د- زكريا ملاحفحي
العدوان الروسي على أوكرانيا يهدد العالم بمجاعة عالمية بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية. حيث تعد أوكرانيا خامس أكبر مصدر للقمح في العالم، و تبلغ قيمة صادراتها 10% من الصادرات العالمية. كما تعتبر أوكرانيا من أكبر الموردين الرئيسيين للذرة التي تمثل 15% من صادرات الذرة العالمية. ولنعلم أن رمز العلم الأوكراني الأصفر وهو القمح في الـأسفل والأزرق وهي السماء.
وإذا لم تتوقف الحرب، سيواجه العالم بأسره أزمة غذائية حتماً. على سبيل المثال، تدعي الحكومة الكاميرونية أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا قد تسببت بالفعل في نقص القمح، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز بنسبة 40%.
على الرغم من أعمال القتال العنيفة على أراضي أوكرانيا، بدأ المزارعون الأوكرانيون البذر في 11 محافظة محاولين إنقاذ العالم من المجاعة تحت ضربات صواريخ الجيش الروسي. وبدوره شعوب العالم المتحضرة أدركت الخطر على الأمن الغذائي والاقتصادي، ولاسيما المنطقة الإقليمية، لهذا لجأ العالم بأسره كي يدعم أوكرانيا في هذه الظروف الصعبة، فالأمر ليس أمني ومجرد احتلال وإنما له بعد اقتصادي وأمن غذائي، والحرب جاءت بموسم البذار أثناء قصف الجيش الروسي فهو أمر يستهدف موسم الحصاد وعقود القمح وهذا ليس أمراً سهلاً.
تدرك روسيا جيداً التهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي وتستخدمها لابتزاز المجتمع الدولي. كما تستخدم سلاح الطاقة وتسعى الدول لتخليص الروس من هذا السلاح عبر بدائل رفع تصدير الدول المصدرة للنفط والطاقة، وكذلك مجموعة الدول السبع قررت رفض طلب موسكو دفع ثمن ورادات الطاقة من روسيا بالروبل كما يرغب الروس، باعتباره خرق واضح من جانب واحد للعقود الحالية، لذلك فإن الموقف الموحد للغرب في مساعدة الجيش الأوكراني من خلال تزويده بالأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي اللازمة سيساعد في وقف العدوان الروسي الذي لا يهدد أوكرانيا فحسب بل العالم بأكمه.
ستضرب عواقب الأزمة الأوكرانية جميع أنحاء العالم، لكل النواحي الاقتصادية وأسعار الطاقة، وأسعار الحبوب أعلى مما كانت عليه منذ أزمة الغذاء عام 2008. لذلك فإن الضغوط تتوالى لوقف عدوان الجيش الروسي على الفور، وإلا فلن تتمكن أوكرانيا من القيام بعمليات البذر بشكل كامل، وسيواجه العالم مشكلات كثيرة منها الأمن الغذائي والتي لم تحدث بعد في القرن الحادي والعشرين.