كمال شيخو
دعت مسؤولة كردية الحكومة السورية إلى وضع خطة مشتركة بين دمشق والإدارة الذاتية في القامشلي للتعامل مع أي هجوم محتمل على الأراضي السورية، وفتح قنوات اتصال لعقد تفاهمات جانبية بين الطرفين.
وقالت عضو هيئة الرئاسة في «حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري فوزة يوسف إن التطورات الأخيرة في مناطق شمال شرقي سوريا، بعد ارتفاع وتيرة تهديدات تركيا بشن عملية عسكرية جديدة، «تتطلب وضع جميع التناقضات بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية» التي يهيمن عليها الأكراد. وأشارت يوسف في حديث صحافي إلى ضرورة وضع خطط مشتركة بين دمشق والقامشلي لمواجهة تركيا، معتبرة أن ذلك «سيفتح المجال أمام تفاهمات أخرى… من طرفنا سنلتزم بما سيتم الاتفاق عليه بهذا الخصوص وما يقع علينا من مسؤوليات».
وكان «الاتحاد الديمقراطي» السوري قد عقد مؤتمره الخامس في 20 من يونيو (حزيران) الحالي، وأعلن في بيانه الختامي، المنشور على موقعه الرسمي، انفتاحه «على الحوار مع السلطة في دمشق لإيجاد حل لكافة القضايا الوطنية في مقدمها القضية الكردية كقضية وطنية عادلة ضمن دستور ديمقراطي توافقي». وأكد أن السبيل الأمثل لحل الأزمة السورية الدائرة منذ 11 عاماً «يمر عبر الحوار البناء والواقعي، والتأكيد على تطوير التحالفات مع كافة قوى المعارضة الوطنية التي تؤمن بالحل الديمقراطي في سوريا».
بدورها، شددت المسؤولة الكردية فوزة يوسف على ضرورة «وضع استراتيجية مشتركة» بين حكومة الرئيس بشار الأسد والأكراد للتعامل مع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية في شمال وشمال شرقي سوريا. وعن الموقف الأميركي من احتمال شن أنقرة عملياتها المرتقبة، قالت يوسف إن الجانب الأميركي أكد خلال تصريحات رسمية وعلى لسان كبار المسؤولين «عدم موافقته على العملية التركية». وأعربت عن اعتقادها أن موقف الإدارة الأميركية لن يكون سلبياً من حديث الأكراد مع حكومة دمشق.
وتشترط الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية للانضمام إلى القوات النظامية الموالية للرئيس بشار الأسد؛ إيجاد حل سياسي شامل والحفاظ على خصوصيتها العسكرية ومناطق انتشارها، وهو أمر ترفضه حكومة دمشق.
في غضون ذلك، شنت قوات الأمن الداخلي «الأسايش» في مخيم الهول شرق محافظة الحسكة حملة أمنية واسعة بعد تصاعد عمليات القتل والاغتيال ومحاولات الفرار وزيادة أنشطة الخلايا النائمة الموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي. وطالت الحملة الأمنية أغلب قطاعات المخيم والمناطق المجاورة، واستهدفت الأقسام السادس والرابع والثالث، علما بأن القسمين الأخيرين يعجان بآلاف اللاجئين العراقيين وتكررت فيهما حالات القتل ومحاولات الاغتيال. وقال مسؤول أمني بارز من إدارة المخيم إن قوى الأمن عثرت على شبكة من الأنفاق والخنادق تحت الخيام، وألقت القبض على ثلاثة أشخاص مشتبه بهم في إطار تحقيقاتها في مقتل نازحات سوريات ولاجئات عراقيات خلال الشهر الحالي. ووقع آخر جرائم القتل في مخيم الهول قبل يومين عندما عثرت أجهزة الأمن على جثتي سيدتين مقتولتين بمسدس كاتم للصوت على يد جماعة مجهولة الهوية في القطاع السادس الخاص بالنازحين السوريين. كما عثرت قوات «الأسايش» في 17 من الشهر الحالي على جثتين لامرأتين مقتولتين في القطاع الثالث إحداهما لنازحة سورية والثانية بقيت مجهولة الهوية.
من جانبها، قالت همرين حسن، مديرة مخيم الهول، لـ«الشرق الأوسط» عبر خدمة (واتساب)، إن التهديد بعملية عسكرية تركية في شمال سوريا وشرقها يمكن أن يفسح الطريق أمام التنظيمات الإرهابية، لا سيما خلايا «داعش»، لتنظيم نفسها من جديد في المخيمات التي تشر عليها الإدارة الذاتية و«قوات سوريا الديمقراطية».
وتعجز سلطات مخيم الهول عن تحديد دوافع كثير من الجرائم التي تحصل في أرجائه، لكنها تتهم خلايا نائمة موالية لتنظيم «داعش» المتطرف بالوقوف خلفها. ويضم مخيم الهول القريب من الحدود العراقية 56 ألف شخص يشكل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى منهم، كما يضم قسماً خاصاً بالنساء الأجانب المهاجرات وأطفالهن ويبلغ عددهم أكثر من 10 آلاف شخص. وما يزيد الوضع تعقيداً في المخيم رفض معظم الدول استعادة رعاياها الذين كانوا قد التحقوا بـ«داعش» وعاشوا تحت سطوته لسنوات سابقة، واليوم يقطنون في هذا المخيم مترامي الأطراف الذي يقع في بقعة صحراوية ترتفع فيها درجات الحرارة لأكثر من 45 درجة مئوية خلال فصل الصيف.
المصدر: الشرق الأوسط