سري القدوة
في الوقت الذي يواصل فيه يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ39 على التوالي، وقصفه المكثف على القطاع وتدمير المنازل والبيوت على رؤوس ساكنيها وتدمير الطرق والبنية التحتية واستهداف المستشفيات بسلسلة من الغارات في ظل الحصار الكامل المفروض عليه والافتقار لمقومات الحياة الأساسية ومنع دخول الوقود طالب وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ايتمار بن غفير، خلال مقابلة متلفزة على القناة الإخبارية 12، بإعادة احتلال قطاع غزة وإحياء الاستيطان فيه وفي الوقت نفسه أفادت وسائل إعلام الإسرائيلية بان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت توضيحا من “إسرائيل” بشأن تصريحات نتنياهو عن استمرار السيطرة على غزة وقال نتنياهو في وقت سابق ردا على سؤال حول مستقبل غزة بعد الحرب، “ستكون غزة منزوعة السلاح وسيستمر الجيش الإسرائيلي في بسط سيطرته الأمنية على غزة .
لقد أثبتت هذه المواقف والتصريحات خطورة سياسة الاحتلال وحربه المفتوحة على قطاع غزة ومما لا شك فيه بان هدف الاحتلال المعلن من الحرب أصبح واضحا ألان وهو فرض سيطرة الاحتلال الكاملة على قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني في ظل مواصلة الاحتلال ارتكابه للمجازر وإجبار شعب كامل على الرحيل عن أرضه .
ويسعى قادة اليمين المتطرف إلى احتلال مناطق من غزة وإعادة المستوطنين إلى التجمع الاستيطاني “غوش قطيف” الذي كان يضم 21 مستوطنة سكنها قرابة 9 آلاف مستوطن قبل الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من القطاع عام 2005 وتأتي هذه الإجراءات رغم كلفة العدوان الباهظة التي بلغت الأسبوع الخامس نحو 9 مليار دولار، وتسبب ذلك في ارتفاع العجز التراكمي في الموازنة العامة لدولة الاحتلال إلى نحو 6 مليارات دولار علما بأن مجلس الحرب أوصى بعدم تحويل ميزانيات الاتفاقيات الائتلافية للحكومة وتحويلها لأغراض الحرب، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام .
وبرغم مرور أكثر من 18 عاما على خطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية تتكشف عقلية الاحتلال حيث يعمل المستوطنين وبتشجيع كامل ودعم من حكومة التطرف على استغلال الوضع الراهن ويوظفون حرب الإبادة الجماعية وسياسة الترحيل الجماعي والتجويع وما يجري في قطاع غزة من انتهاكات وجرائم حرب للعودة إلى “غوش قطيف” وذلك يتناغم مع قرار حكومة بنيامين نتنياهو إلغاء فك الارتباط شمال الضفة والعودة للاستيطان في 4 مستوطنات أخليت عام 2005 .
الدمار الذي خلفته الحرب وفي ظل غياب أي خطة إستراتيجية ما بعد الحرب وغياب الموقف الدولي الذي أصبح يشجع الاحتلال على دعم الحركات الاستيطانية لاستغلال الوضع القائم ألان في قطاع غزة وفتح المجال لإعادة بناء المستوطنات حيث يتم تسوية وتجهيز الأراضي من أجل إعادة المستوطنين إلى “غوش قطيف وموراج ونتساريم ورافات يام” بما يتناغم مع توسيع المشروع الاستيطاني في صحراء النقب وما يسمى بمستوطنات غلاف غزة .
حرب الإبادة الإسرائيلية المنظمة هدفها الوحيد هو سرقة الأرض الفلسطينية والقضاء على حل الدولتين ومنع إقامة الدولة الفلسطينية واستمرار الاستيطان الممنهج وتنفيذ مخططات الضم للأراضي الفلسطينية وتهجير السكان فهم يريدون ارض بلا شعب حيث يعودون إلى تنفيذ مشاريع النكبة من جديد وقرارات حكومة التطرف ومجلس حربهم يتساوق مع مشاريع الإبادة المنظمة التي لا تعترف بالشعب الفلسطيني وحقوقه بينما تستغل قوتها وصمت العالم لتطبيق اخطر مؤامرات التزوير والسرقة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا من قبل .
المصدر: الدستور