نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للرأي كتبه الرئيس الأميركي، جو بايدن، وكشف فيه أسباب رحلته للشرق الأوسط وخاصة السعودية.
وأوضح بايدن أن جولته الأسبوع المقبل للشرق الأوسط تأتي لـ”بدء فصل جديد”، في “وقت حيوي بالنسبة للمنطقة، وستعمل على تعزيز المصالح الأميركية المهمة”.
وقال “إن وجود شرق أوسط أكثر أمنا وتكاملا يعود بالفائدة على الأميركيين من نواح عديدة”، إذ إن المعابر المائية في المنطقة “ضرورية للتجارة العالمية وسلاسل التوريد التي نعتمد عليها”، ناهيك عن “مواردها الحيوية من الطاقة، للتخفيف من تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على الإمدادات العالمية في ظل”.
وأكد بايدن أن هذه المنطقة “تتحد من خلال الدبلوماسية والتعاون” بدلا من “التفكك من خلال الصراعات”، مشيرا إلى أن “من غير المرجح” وضع أعباء جديدة على “القوات الأميركية وعائلاتهم”.
وبين أن تجنب هذا السيناريو “له أهمية قصوى، وقال “سأواصل الدبلوماسية بشكل مكثف، من خلال الاجتماعات لتحقيق” أهداف واشنطن.
ويرى بايدن أن “الشرق الأوسط” الذي سيزوره “أكثر استقرار وأمانا من الذي ورثته إدارته قبل 18 شهرا”، معيدا التذكير بالهجوم الصاروخ الذي واجهته السفارة الأميركية في بغداد قبل شهر من تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.
وعن العلاقات مع السعودية، قال الرئيس الأميركي، إنه تم “عكس سياسة الشيك على بياض”، التي ورثتها إدارته، ليصدر التقرير الاستخباراتي المتعلق بمقتل جمال خاشقجي، وأصدرت عقوبات على المتورطين.
وشدد أن إدارته “لن تتسامح مع التهديدات الخارجية والمضايقات ضد المعارضين من قبل أي حكومة”، مضيفا أن إدارته دافعت عن مواطنين أميركيين احتجزوا ظلما في السعودية، إذ تم الإفراج عنهم، وسيواصل الضغط من أجل رفع القيود المفروضة على سفرهم.
وأوضح أن إدارته تهدف إلى “إعادة توجيه العلاقات، وليس قطعها، خاصة مع دولة كانت شريكا استراتيجيا منذ 8 عقود”، وزاد أن واشنطن ساعدت في استعادة الوحدة بين دول الخليج، ودعمت الهدنة في اليمن، وهي تساعد حاليا للمساعدة في استقرار سوق النفط بالشراكة مع منتجي “أوبك” الآخرين.
وقال بايدن إن “آراءه حول حقوق الإنسان واضحة، والحريات دائما على جدول أعماله عندما يسافر”، لا سيما أن “وظيفته الحفاظ على قوة وأمن الولايات المتحدة”، وأن “مواجهة العدوان الروسي” يحتاج للعمل لاستقرار أكبر في المنطقة، ولهذا “علينا التعامل مباشرة مع دول يمكن أن تؤثر في تلك النتائج، والسعودية واحدة من هذه الدول”.
وذكر أنه “عندما يلتقي بالقادة السعوديين الجمعة، سيكون هدفه تعزيز شراكة استراتيجية، تستند للمصالح والمسؤوليات المشتركة، مع التمسك بالقيم الأميركية”، مشيرا إلى أنه سيكون أول رئيس يطير من “إسرائيل إلى جدة في السعودية”، وقد يكون لهذه الخطوة مساهمة رمزية في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، لا سيما وأن المنطقة فيها إمكانيات “وجود شرق أوسط أكثر استقرارا وتكاملا”.
ولفت الرئيس الأميركي إلى “الحرب في اليمن” التي “خلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع غياب عملية سياسية لإنهاء القتال”، وبعد عام من الدبلوماسية المكثفة وضع الأساس لـ”الهدنة” مع جعل الأشهر القليلة الماضية في اليمن الأكثر سلاما منذ سبع سنوات.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وجدت نفسها “معزولة وحيدة” في ما يتعلق بالتعامل مع الملف النووي الإيراني، خاصة بعدما تراجعت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب عن اتفاق نووي وصفه بايدن بـ”الناجح”.
وزاد أن واشنطن استطاعت “عكس العزلة” في الملف النووي، لتصبح “إيران معزولة حتى تعود إلى الاتفاق النووي”، مؤكدا أن إدارته ستواصل الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تصبح إيران مستعدة للامتثال للاتفاق النووي لعام 2015.
وفي الملف العراقي، قال بايدن إن “المهمة القتالية الأميركية” تم إنهاؤها وتحويل الوجود العسكري للتركيز على تدريب العراقيين، مع الحفاظ على مهام التحالف ضد تنظيم داعش.
واستعرض بايدن في المقابل الجهود الأميركية لإنهاء الحرب في غزة، والتي كان يمكن أن تستمر عدة شهور، إذ بذلت الجهود بالتعاون مع إسرائيل ومصر وقطر والأردن للحفاظ على السلام، من دون السماح للإرهابيين بإعادة التسلح، إضافة إلى إعادة بناء العلاقات الأميركية مع الفلسطينيين.
وقال بايدن إن المنطقة لا تزال مليئة بالتحديات وبينها: برنامج إيران النووي، والحرب في سوريا، أزمات الأمن الغذائي، ووجود جماعات إرهابية في بعض الدول، والجمود السياسي في العراق وليبيا ولبنان، وملفات حقوق الإنسان، مضيفا قوله: “يجب أن نتصدى لكل هذه القضايا”.
المصدر: الحرة. نت