عبد الله البشير
يشتكي السكان في مدينة الرقة شماليّ سورية من تلوّث المياه التي لم تعد صالحة للاستخدام الآدمي، نظراً لما تتضمنه من شوائب وأوساخ وديدان العلق، ما يثير المخاوف على صحتهم وصحة أطفالهم، وسط مطالبات بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة.
وجد عبد الحكيم الكدي المقيم في حيّ نزلة شحادة، بقايا سمكة نافقة في صنبور المياه، كما أوضح لـ”العربي الجديد”، مشيراً إلى أن الأمر حدث عندما كانت زوجته تريد تنظيف البيت، الأمر الذي أثار استغرابهما وغضبهما في الآن نفسه.
وأردف قائلاً: “حاولت أن أشتري مرشح مياه ” فلتر”، لكنني فوجئت بسعره، وهو 90 دولاراً وأنا لا أملك منها سوى 9 دولارات”، مشيراً إلى أنه يضطر حالياً إلى ملء الجرة بالماء، وينظر إذا كان فيها شيء”.
الإعلامي عبد الله الخلف، تحدث عن مشكلة المياه في المدينة لـ”العربي الجديد”، قائلاً: “لاحظت وجود كثير من المشاكل فيها، هناك أحياء تنقطع عنها مياه الشرب ويكون الضخ ضعيفاً فيها، وخاصة إلى الطبقات العليا، والفقير الذي لا يملك مضخة مياه يعاني كثيراً، وبعض الأحياء تنقطع المياه فيها لفترات طويلة، والمياه حالياً ملوثة، إذ يجدون فيها ديداناً ووحلاً، وهي غير نظيفة، وهذا قد يكون سبباً لتفشي الأمراض”.
أما صالح محمد، من حيّ الأندلس، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، فقال لـ “العربي الجديد”: “منذ فترة فوجئنا بعد تعبئة قارورة الماء بوجود علقة داخل المياه، الأمر الذي أثار الذعر بالنسبة إليّ. سابقاً كنّا نسمع عن تلوث الماء ووجود أوساخ فيها، لكن لم تصل إلى مرحلة وجود علق في الماء، وهذا ما أثار مخاوفنا”.
وأضاف محمد: “التوصية للأهالي في الرقة بالحذر من مياه الشرب والاهتمام بالتعقيم بالوسائل المتاحة وتصفية المياه وتبريدها والتوصية الثانية للمسؤولين عن مياه الشرب من بلديات ومؤسسات لاقتا اهتماماً أكثر، وتفعيل التصفية بشكل حقيقي”، وتابع: “من وقت الحادثة قررت شراء جهاز تصفية، ولو أنه مرتفع التكلفة، ولكن حتى يطمئن قلبي”.
بدوره، أوضح الطبيب فراس الفهد لـ”العربي الجديد”، أن تلوث المياه يسبب أمراضاً كثيرة، مثل الكوليرا والأورام السرطانية، وذلك بسبب تركز المواد الكيميائية في المياه، وأيضاً في الفترة الأخيرة انتشر التهاب السحايا بسبب تلوث مياه الشرب، وعدم وجود كمية كافية من الكلور وعدم صيانة المضخات”، مشيراً إلى الحاجة إلى وجود مختبرات لدراسة جودة المياه وفحصها بدقة.
من جانبه، لفت الطبيب مهند الكعكجي خلال حديثه لـ”العربي الجديد” إلى أن الدمار والحرب أثّرا بشبكة المياه في مدينة الرقة كثيراً، وقال: “نشكر جهود القائمين على مؤسسة المياه لإعادة المياه إلى المدينة كما كانت، لكن بحكم قدم شبكة المياه والآثار، يؤدي ترسب المياه إلى تلوثها، وهذا يسبب ازدياد إصابات حصى الكلى لدى البالغين والأطفال الذين يصابون بالتهاب الأمعاء والبكتيريا”.
بدوره أكد إبراهيم الرشيد، نائب الرئاسة المشتركة في بلدية الرقة لـ”العربي الجديد”، وجود تلوث بشري سببه وقوف السيارات على ضفاف الفرات وغسلها، إذ ترشح منها مواد ومحروقات وأوساخ في مياه نهر الفرات، لافتاً إلى السعي في الوقت الحالي لضبط هذا الأمر.
وتعتمد مدينة الرقة على مياه الفرات مصدراً أساسياً لمياه الشرب، وهناك ثلاث محطات تغذية رئيسية، هي الجزرة في الريف الغربي، والرقة قرب المدينة، والكرامة في الشرق. وشهدت المدينة حوادث عدة لتلوث المياه، وخاصة العام الماضي، وهناك تقصير في تعقيم المياه من قبل الجهات المختصة التابعة لـ”الإدارة الذاتية” قد يكون سبباً في انتشار التهاب السحايا.
المصدر: العربي الجديد