هبة محمد
أجرى الجيش الوطني المعارض، أمس الخميس، عملية تبادل أسرى مع النظام السوري بعد تنسيق تركي – روسي، وبإشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، تزامن ذلك مع اقتحام قوات النظام بلدة النعيمة في ريف درعا، وتنفيذ سلسلة عمليات دهم واعتقال على خلفية انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون قرب كتيبة موقع عسكري تابع للمخابرات الجوية، فجر أمس.
وقال المتحدث باسم تجمع «أحرار درعا» عامر الحوراني في اتصال مع «القدس العربي» إن عملية الاقتحام نفذتها قوات مشتركة للنظام السوري، بقيادة المخابرات الجوية، حيث دخلت 10 عربات عسكرية، يحمل بعضها مضادات أرضية، إلى بلدة النعيمة شرقي درعا. وتبعت الاقتحام، عمليات دهم لعدد من المنازل في البلدة، «أسفرت عن اعتقال المخابرات الجوية الشاب عزات المحاميد، واقتحام منزل المنشق عن النظام فرحان العبود العامل ضمن اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، في محاولة لاعتقاله لكنها لم تعثر عليه في المنزل».
خمسة لكل طرف
وفي أعقاب عملية الاقتحام شهدت المنطقة استنفارا واسعا لقوات النظام وانتشارا عسكريا قرب كتيبة الفدائية بين بلدتي صيدا والطيبة، وقرب جسر صيدا، وفق المتحدث.
وكانت بلدة الحراك، في ريف درعا، شهدت الأسبوع الجاري، استنفارا عسكريا لقوات للنظام وشللا في الحركة التجارية، بعدما أطلق مجهولون النار بواسطة بندقية رشاشة على عنصر من قوات النظام أثناء تواجده أمام مقر اللواء 52 بالقرب من مدينة الحراك في ريف درعا الشرقي، ما أدى إلى إصابته بجروح، وتبع ذلك، قصف نفذته قوات النظام بقذائف الدبابات والهاون على البلدة، وسط إغلاق للأسواق والمحال التجارية.
وسجّل مكتب التوثيق لدى شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية، خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، مقتل 12 من قوات النظام في محافظة درعا هم: 6 ضباط برتبة ملازم، و 6 عناصر برتبة مجند، وذلك خلال عمليات استهداف متفرّقة في المحافظة.
في غضون ذلك، أجرى الجيش الوطني المعارض، الخميس، عملية تبادل أسرى مع النظام السوري تحت رعاية وإشراف الجانبين التركي والروسي.
وشملت عملية التبادل وفق مصادر محلية لـ «القدس العربي» 5 أسرى لكل طرف، حيث جرت عملية التبادل عند معبر أبو الزندين الفاصل بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة، في مدينة الباب شرقي حلب، وتحت إشراف الهلال الأحمر والأمم المتحدة، بوجود ضباط من الجانبين الروسي والتركي.
وذكرت وسائل إعلام النظام الرسمية، تحرير «خمسة مختطفين» كانوا محتجزين ضمن مناطق سيطرة المعارضة، في منطقة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وأكدت وكالة سانا «وصول المختطفين المحررين إلى ممر أبو الزندين غرب مدينة الباب، حيث «قامت الكوادر الطبية بإجراء الفحوص وتقديم الخدمات الطبية لهم قبل نقلهم إلى مناطقهم».
وكانت الدول الضامنة «تركيا وروسيا وإيران» قد أبرمت اتفاقا في الجولة الثامنة من محادثات «أستانا» على تشكيل لجنة مشتركة للإفراج عن المعتقلين في سوريا، تضم ممثلين عن الدول الضامنة فقط.
وشهدت منطقة الباب في ريف حلب الشرقي، مطلع شهر تموز/يوليو الفائت، عملية تبادل للأسرى بين الجيش الوطني السوري وقوات النظام برعاية تركية – روسية، أسفرت عن الإفراج عن 5 أسرى لكل جهة.
وفي سياق آخر، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر، الخميس، إن ما لا يقل عن 156 طفلاً لا يزالون قيد التجنيد لدى «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من أصل 537 حالة تجنيد لأطفال منذ تأسيسها. وأضاف التقرير أن قسد اختطفت وجنّدت 19 طفلاً منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في أسوأ حملة تجنيد استهدفت الأطفال منذ بداية عام 2021.
ووثَّق التقرير ما لا يقل عن 537 حالة تجنيد لأطفال على يد «قسد» في سوريا منذ تأسيس «وحدات حماية الشعب» الجناح المسلح لحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردستاني» والعمود الفقري لـ»قسد» في كانون الثاني/يناير عام 2014 وحتى 15 من كانون الأول/ديسمبر 2021.
الزيارات ممنوعة
وما يزال حتى الآن ما لا يقل عن 156 طفلاً قيد التجنيد لدى «قسد» يتوزعون إلى 102 من الذكور و54 من الإناث، كما سجل التقرير مقتل ما لا يقل عن 29 طفلاً مجنداً من قبل «قسد» في العمليات القتالية. وتضمن التقرير خريطة تُظهر توزع حالات تجنيد الأطفال الـ 537 حسب المحافظة التي حصلت فيها حادثة التجنيد، وأظهرت أن محافظة حلب شهدت الحصيلة الأعلى من الحوادث، كما أورد رسماً بيانياً لتوزع هذه الحصيلة حسب الأعوام.
ومنذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 حتى 15 من ديسمبر/كانون الأول 2021 اختطف ما لا يقل عن 19 طفلاً بهدف التجنيد توزعوا إلى 9 أطفال ذكور و10 طفلات إناث، وقد وقعت 11 حادثة اختطاف في محافظة الحسكة، و8 في محافظة حلب، ووفقاً للتقرير، فإن «قسد» سرّحت 3 أطفال فقط من بين هذه الحالات ولا يزال 16 طفلاً قيد التجنيد.
ووفقا للمصدر، لم تجر «قسد» حتى الآن أي إجراءات حقيقية ملموسة لتسريح الأطفال المجندين وإعادتهم إلى عائلاتهم وتعويضهم، أو محاسبة مرتكبي عمليات الخطف والتجنيد وفتح تحقيقات خاصة بها.
وأكد التقرير أن «قسد» لجأت إلى تجنيد الأطفال طوعاً أو قسراً، موضحاً أن تطويع الأطفال للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة ينطوي على محاولات إقناع وتشجيع، وتقديم مغريات، وغالباً ما تشترك المدارس التابعة لـ»لإدارة الذاتية» في دعم عمليات تجنيد الأطفال، بالتوازي مع أسلوب التطويع عبر الخطف سواء في أثناء وجود الأطفال في المدارس أو الشوارع أو الأحياء.
وحسب الشبكة فقد أسَّست «قسد» معسكرات للتدريب خاصة بالأطفال المجندين في مناطق بعيدة عن مناطق سكنهم الأصلية، ومنعت الأطفال من التواصل مع عائلاتهم، وهددت العديد من أسر الأطفال المخطوفين في حال الإعلان عن تجنيد أطفال للمنظمات الأممية أو الحقوقية، كما مُنع الأهالي من زيارة أطفالهم، وتعرضوا للإهانة اللفظية والطرد.
واعتبر المصدر أن كل ذلك يهدف إلى عزل الأطفال عن العالم الخارجي لحين انتهاء مدة تدريبهم، والتي تشتمل على تلقين معتقدات وأيديولوجيا «حزب العمال الكردستاني» والذي يتبع له «حزب الاتحاد الديمقراطي».
المصدر: «القدس العربي»