكريين، بعد استدراج حافلة كانت تقلهم على طريق المطار في اتجاه «المقامات الدينية» التي يحجون إليها في العاصمة دمشق.
وحسب قدور، فإن الأوضاع الأمنية التي سادت سوريا في العقد الأخير، أثرت بشكل كبير على أعداد الزيارات الدينية الإيرانية لسوريا، موضحاً أن «آلاف الإيرانيين كانوا يصلون سوريا أسبوعياً قبل الثورة، في حين أن المواكب الدينية تقريباً اختفت، واقتصرت الزيارات على أعداد بسيطة، دون الحصول على تصاريح رسمية من طهران».
وحسب القراءة السابقة، يبدو قدور جازماً بأن الزيارات الدينية الإيرانية إلى سوريا لن تعود بالوتيرة ذاتها، مرجحاً أن يستغرق ذلك سنوات عديدة، نتيجة وجود خروقات أمنية تعاني منها مناطق النظام، وهذا ما يزيد من خشية إيران على سلامة الزوار.
وعن السبب الذي دفع بطهران إلى استئناف الزيارات رغم المخاطر، سيما مع استمرار وجود خلايا التنظيم في البادية السورية التي تمر منها القوافل الإيرانية، يقول قدور: «يبدو القرار نتيجة التجاذبات الإيرانية والمطالب الشعبية بفتح باب الزيارات إلى سوريا» مستدركاً «قد يكون هذا الإعلان شكلياً، أي الإعلان عن السماح مبدئياً دون منح موافقات على نطاق واسع». ومن المهم جداً، من وجهة نظر الباحث قدور، أن منع الزيارات الدينية من جانب إيران إلى سوريا، يتناقض مع الدعاية الإيرانية التي تزعم أن وجودها في سوريا مرتبط بحماية الأماكن المقدسة، موضحاً أن إيران «تدعي أنها نجحت في حماية المقامات في سوريا، وفي الوقت ذاته لا تسمح لمواطنيها بزيارة هذه المناطق».
ويربط الكاتب المهتم بالشأن الإيراني، عمار جلو، بين الإعلان الإيراني عن استئناف الزيارات الدينية إلى سوريا، وبين ما يجري من محاولات بعض الدول العربية تحجيم نفوذ إيران في سوريا. ويقول لـ«القدس العربي» باعتقادي الإعلان لا يعدو عن عملية قياس ضغط للسلطة في دمشق ومدى تجاوبها مع ما يثار عن إملاءات روسية أو محفزات عربية مقابل إعادة العلاقات، مقابل تحجيم دور إيران في سوريا، مع جس نبض النظام عن تحول جزئي في الاستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية تجاه إيران وإمكانية تجاوب أو عدم تجاوب سلطة دمشق معها مقابل تخفيف العقوبات و تليين عزلتها.
ويختتم جلو بقوله «تريد طهران توريط سلطة دمشق في موضوع يعتبر شعائرياً – دينياً لكنه في المضمون هو الغطاء لتنظيم عملياتها أينما حلت».
المصدر: «القدس العربي»