فتح استهداف صاروخين مضادين للطيران طائرة الاستطلاع الروسية الملقبة ب”البجعة” الأربعاء، في سماء محافظة إدلب، الباب على أسئلة حول توقيت الاستهداف، الذي يتزامن مع توتر متصاعد في المنطقة، خاصة وأنها المرة الأولى التي تتعرض فيها طائرات روسية للاستهداف منذ الحملة الأخيرة على الشمال السوري في 2019.
وقال مصدر عسكري ل “المدن”، إن الصاروخين انطلقا من مناطق سيطرة غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تمثل “هيئة تحرير الشام” عمودها الفقري، موضحاً أن “الجبهة الوطنية للتحرير” ثاني أكبر مكونات الغرفة هي من سمحت باستخدام الصاروخين.
واعتبر المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال أن الاستهداف في هذا التوقيت ينضوي على رسائل سياسية بأدوات عسكرية، موضحاً أنه يأتي ضمن جملة من التصعيد تمارسها الأطراف الفاعلة على الأرض.
وقال رحال ل “المدن”، إن “جملة من الرسائل ظهرت على نحوٍ لا يحتمل الشك؛ أنها تشي بالتصعيد خلال الأيام الاخيرة”، مبيناً أن من ضمنها استهداف حافلة مقاتلي نبّل والزهراء غربي حلب والقصف الروسي لمقرات تابعة لفصيل فرقة “السلطان مراد” المدعوم تركياً، إضافة إلى الاستنفار الذي شهدته جبهة ريف حلب الغربي باستقدام 100 مقاتل مزودين بصواريخ مضادة للدروع يتبعون للحرس الثوري الإيراني.
لكن التصعيد الشامل الذي سيرسم معالم جديدة للحدود على الأرض مستبعد حالياً بسبب وجود رغبة مشتركة تركية-روسية في تفاديه وفق رحال.
وأشار إلى أن توافقات وتحالفات قديمة متجددة تفرض نفسها على الساحة السورية وأبرزها العلاقات التركية-الأميركية، متوقعاً أن تتغير خرائط السيطرة خلال الفترة المقبلة على ضوء التحركات الأميركية وعودتها إلى قواعد قديمة أبرزها “خراب عشك” في مدينة عين العرب كوباني.
وتردد في أوساط المعارضة السورية الإعلامية منها والعسكرية، كلام عن ضوء أخضر أميركي لاستخدام مثل تلك الأسلحة التي تعتبر نوعية ضد الطائرات الروسية، الأمر الذي نفاه بشكل كلّي القيادي في المعارضة السورية العميد الدكتور فاتح حسون.
وقال حسون ل “المدن”، إن “لا دور فاعلاً لواشنطن حتى الآن في منطقة شمال غرب سوريا”، موضحاً أنها لا تتابع مجريات الأحداث الميدانية فيها لدرجة الطلب باستخدام مضادات طيران ضد الطائرات الروسية أم منعه، مشيراً إلى أن الاستهداف الأخير هو ضمن المجريات الميدانية اليومية.
وأضاف أن الدور الأميركي في شمالي غربي سوريا يُعاد رسم ملامحه في واشنطن لكن ببطء، مضيفاً أنه يتناسب إلى حد كبير مع التصريحات المسؤولين فيها بهذا السياق. وهذا يعني بحسب حسون، حرب استنزاف طويلة ضد موسكو، ومناطق سيطرة فصائل المعارضة واحدة منها، مشيراً إلى أن المعارضة السورية مستعدة لخوض هذه المعركة.
كما رفض المعلومات التي تتحدث عن ضوء أخضر تركي للفصائل باستخدامهما، قائلاً إن “الدفاع عن النفس لا يملك أحد منعه، ووجود قوات تركية في المنطقة لا يعني أن قوى الثورة غير معنية بالدفاع ضد أي عدوان”.
ولفت حسون خلال حديثه إلى أن الصواريخ التي استخدمتها الفصائل المعارضة هي من نوع قديم جداً، مبيناً انها اغتنمتها خلال المعارك التي خاضتها مع النظام السوري على جبهات عدة، إضافة إلى شراء البعض منها من مستودعات مُنسّقة، تابعة للنظام السوري.
كما أكد أن الفصائل المعارضة استخدمت هذا النوع في العديد من المرات ضد الطائرات الروسية لكنها أثبتت فشلها، لأن استخدامها ضد الطائرات الحديثة والحربية تحتاج إلى ظروف مناسبة قلّ ما تتوافر.
المصدر: المدن