.
عبدالله الموسى
أمهل الجيش التركي بقايا مجموعات هيئة تحرير الشام حتى فجر يوم غد لإكمال انسحابها من منطقة عفرين، في حين يجري مساء اليوم اللقاء الثالث بين عضو مجلس الشورى في الفيلق الثالث عبد العزيز سلامة وقيادة هيئة تحرير الشام، حيث توصل الجانبان مبدئياً لإلغاء الاتفاق الموقع يوم الجمعة الماضي.
وأكدت مصادر متقاطعة لموقع تلفزيون سوريا أن الجيش التركي أبلغ هيئة تحرير الشام عبر هيئة ثائرون للتحرير لسحب كامل قواتها وعناصرها من منطقة “غصن الزيتون” حتى فجر يوم غد الخميس كحد أقصى، وأبقت “الهيئة” بعد سحب معظم قواتها على مجموعات بلباس الشرطة والشرطة العسكرية والمختبئين خلف رايات فرقتي “الحمزة” و”السلطان سليمان شاه” وحركة أحرار الشام الإسلامية التي يقودها عامر الشيخ “أبو عبيدة”.
وكشفت المصادر أن اللقاء الذي يجري منذ مساء اليوم بين هيئة تحرير الشام و”سلامة” ليس تفاوضياً على غرار اللقاءين السابقين، وإنما لفسخ اتفاق يوم الجمعة الذي وقعه قائدي الفيلق الثالث وهيئة تحرير الشام حسام ياسين وأبو محمد الجولاني.
موقف حاسم للجيش التركي
وبحسب مصدر عسكري مسؤول في الجيش الوطني، فإن قيادة أركان الجيش التركي في ريف حلب الشمالي شددت على أنها لن تقبل ببقاء عنصر واحد من عناصر هيئة تحرير الشام، وأوضحت أنها لم تكن تعلم بتفاصيل تطورات الأسبوع الماضي منذ بدء المعارك في الباسوطة وجنديرس.
وأشار مصدر سياسي في الجيش الوطني إلى أن التصريحات الأميركية برفض وجود هيئة تحرير الشام في عفرين، كان لها دور في ما وصفه بـ “انقلاب الطاولة على الجولاني”.
وبالتوازي مع اللقاء القائم اليوم بين الفيلق الثالث وهيئة تحرير الشام، جرى لقاء بين الفيلق الثالث وهيئة ثائرون للتحرير التي يقودها فهيم عيسى، لمناقشة مصير فرقتي الحمزة والسلطان سليمان شاه. والجدير بالذكر أن الفرقتين سبق أن خرجتا من هيئة ثائرون قبل أشهر بعد خلافات مع عيسى، واللقاء مع “ثائرون” جاء ضمن سلسلة لقاءات مع الفيلق الثالث بعد تسلم حسام ياسين أبو ياسين قيادة الفيلق الثالث، وطرح مبادرة شاملة لإعادة تشكيل الجيش الوطني على غرار ما حصل بين الطرفين في مشروع القيادة الموحدة “عزم”.
ويتعامل الفيلق الثالث الآن على أن هيئة تحرير الشام خسرت في هجومها “خسارة فادحة”، فقتل في الاشتباكات ما لا يقل عن 70 عنصراً من عناصرها، كما أن “الهيئة” أظهرت تحالفاً واضحاً مع فرقتي الحمزة والسلطان سليمان شاه، بوصفهما الفرقتين الأكثر انتهاكاً وفساداً في الجيش الوطني، وقائد فرقة الحمزة سيف بولاد متهم بالوقوف وراء اغتيال الناشط محمد عبد اللطيف أبو غنوم الذي أشعل المنطقة في بداية الأمر.
ويرى الفيلق الثالث أن المظاهرات التي خرجت في مدن وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي الرافضة لدخول هيئة تحرير الشام، ما كانت لتكون بهذا الزخم لولا تحالف الجولاني مع سيف بولاد ومحمد الجاسم “أبو عمشة”، ولذا خسرت رصيدها الشعبي التي كانت تصدره للمنطقة كمشروع أفضل من الجيش الوطني.
ووصف الباحث السوري أحمد أبازيد تصريحات هيئة تحرير الشام الصادرة عنها اليوم بأنها بـ “الكوميدية” وأنها “تدل على تخبط الهيئة بعد انسحابها المهين أمام عناصرها”.
ما الذي تحمله الأيام المقبلة؟
أكدت مصادر من الفيلق الثالث وهيئة ثائرون للتحرير لموقع تلفزيون سوريا أنه من المرجح أن يعقد الجيش الوطني الأسبوع المقبل لقاءات مع الجانب التركي لمناقشة هيكلة جديدة عسكرية للمنطقة.
وفيما يخص تشكيل “حكومة مدنية محلية” لمناطق سيطرة الجيش الوطني فيرى مراقبون أنه من الممكن أن يكون هنالك توجه تركي لضبط الملف المدني والخدمات بحكومة محلية من دون أي تدخل من الجانب التركي أو الولاة الأتراك كما هو الحال حالياً، لأن سوء الوضع الحكومي والخدمي تسبب مظاهرات ضد تركيا في الشمال السوري خلال الأشهر الماضية.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا