وائل عصام
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الطائرات الروسية شنت هجوماً قرب قاعدة «التنف» الأمريكية جنوب شرقي سوريا، في هجوم هو الثاني من نوعه خلال شهرين، في حين نفى المتحدث باسم فصيل «جيش مغاوير الثورة» عبد الرزاق خضر لـ«القدس العربي» تعرض «المنطقة 55» الواقعة عند المثلث الحدودي السوري – الأردني- العراقي، للقصف من روسيا أو من غريها. وقال خضر إن المعلومات لدينا تؤكد أن المنطقة لم تتعرض لاستهداف روسي في آب/أغسطس الحالي، مضيفاً: «سنتشاور مع الأصدقاء (التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة) حول هذه الأنباء.
كذلك نفى قائد فصيل «جيش مغاوير الثورة» العميد مهند الطلاع، الإعلان الروسي بمقتل مجموعة تتلقى دعماً وتدريباً أمريكياً وتتمركز في منطقة «التنف»، وقال في تصريح لـ»شبكة تدمر الإخبارية» إن مقراتهم العسكرية في منطقة «التنف» لم تتعرض لأي قصف جوي روسي، ولم يُقتل أي من عناصرهم. ويبدو أن فصيل «مغاوير الثورة» يتحدث عن قاعدة التنف حصرًا، دون أن يعلم بوجود قصف روسي خارج القاعدة، استهدف فصيلا اخر «لواء شهداء القريتين» في منطقة الحدود السورية العراقية القريبة من قاعدة التنف، «المنطقة 55».
وكانت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، قد أكدت نقلاً عن المتحدث باسم القيادة المركزية قوله، إن القيادة على علم بالضربة، لكن ليس لديها معلومات للتزويد بها بشأن هذا. يأتي ذلك تأكيداً لإعلان وزارة الدفاع الروسية، أن مقاتلات روسية شنت الخميس الماضي، هجوماً على مجموعة من «لواء شهداء القريتين» كانت متحصنة بالملاجئ المجهزة في الصحراء». ونشرت الوزارة مقطعاً مصوراً للاستهداف، وأضافت: «هذه المجموعة من المسلحين مقرها في منطقة التنف بشرق البلاد، ويجري إمداد أفرادها وتدريبهم من قبل مدربين من عمليات القوات الخاصة التابعة للجيش الأمريكي»، مدعية أن هؤلاء المسلحين ارتكبوا في منطقة البادية جرائم قتل ضد السكان المدنيين.
وكانت الطائرات الروسية قد استهدفت «مغاوير الثورة» للمرة الأولى في حزيران/يونيو الماضي، بضربات جوية، بعد إبلاغ القوات الأمريكية بالضربات بشكل مسبق، في خطوة وصفت بأنها «استفزازية» للأمريكيين. وفي هذا الإطار، يضع المختص في الشؤون العسكرية والأمنية العقيد الركن المنشق عن النظام خالد المطلق، الضربات الروسية التي تستهدف الأدوات المحلية – مغاوير الثورة – للولايات المتحدة في سوريا، في إطار التذكير روسياً بقوتها وحضورها في سوريا رغم انشغالها بالحرب في أوكرانيا.
ويقول لـ«القدس العربي»‘ إن موسكو تريد التأكيد على أهمية سوريا في حساباتها، لافتاً كذلك إلى تزامن الضربات الروسية للتنف مع النشاط الأمريكي السياسي في المنطقة، وتحديداً بعد القمة التي عقدها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع 9 زعماء عرب في جدة السعودية، وتواتر الأنباء عن رغبة واشنطن بتشكيل «ناتو» عربي في المنطقة.
وعن الرد الأمريكي المحتمل على هذه «الاستفزازات» الروسية، يقول المطلق: «سبق أن حاولت الميليشيات المدعومة من الحرث الثوري الإيراني الوصول للتنف، ووجه سعيها برد أمريكي، واليوم من غير المستبعد أن ترد الولايات المتحدة على روسيا باستهداف فصائل سورية مدعومة روسياً». ويستدرك العقيد بقوله: «لكن لن يكون الرد الأمريكي كبيراً، بل بحجم الاستفزاز الروسي، ومن الممكن أن يتم استهداف المليشيات المدعومة من روسيا القريبة من التنف».
وتقع قاعدة «التنف» على بعد 24 كيلو متراً غربي معبر التنف الحدودي السوري- العراقي، وفي العام 2014 أسس التحالف الدولي هذه القاعدة، لمحاربة تنظيم «الدولة»، وتتمركز فيها قوات أمريكية وبريطانية، ويتلقى فصيل «جيش مغاوير الثورة» التابع للجيش السوري الحر المعارض تدريبات عسكرية فيها.
المصدر: «القدس العربي»