قال المجلس النرويجي للاجئين، الخميس، إن الأسر السورية المستضعفة تحتاج إلى دعم مالي للنجاة من الأزمة الاقتصادية المنهكة في البلاد.
جاء ذلك في تقرير المجلس النرويجي بمؤتمر بروكسل السادس للتعهدات بشأن سوريا، حيث تظهر النتائج الجديدة كيف تكافح العائلات في جميع أرجاء سوريا للتكيف مع انخفاض دخلهم بسرعة في مواجهة تضخم الأسعار المتصاعد.
وقد أجبر هذا الناس على ابتكار استراتيجيات جديدة للبقاء على قيد الحياة مثل تناول كميات أقل، وبيع مساعدات الوقود لشراء الطعام، وحرق الأحذية القديمة للتدفئة، وتخطي الإجراءات الطبية العاجلة.
ومنذ عقد كامل يواجه السوريون المستضعفون حالة جديدة من الصعوبات، لكن الإرادة السياسية الدولية يمكن أن توقف المعاناة. بينما تستمر الأزمة الإنسانية في أوكرانيا في ظل اهتمام العالم بها، يجب على المانحين والحكومات المجتمعين والمجتمعات في بروكسل ألا ينسوا التزامهم تجاه سوريا، وفق تقرير المجلس.
واحد من 10 يستطيع تأمين احتياجاته
وفي إطار ذلك، قال كارستن هانسن، المدير الإقليمي للشرق الأوسط في المجلس النرويجي للاجئين، إن بقاء ملايين السوريين المستضعفين سيعتمد على مقدار التمويل الذي سيتم توفيره لتلبية احتياجاتهم الملحة المستمرة.
ومن بين أكثر من 400 شخص شملهم الاستطلاع من قبل المجلس النرويجي للاجئين، أفاد واحد فقط من كل عشرة بأنه قادر على تلبية 206 دولارات أميركية المطلوبة كل شهر لتغطية الطعام والإيجار والتعليم والضروريات الأخرى.
وبحسب المجلس النرويجي، تحتاج الأسرة المتوسطة المكونة من 5 أفراد في المدن أو 6 أفراد في المناطق الريفية إلى مالا يقل عن 515 ألف ليرة سورية (206 دولارات تقريباً) للإنفاق على الضروريات الأساسية: الطعام، والملابس، والإيجار، والنقل، والمرافق والفواتير والتعليم والصحة، في الوقت الذي يبلغ الحد الأدنى للأجر الشهري في مناطق سيطرة النظام 93 ألف ليرة سورية.
ويتصدر الطعام قائمة الاحتياجات وهو من بين العناصر الأكثر حصصاً لغالبية الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بشكل منفصل بوساطة المجلس النرويجي للاجئين في عام 2022 ، حيث قال 87 في المئة إنهم مضطرون الآن إلى تخطي وجبات الطعام لتغطية تكاليف المعيشة الأخرى.
وفي سياق آخر قالت “رنا” التي تجني ما يعادل 10 دولارات أميركية من أسبوع كامل في رعاية الأطفال في شمال سوريا، “علينا تقنين الطعام عندما يتعلق الأمر بماذا وكم نأكل. لقد استبدلنا زيت الزيتون والأرز ببدائل أرخص. في بعض الأحيان يتعين علينا إلغاء اشتراكنا في مولد الطاقة لأنني لا أستطيع العثور على المال”.
وأضافت أنها “تفضل شراء الحليب وحفاضات الأطفال على الكهرباء. لدي طفل واحد في المدرسة ، لكنني أعلم أنني قد أضطر لإخراجه قريباً. لا يمكنني تحمل التكاليف”.
انعدام الأمن الغذائي في سوريا
وتعمق الأزمة الأوكرانية من أزمة انعدام الأمن الغذائي المزمنة بالفعل، مما يؤثر على النازحين السوريين داخل البلاد وفي البلدان المجاورة.
وأشارت سحر التي تعيش مع أطفالها الستة في ريف دمشق، إلى أن الظروف المعيشية صعبة للغاية، مثل أي شيء رأيناه. كانت تشتري بـ 2000 ليرة سورية الأشياء الأساسية حالياً 50 ألف ليرة إذا تمكنت من الحصول عليها لا تكفي ليوم واحد.
وعندما سُئلت العائلات السورية عن الحلول طويلة الأمد للخروج من الأزمة ، قالت إنها ترغب في رؤية المزيد من الوظائف التي يتم توفيرها مع تقديم المساعدة النقدية، إلى جانب المساعدات الغذائية لتعويض ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ويحذر المجلس النرويجي للاجئين من أن سوريا تتراجع في قائمة أولويات التمويل الدولي والجهود الدبلوماسية، داعياً في اجتماع المانحين بمؤتمر التعهدات في بروكسل للحفاظ على مستويات المساعدة الإنسانية الحالية للاستجابة لحالات الطوارئ ، بما في ذلك المساعدات النقدية.
وأكّد المجلس أن على المانحين أيضاً زيادة التمويل لاستعادة الخدمات العامة والإنعاش المبكر في سوريا، مثل قطاعات المياه والصحة والزراعة والتعليم.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا