محمد كركص
قُتل عنصر من فصيل “الجبهة الشامية” المنضوي ضمن صفوف “الفيلق الثالث” العامل تحت مظلة “الجيش الوطني السوري” ليل الثلاثاء، إثر اشتباكات عنيفة اندلعت مع فصيل فرقة “سليمان شاه” المساند لـ”فرقة الحمزة” بريف مدينة عفرين، فيما أكدت مصادر عسكرية عاملة في “الفيلق الثالث”، لـ”العربي الجديد”، أن مجموعات من “هيئة تحرير الشام” دخلت إلى بلدة الباسوطة وقرية عين دارة الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “غصن الزيتون” شمالي محافظة حلب، شمال سورية.
وقال مصدر عسكري عامل لدى “الجيش الوطني السوري”، في حديث لـ “العربي الجديد”، إن “عنصر من فصيل الجبهة الشامية قُتل وجرح ثلاثة عناصر آخرون، إثر اشتباكات عنيفة اندلعت بين فصائل الفيلق الثالث وفرقة سليمان شاه في قرية كوكبة التابعة لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي”.
وأكد المصدر أن فصيل فرقة “سليمان شاه” دخل على خط المواجهات إلى جانب “فرقة الحمزة”، وهاجم معسكر “الجبهة الشامية” في منطقة أرندة بريف مدينة عفرين، واستولى عليها بعد اشتباكات استمرت قرابة ساعة.
وأشار المصدر إلى أنه جرى قطع طريق عفرين – جنديرس بريف حلب الشمالي أمام المدنيين، بسبب الاشتباكات العنيفة التي تشهدها المنطقة، بالتزامن مع خروج أرتال عسكرية ضخمة لفصائل “الفيلق الثالث” من مدينة أعزاز إلى أطراف مدينة عفرين، وكذلك مع تعزيزات عسكرية لفصيل “الجبهة الشامية” وصلت إلى أطراف قرية المعبطلي للتوجه إلى منطقة أرندا التي سيطرت عليها فرقة “سليمان شاه” التي يقودها محمد الجاسم المعروف باسم “أبو عمشة”.
ولا تزال “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) تحشد قواتها العسكرية والأمنية على أطراف منطقة “غصن الزيتون” بالقرب من معبر الغزاوية بريف حلب الغربي، بالتزامن مع دخول جزء من قواتها إلى بلدة الباسوطة وقرية عين دارة بريف منطقة عفرين، في ظل حشود عسكرية لفصائل “هيئة ثائرون للتحرير” في ريف منطقة عفرين شمالي محافظة حلب، وتحديداً منطقة جنديرس، تحسباً لأي تدخل لـ”تحرير الشام” في المنطقة.
بدوره، قال مصدر عسكري من لـ “الفيلق الثالث”، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “فرقة الحمزة استنجدت بهيئة تحرير الشام وطلبت مؤازرة منها إلى المنطقة”، مؤكداً أن “فصيل فرقة سليمان شاه أيضاً ساند فصيل فرقة الحمزة بالمعارك الأخيرة”، موضحاً أن “الاشتباكات تدور حالياً بين فصائل الفيلق الثالث من جهة، وفرقة الحمزة ومجموعات من هيئة تحرير الشام من جهة أخرى، في بلدة الباسوطة وقرية عين دارة بريف منطقة عفرين شمالي محافظة حلب”، مما يدل على أن “هيئة تحرير الشام” دخلت إلى منطقة “غصن الزيتون” شمالي محافظة حلب.
وأكد المصدر أن “أرتال تحرير الشام تحرّكت من مدينة إدلب، وقسم منها تحرك من منطقتي سرمدا وحارم بريف إدلب الشمالي”، مرجحاً أن “تحشد الهيئة قوات بشكلٍ أكبر، وسط استنفار من فصائل الجيش الوطني على حدود منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون شمالي حلب”.
ولفت المصدر إلى أن “الهيئة سوف تعمل على مؤازرة فصيل فرقة الحمزة الذي ثبت تورط خلية تابعة له باغتيال الناشط الثوري محمد عبد اللطيف، المعروف باسم أبو غنوم، في مدينة الباب، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة (درع الفرات) شرقي محافظة إدلب، وذلك بعد هجوم موسّع نفّذته فصائل الفيلق الثالث، وعلى رأسها الجبهة الشامية العاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري على مقرات فرقة الحمزة في مدينة الباب، والسيطرة عليها بشكلٍ كامل”.
وكانت فصائل “الفيلق الثالث” قد سيطرت اليوم على جميع مقرات “فرقة الحمزة” في مدينة الباب الواقعة ضمن منطقة “درع الفرات” شرقي محافظة حلب، وذلك بعد ثبوت تورط خلية تابعة للفرقة باغتيال الناشط الثوري محمد عبد اللطيف، المعروف باسم “أبو غنوم”، هو وزوجته يوم الجمعة الماضي في المدينة.
وكان مدني مُسن يعمل سائق حافلة قد قُتل صباح اليوم الثلاثاء، على طريق بزاعة – الباب، إثر إصابته برصاص الاشتباك بين فصائل “الفيلق الثالث” و”فرقة الحمزة” شرقي محافظة حلب، شمال سورية.
وأوضح المصدر أن “فصائل الفيلق الثالث عثرت على عبوات ناسفة معدة للتفجير داخل مقر الزراعة التابع لفصيل فرقة الحمزة، بعد السيطرة عليه اليوم في مدينة الباب شرقي حلب”، مؤكداً أن “الحشود العسكرية لا تزال موجودة بالتزامن مع اشتباكات متقطعة على أطراف مدينة بزاعة مسقط رأس سيف أبو بكر قائد فرقة الحمزة”.
وأضاف المصدر أن “فصائل هيئة ثائرون للتحرير التابعة للجيش الوطني تدخلت، عصر الثلاثاء، لفض النزاع بين الطرفين”، فيما لفت المصدر إلى أن “حركة نور الدين الزنكي العاملة تحت مظلة هيئة ثائرون للتحرير سيطرت على قرى كفر زيت، والفريرية، وتل حمو، بعد اشتباكات متقطعة مع مجموعات عسكرية تابعة لفرقة الحمزة، وسيطرت على مقراتها”.
بدوره، قال مصطفى سيجري، عضو مجلس قيادة “هيئة ثائرون للتحرير”، في تغريدة له على حسابه الرسمي في “تويتر”، إن “تحركات الجيش الوطني (العسكرية والأمنية) في مدينة الباب تأتي في إطار الاستجابة العاجلة للمطالب الشعبية المحقة”، مشدداً على أنه “لا يوجد نزاع عسكري ولا قوات فض نزاع، إنما تأمين وحماية لأهلنا المدنيين”، مُشيراً إلى أن “أي محاولة لتسهيل دخول الجولاني باتجاه عفرين تعتبر خيانة عظمى للثورة، وسيدفع مرتكبها الثمن غالياً”.
تحركات الجيش الوطني -العسكرية والأمنية- في مدينة الباب تأتي في إطار الاستجابة العاجلة للمطالب الشعبية المحقة، لا يوجد نزاع عسكري ولا قوات فض نزاع، إنما تأمين وحماية لأهلنا المدنيين، وأي محاولة لتسهيل دخول الجولاني باتجاه عفرين تعتبر خيانة عظمى للثورة وسيدفع مرتكبها الثمن غالياً.
من جانبه، قال الفاروق أبو بكر، وهو أيضاً عضو مجلس قيادة “هيئة ثائرون للتحرير” في تغريدة له، إنه “لن نكون إلا مع المظلوم ضد الظالمين، ولن يكون سلاحنا إلا على العهد الذي حملنا السلاح لأجله ألا وهو الدفاع عن الشارع ومتطلباته ومبادئه”، مضيفاً: “دم الشهيد بإذن الله أبو غنوم أمانة في أعناق كل الأحرار، والموقف من الجولاني ثابت ولم يتغير”، مؤكداً أن “أي فصيل يحاول تسهيل دخوله للمنطقة سيعتبر خائناً للثورة”.
وفي الـ 18 من يونيو/ حزيران العام الجاري، دخلت “هيئة تحرير الشام” بأرتال عسكرية تحمل رايات “حركة أحرار الشام الإسلامية” ووصلت إلى حدود مدينة عفرين، بعد الاستيلاء على معبر الغزاوية وبلدة جنديرس وقرى عدة وبلدات بمحيط مدينة عفرين، وذلك إثر اشتباكات اندلعت بين فصائل “الفيلق الثالث” و”القطاع الشرقي لحركة أحرار الشام الإسلامية” على أطراف مدينة الباب شرقي محافظة حلب، حينها اعتبرت فصائل “الجيش الوطني السوري” أن “فرقة الحمزة” هي مَن سهّلت دخول أرتال “تحرير الشام” إلى المنطقة، كون أرتال الهيئة وصلت إلى مدينة عفرين مروراً بمناطق عدة تُسيطر عليها “فرقة الحمزة” دون التعرّض لها.
في السياق، هاجم عناصر مُسلحون من أبناء مدينة رأس العين، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “نبع السلام” التي يُسيطر عليها “الجيش الوطني السوري”، شمالي محافظة الحسكة، بالأسلحة الرشاشة، ليل الثلاثاء، مقر الشرطة العسكرية وسط مدينة رأس العين، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وذلك عقب اعتقال الشرطة العسكرية امرأة من أهالي محافظة دير الزور، دون معرفة حجم الخسائر حتى اللحظة.
المصدر: العربي الجديد