معتز عبيد
قالت مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لونا الشبل، إن النظام يعتزم “مساعدة روسيا في التغلب على العقوبات” التي فرضت عليها عقب غزو أوكرانيا، وسط تحذيرات أطلقها اقتصاديون، من أن الوضع المعيشي للسوريين سيتجه نحو الأسوأ في حال استمرت الحرب الروسية في أوكرانيا.
ويخضع النظام السوري منذ عشر سنوات لعقوبات أمريكية وأوروبية، أسفرت عن عزله دوليا وداخليا ضمن مناطق نفوذه فقط، حيث أصبح 90 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، وفق تقديرات أممية.
ورأى خبراء اقتصاديون أن فرض الدول الغربية عقوبات اقتصادية على روسيا، سينعكس سلبا على سوريا، وسيؤدي إلى ارتفاع باقي أسعار السلع المستوردة من دول أخرى، نظرا لارتفاع المشتقات النفطية وارتفاع أسعار النقل.
وقال الباحث الاقتصادي، يونس كريم، إن تصريح مستشارة رئيس النظام “إعلامي لا أكثر”، مفاده أن روسيا وسوريا مرتبطتان بشكل مباشر في مختلف القضايا، مؤكدا أن ربط الملف السوري بالروسي، لن يحقق الأهداف التي يسعى إليها النظام السوري.
وأوضح في حديثه لـ”عربي21″ أن النظام أعلن تأييد الخطوات الروسية في أوكرانيا، لتجنب أي رد فعل روسي والتي يمكن أن تصل إلى إيقاف الاستثمارات في مناطق سيطرة النظام السوري.
وأضاف: كلام مستشارة الأسد “سياسي لا علاقة له بالاقتصاد”.
بدوره، قال السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، إن الواقع المعيشي في سوريا، يفتقر للغذاء والدواء والمحروقات والكهرباء وكافة متطلبات الحياة، متسائلا: “كيف يمكن لنظام متآكل أن يساعد آخر في صد العقوبات؟”.
وأشار في تصريح لـ”عربي21″ إلى أن النظام السوري أفرغ خزينة الدولة من مدخراتها لتمويل آلته الحربية واستخدامها ضد الشعب السوري، كما أنه فقد أبرز منابع التمويل، عقب إيقاف الخط الائتماني الإيراني، مضيفا: “كيف لنظام خرب البلد ونهب الاقتصاد واشترى بما تبقى لديه أسلحة لقتل السوريين أن يدعي قدرته على مساعدة الآخرين”.
وشدد على أن الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة النظام السوري، تجعل كل تصريحات أدوات النظام مجرد كلام للاستهلاك المحلي والإقليمي لا أكثر.
ووفق خبراء اقتصاديين، فإن النظام خلال سنوات الأزمة السورية فشل في إدارة الأزمة المعيشية التي تعصف في البلاد، كما أنه أصدر قرارات زادت من شدة الأزمة، حتى أصبح 90 بالمئة من السوريين غير قادرين على تأمين أبسط مقومات الحياة.
وأثارت تصريحات الشبل، سخرية نشطاء مواقع التواصل السوريين، حيث طالب النشطاء مستشارة بشار الأسد، بالتوقف عن الإدلاء بتصريحات صحفية، والنظر إلى الواقع المعيشي في البلاد.
المصدر: عربي21