عدنان أحمد
على الرغم من أن أخبار القتل والاغتيالات في محافظة درعا جنوبي سورية، باتت معتادة ويومية تقريبا، غير أن الجديد فيها، هو ظاهرة العثور على جثث مرمية على أطراف الطرقات تعود لأشخاص مروا على حواجز النظام، أو كانوا في مناطق سيطرته.
وفي هذا الإطار، عُثر صباح اليوم الخميس، على جثة شاب مكبلة اليدين والقدمين، على الطريق الواصل بين بلدتي كحيل والطيبة في ريف محافظة درعا الشرقي.
وتعد هذه الحالة السادسة خلال الأيام الأخيرة، فيما يعتقد أنها إعدامات ميدانية يقوم بها عناصر النظام والمليشيات المدعومة من إيران، بعد ساعات من اعتقال المطلوبين على الحواجز والنقاط الأمنية في محافظة درعا.
لعب على المكشوف
وذكر “تجمّع أحرار حوران” أن قوات النظام تقوم بمراقبة الضحايا حتى مرورهم عبر النقاط الأمنية، أو عن طريق خطفهم من الطرقات الواصلة بين مدن وبلدات المحافظة، فتبادر إلى اعتقالهم ومن ثم قتلهم ورميهم على جوانب الطرقات.
ونقل التجمّع عن قيادي سابق في الجيش الحر، قوله إن النظام والمليشيات باتوا “يلعبون على المكشوف”، ورغم اعتقال هؤلاء الأشخاص على النقاط الأمنية، إلّا أنها تقوم بإعدامهم ميدانياً ورميهم، غير مبالية بتوجيه الاتهام لها.
وحذر القيادي المطلوبين من المرور عبر النقاط العسكرية أو الخروج في أوقات متأخرة على الطرقات الخالية، كون هذه المليشيات تمتلك شبكة من الجواسيس داخل المدن والبلدات، هدفها نقل تحركات المطلوبين.
وعَثر الأهالي في 29 الشهر الفائت على جثة شاب مدني على طريق دمشق درعا، كان مفقوداً منذ نحو 20 يوماً خلال وجوده في العاصمة دمشق. وتعود الجثة للشاب عبد الرحمن عبد الله الحريري من بلدة بصر الحرير شرقي درعا، وهو مدني فُقد الاتصال معه قبل ذلك بنحو 20 يوما أثناء وجوده في العاصمة دمشق.
كما عَثر الأهالي قبل ذلك بيوم على جثة حسن العسول، على الطريق الواصل بين بلدتي تسيل وعين ذكر غربي درعا، وينحدر من قرية صيدا الحانوت، وهو رئيس سابق للجمعية الفلاحية في القرية.
وعَثر الأهالي أيضاً في 25 سبتمبر/ أيلول الفائت، على جثة الشاب قصي النابلسي من بلدة نافعة، بالقرب من كازية العاسمي في مدينة داعل بريف درعا الأوسط، وهو مدني لم ينخرط بأي مجموعة عسكرية، جرى اعتقاله مطلع الشهر ذاته على أحد الحواجز العسكرية أثناء محاولته الذهاب إلى لبنان.
كما عُثر على جثة الشاب محمود أيمن سرحان المحاميد من بلدة أم المياذن شرقي درعا، على الطريق الدولي دمشق عمان، بعد اعتقاله على حاجز أمني بين المنطقة الحرة ومعبر نصيب الحدودي.
وفي 14 من الشهر ذاته، عُثر على جثة الشاب محمد علي النمر الحريري، بعد 4 أيام من اعتقاله من قبل قوات النظام التي أطلقت النار عليه أثناء وجوده برفقة عدد من الشبان داخل قطعة عسكرية مهجورة، وكانت تظهر على جسده آثار تعذيب.
كما أعدمت قوات النظام ميدانياً الشاب خالد محمد الجوعان بعد أن اعتقلته برفقة أخيه زكريا من مزرعتهما بالقرب من بلدة العالية شمالي درعا، في حين أطلقت سراح الآخر بعد دفع مبلغ 125 مليون ليرة سورية.
ورأى الناشط أبو محمد الحوراني في حديث مع “العربي الجديد” أن عمليات الإعدام هذه تقوم بها قوات النظام والمليشيات الإيرانية في محافظة درعا “بعد افتضاح الكثير من شبكاتها المحلية المكلفة باغتيال المطلوبين في المحافظة، أو تعرض أفرادها للتصفية، ما دفع قوات النظام كما يبدو إلى تولي المهمة بنفسها وبشكل مباشر”.
أسباب التصفيات
وأضاف الحوراني أن تصفية المطلوبين هي إحدى الركائز الثابتة لسياسة النظام في درعا، وهي سياسة تتفق عليها جميع الأجهزة الأمنية وفي طليعتها الأمن العسكري بقيادة العميد لؤي العلي، إضافة إلى المليشيات الإيرانية، لأسباب انتقامية أولا، ولاعتقادهم الراسخ بأن أمر المحافظة لا يمكن أن يستتب لهم، بوجود معارضين ما زال لديهم روح التحدي للنظام، فضلا عن الهدف العام المتمثل في بث أجواء الرعب والفوضى في المحافظة، ليكون النظام هو الملاذ للأهالي”.
وسجل مكتب توثيق الانتهاكات في “تجمّع أحرار حوران” خلال الشهر الفائت، 27 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً، وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 7 من محاولات الاغتيال.
المصدر: العربي الجديد