بسام شلبي
لا شك أن ما تحقق للشعب السوري يوم ١٧ نيسان/ابريل ١٩٤٦ كان انجازا مهما وحصيلة تضحيات كبيرة و نضال مرير.
لكن للحقيقة أيضا أن معظم النخبة السياسية التي قادت النضال الوطني في تلك الفترة لم يكونوا راضين عما تحقق لأنه كان ادنى من طموحهم و من آمال شعبهم.
و بالأخص ان أجزاء من الوطن مازالت تحت احتلال مثل لواء اسكندرون وجنوب غرب سورية الذي بات يعرف باسم فلسطين التي بقيت تحت الانتداب البريطاني.
كما لم يتم تقبل فكرة سلخ لبنان لتكون دولة مستقلة رغم ان الاعتراف بها كان شرطا فرنسيا من شروط انهاء الانتداب و لم يتم تعيين سفارة فيها كتعبير رمزي على عدم القبول بهذا الواقع
وقد توافقت الاكثرية على عدم تسمية هذا اليوم بعيد الاستقلال و اختاروا تسميته يوم الجلاء لأن سورية الدولة الوطنية التي تتجاوز حدود سايكس بيكو لم تستقل بعد من وجهة نظرهم، و أن جلاء المستعمر بقواه العسكرية هو فقط يوم بداية لمشروع الاستقلال السياسي و الاقتصادي لكافة اجزاء الوطن المنشود و وحدتها في جغرافيتها الطبيعية اولا و من ثم وحدتها مع مجالها العربي التي كانت قلبه النابض و عقله الواعي، منذ اللحظة الاولى التي كانت واضحة في خطاب يوم الجلاء الذي القاه الرئيس الراحل شكري القوتلي و الذي قال فور رفعه علم الجمهورية: لن يرتفع فوق هذا العلم سوى علم الوحدة العربية..
كم هو مدهش أن يكون جيل الاباء غير راضين او مقتنعين بما تحقق حينها فماذا يقولون في عيد الجلاء اليوم لو علموا ان حتى الحيز الجغرافي لسايكس بيكو بات مهددا بالتفتيت و ان قضية اسكندرون انتهت نهائيا و ان القرار السياسي و الاقتصادي و حتى العسكري صار مرتهنا في ايادي غير عربية و أننا اصبحنا قلب العروبة المريض بسرطان المشروع الفارسي..
فأين نحن اليوم من مشروع و حلم الأباء بدولة قوية موحدة مستقلة من واقعنا اليوم بدولة ضعيفة مفتتة مستقيلة.
المصدر: صفحة بسام شلبي