بدا أمس أن قوات «التحالف الدولي» نجحت في فرض اسم القائد الجديد لفصيل «جيش مغاوير الثورة» فريد حسام القاسم، بعد خلافات واسعة داخل هذا الفصيل المعارض الذي يتمركز في قاعدة التنف على الحدود السورية مع كل من الأردن والعراق، كما ينشط من خلال مناصريه في مخيم الركبان للاجئين السوريين على الحدود الأردنية.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن عناصر وقادة «مغاوير الثورة» انصاعوا لأوامر قيادة «التحالف الدولي» بحيث تم تسليم فريد القاسم منصبه بشكل رسمي، وسط وصول تعزيزات عسكرية لقاعدة التنف متمثلة بـ35 عربة من نوع «همر»، تزامناً مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
ووزع «جيش مغاوير الثورة»، مساء أول من أمس، صوراً تُظهر قائده الجديد وهو يلتقي قادة الفصيل «من أجل مناقشة انتقال السلطة والعمليات المستقبلية». وأضاف هذا الفصيل في تعليق مرفق بالصور «أثناء هذا التغيير سنظل يقظين في عملياتنا ضد (داعش) والحفاظ على أمن منطقة الـ55كلم»، في إشارة إلى دائرة تحيط بقاعدة التنف على امتداد 55كلم لا يسمح «التحالف الدولي» لقوات النظام السوري وحلفائه من ميليشيات إيرانية بالاقتراب منها وإلا تم استهدافهم بقصف مباشر.
وأشار «المرصد» في تقرير أمس إلى أن قوات «التحالف الدولي» كانت قد طوّقت قاعدة التنف ضمن منطقة الـ55كلم وأمرت عبر مكبرات الصوت بمغادرة عناصر متواجدة في القاعدة سيراً على الأقدام ومن دون سلاح، في إشارة إلى المعارضين لتولي القاسم قيادة «مغاوير الثورة». ولفت إلى أن ضمن القسم المخصص لـ«مغاوير الثورة» في قاعدة التنف عناصر وقادة من الرافضين لتعيين القاسم على رأس الفصيل المسلح. ويرفض هؤلاء عزل القائد السابق لـ«المغاوير» مهند أحمد الطلاع.
وفي تقرير من دمشق، نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر مقربة من «جيش مغاوير الثورة»، أن القوات الأميركية حاصرت مساء الاثنين مقرات هذا الفصيل على خلفية الخلاف في شأن تعيين قائد لـ«المغاوير» من قِبل القوات الأميركية التي تقود «التحالف الدولي» لمحاربة تنظيم «داعش». وقال مصدر مقرب من «مغاوير الثورة» في منطقة التنف، إن «القوات الأميركية تحاصر عناصر مغاوير الثورة وتقطع الإنترنت عنهم بشكل كامل تطالبهم بتسليم أسلحتهم بعد رفضهم تعيين فريد القاسم وعزل قائد ومؤسس (جيش مغاوير الثورة) العميد مهند الطلاع». وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية، أن هناك «حالة استنفار كبيرة لدى عناصر (جيش مغاوير الثورة) والخشية من مواجهة مع القوات الأميركية».
وكان المجلس العسكري لـ«جيش مغاوير الثورة» أصدر الأحد بياناً، جاء فيه «نؤكد للجميع رفضنا القاطع لأي تدخل خارجي وتعيين قيادتنا الثورية في المنطقة؛ كوننا من ضحّى في تكوين هذا الجيش، كما نرفض بشكل لا عودة فيه تعيين النقيب فريد القاسم قائداً للجيش؛ كونه من خارج ملاك جيش الثوار».
ويعدّ «جيش مغاوير الثورة» أحد فصائل «الجيش السوري الحر» المعارض وينتشر في المنطقة التي تعرف بـ«منطقة الـ55كلم» في المثلث الحدودي السوري – العراقي – الأردني والقريب من مخيم الركبان. وأغلب عناصر هذا «الجيش» هم من أبناء مناطق شرق سوريا، إضافة إلى ريف دمشق والسويداء وحمص. وتعرّضت مواقع «جيش مغاوير الثورة» مرات عدة لقصف جوي يعتقد أنه روسي أو من ميليشيات إيران خلال السنوات الماضية. وبحسب الوكالة الألمانية، أقالت القوات الأميركية العميد الطلاع منذ أيام بعد توجهه لقضاء إجازة مع عائلته في تركيا.
المصدر: الشرق الأوسط