اعتبرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أنه لا جديد في الهجوم على الحدود السورية العراقية، “مرة أخرى قافلة، ومرة أخرى هجوم من الجو، ومرة أخرى التدمير الناجح للهدف”، لكنها أشارت إلى أنه “يمكن تعلم الكثير منه”.
وقالت الصحيفة إن الهجوم الأخير قد يكون استعدادا لـ “مواجهة غير مرغوب فيها” مع موسكو في سوريا، مشيرة إلى أربع ملاحظات بشأن الهجوم.
النظام طلب من إيران الهدوء ولو مؤقتاً
أولى الملاحظات تقول الصحيفة “على عكس التقارير، يبدو أن القافلة لم تكن قافلة بريئة من ناقلات الوقود، بل قافلة مدنية استخدمت كغطاء لتهريب ذخيرة، وهذا أسلوب عمل إيراني مألوف يحاول إخفاء نشاط التهريب، في كثير من الأحيان من دون جدوى”.
أما الثانية تضيف الصحيفة “عادت إيران مرة أخرى لإيصال الأسلحة إلى سوريا براً، ووقعت في الأسابيع الأخيرة عدة هجمات عنيفة وقعت بعد فترة من الهدوء سبقتها سلسلة أخرى من الهجمات، بما فيها تلك التي ألحقت أضراراً كبيرة ومتعمدة بالبنية التحتية للمطارات السورية، ولا سيما دمشق.
وتقول “إسرائيل هيوم” إن النظام السوري طلب من الإيرانيين الهدوء، ولو مؤقتاً، لكن النظام في طهران قرر إرسال شاحنات عوضاً عن الطائرات، على أمل أن يتمكن من الإفلات من رادار الاستخبارات العملياتية في إسرائيل، موضحة أن هذه التغييرات التكتيكية في طبية التهريب حدثت في الماضي، ومن المحتمل أنه إذا تعرض المحور البري للتهديد الآن، فسيعود الإيرانيون للعمل من الجو.
طائرة مسيّرة مسلحة
توضح الملاحظة الثالثة أن إيران “تواجه صعوبة في جهود إنتاج أجزاء ضخمة من الصواريخ والقذائف في سوريا ولبنان، حيث ألحق سلاح الجو الإسرائيلي أضراراً بالغة بالصناعات العسكرية السورية التي كان يتم فيها النشاط الإيراني، ويبدو أن طهران اضطرت للاعتماد مرة أخرى على الإنتاج الإيراني، خاصة المحركات الصاروخية، فضلاً عن مجموعات تقنية يتم إنتاجها في إيران، والتي كانت على الأرجح الهدف الرئيسي هذه المرة”.
وتقول الملاحظة الرابعة إن إسرائيل “تبدي استعدادها لتحمل مخاطر كبيرة في نشاط الطائرات المسيّرة، لكن الهجوم الأخير على الحدود السورية العراقية شرقي البلاد لا يشبه الهجمات الإسرائيلية المعتادة على غربها، حيث تم الهجوم عبر طائرات مسيّرة مسلحة”.
من تغيير نمط العمليات إلى المواجهة مع روسيا
وقالت “إسرائيل هيوم”، إن الملاحظات السابقة “تظهر أن إسرائيل مصممة على مواصلة جهودها لمنع النشاط الإيراني في سوريا، وحققت في السنوات الأخيرة العديد من النجاحات، وأدت إلى إبقاء إيران بعيدة عن هدفها بإنشاء مؤسسة عسكرية واسعة النطاق في سوريا، فضلاً عن إمداد منتظم بأسلحة دقيقة لحزب الله في لبنان”.
لكن وفق الصحيفة “من السابق لأوانه الترحيب بالنهاية، فالتقارب الإيراني مع روسيا، نتيجة للمساعدة التي تقدمها طهران لموسكو في حربها بأوكرانيا، قد يصل عاجلاً أو آجلاً إلى شكل من أشكال محاولة الحد من النشاط الإسرائيلي في سوريا”.
وذكرت الصحيفة أن هذا “تهديد بدرجة عاجلة، ويشغل الجهاز الأمني مؤخراً، منذ الإعلان عن الطائرات المسيرة الإيرانية مع أطقمها إلى روسيا”، لافتة إلى أن هذا الأمر” يتطلب من إسرائيل الاستعداد دبلوماسياً وعسكرياً لاحتمالات عدة، من التغييرات في نمط العمليات في إطار الطائرات المسيرة، وصولاً إلى الاحتمال غير المرغوب فيه للمواجهة مع روسيا في سوريا”.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أنه “بما أن التهديد الإيراني لن يختفي في المستقبل المنظور، فعلى إسرائيل أن تفترض أن ما كان حتى الآن لن يكون في المستقبل”.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا