إنزال أميركي في منطقة “أطمة” التي تضم مخيمات نازحين ويقول خبراء إن قياديين إرهابيين يتخذون منها مقراً لهم.
فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن القوات الخاصة الأميركية لمكافحة الإرهاب “أزالت من ساحة المعركة” زعيم تنظيم “داعش” أبا ابراهيم الهاشمي القريشي، خلال عملية جرت في شمال سوريا ليل الأربعاء الخميس، الثالث من فبراير (شباط).
وقال في بيان، “بفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، أزحنا عن ساحة المعركة أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم تنظيم داعش. عاد كل الأميركيين من العملية بسلام”، مشيراً إلى أنه سيتوجه بكلمة إلى الشعب الأميركي في الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 13 شخصاً في العملية، بينهم سبعة مدنيين. وأوضح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أن “زعيم داعش فجر قنبلة قتلته مع أفراد من أسرته عند بدء العملية”.
ونفذت طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية إنزال جوي في شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، أعقبها اندلاع اشتباكات استمرت ثلاث ساعات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن مروحيات تابعة للتحالف نفذت إنزالاً قرب مخيمات “أطمة”، بحثاً عن قياديين إرهابيين مطلوبين من الصف الأول، لكن هوياتهم لم تتضح بعد.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، إن “قوات العمليات الخاصة الأميركية تحت إدارة القيادة المركزية نفذت مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا اليوم الخميس 3 فبراير (شباط)”. وأضاف المتحدث في بيان “كانت المهمة ناجحة. لم يسقط ضحايا أميركيون”.
وأحصى المرصد السوري 13 قتيلاً على الأقل بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء. وأفاد المرصد في وقت لاحق بأن سيدة من جنسية غير سورية أقدمت على تفجير نفسها بحزام ناسف داخل المنزل وعثر عليها أشلاء.
واستهدفت العملية وفق مصادر وكالة الصحافة الفرنسية، مبنى من طبقتين في أرض محاطة بأشجار الزيتون. وقد تضرّر الطابق العلوي منه بشدة وغطى سقفه الذي انهار جزء منه، الدخان الأسود. وتبعثرت محتويات المنزل الذي انتشرت بقع دماء في أنحائه.
معلومات محلية
وكان سكان ومصادر من مقاتلي المعارضة السورية قالوا إن غارة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت من يُشتبه في أنه متشدد تابع لتنظيم القاعدة في بلدة أطمة بشمال سوريا، ما أسفر عن سقوط قتلى مدنيين.
وتداول سكان تسجيلات صوتية منسوبة للتحالف، يطلب فيها متحدث باللغة العربية من النساء والأطفال إخلاء منازلهم في المنطقة المستهدفة.
وذكر السكان ومصادر المعارضة أن طائرات هليكوبتر هبطت بالقرب من أطمة في محافظة إدلب، آخر جيب كبير يسيطر عليه مقاتلو المعارضة الذين يحاربون لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وسُمع دوي انفجارات بالقرب من منزل متشدد أجنبي.
وقال مسؤول من مقاتلي المعارضة، طالباً عدم نشر هويته، إن المتشدد الذي يُشتبه في أنه المستهدَف كان مع أسرته وقت شن الغارة.
وقال شهود إن الغارة انتهت بمغادرة طائرات يعتقد أنها هليكوبتر المكان، لكن طائرات استطلاع مجهولة لا تزال تحوم في المنطقة.
وقال المسؤول بالمعارضة إن أفراد أمن من “هيئة تحرير الشام”، وهي جماعة المعارضة الرئيسة التي تسيطر على أجزاء من شمال غربي سوريا، هرعوا إلى الموقع بعد الغارة.
دوي قصف
وأفاد سكان في المنطقة، وكالة الصحافة الفرنسية عن سماع دوي قصف وطلقات نارية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن عملية الإنزال قرب “أطمة” هي الأكبر للتحالف منذ العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في إدلب وأدت الى مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
وقال تشارلز ليستر، الزميل والمدير في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقراً، إنه تحدث مع سكان قالوا إن العملية استمرت أكثر من ساعتين.
وأضاف “من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أياً كان، حياً”. وتابع “تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع” منذ غارة البغدادي.
مخيمات النازحين
وتضم منطقة “أطمة” العديد من مخيمات النازحين، ويقول خبراء إن قياديين إرهابيين يتخذون منها مقراً لهم بين النازحين.
وينفذ التحالف بين الحين والآخر ضربات في إدلب تستهدف قياديين إرهابيين مرتبطين بتنظيم “القاعدة”، وأعلن الجيش الأميركي في 23 أكتوبر مقتل القيادي البارز في تنظيم “القاعدة” عبد الحميد المطر، في غارة شنها شمال سوريا.
إدلب
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي “سنتكوم” جون ريغسبي في بيان حينها إن “القاعدة لا تزال تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائنا”. وأضاف أن التنظيم “يستخدم سوريا ملاذاً آمناً لإعادة تشكيل نفسه والتنسيق مع فروع خارجية والتخطيط لعمليات في الخارج”.
وتسيطر “هيئة تحرير الشام” على معظم شمال غربي سوريا، الذي يشمل محافظة إدلب وحزاماً محيطاً بها من الأراضي. والجماعة كانت تُعرف سابقاً باسم “جبهة النصرة” وكانت جزءاً من “تنظيم القاعدة” حتى عام 2016.
وشكل متشددون أجانب انفصلوا عنها تنظيم “حراس الدين” الذي صُنف منظمة إرهابية أجنبية وكان هدفاً لضربات التحالف الدولي خلال السنوات القليلة الماضية.
ولسنوات أطلق الجيش الأميركي بشكل أساسي طائرات مسيرة لقتل كبار عناصر تنظيم القاعدة في شمال سوريا، حيث أصبحت الجماعة المتشددة نشطة خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.
لكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يشن عمليات تستهدف فلول الخلايا النائمة لتنظيم “داعش” بوتيرة أكبر في شمال شرقي سوريا، الذي تسيطر عليه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي يقودها الأكراد.
المصدر: اندبندنت عربية