عبد الرزاق ماضي
لا يزال مرض الكوليرا يتمدد في المحافظات السورية، حيث شهدت الأيام الماضية ارتفاع حصيلة الوفيات الناتجة عن المرض، إضافة لازدياد عدد الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالوباء، وخاصة في مناطق شمال غربي سورية، الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال رامي جعار العامل في المجال الطبي في شمال غربي سورية لـ”العربي الجديد”، إن “شبكة الإنذار المبكر والاستجابة الأوبئة والمختصة في عملية تتبع مرض الكوليرا في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، رصدت وفاة 16 شخصا بعد إصابتهم بالمرض، في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي”.
وأضاف جعار أن “الشبكة أحصت عدد المشتبه في إصابتهم بالكوليرا في المناطق ذاتها حيث بلغ 26150 إنساناً، فيما وصل عدد المؤكدة إصابتها بالوباء إلى 502 شخص، منذ بداية تفشي الوباء وحتى يوم أمس الإثنين”.
وبين جعار أن “سبب انتشار الوباء بكثرة في مناطق شمال غربي سورية يعود إلى عدم التزام المدنيين بأساليب الوقاية، إضافة لعدم توفر لقاحات خاصة بالوباء، وضعف القطاع الطبي في المنطقة عموما، وفي مخيمات النازحين خاصة”.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سورية، قالت شبكة “الإنذار المبكر” في بيان إن “عدد الوفيات الناتجة عن الوباء في المنطقة بلغ 30 شخصا، فيما سجل 171 حالة مؤكدة إصابتها بالمرض، و28780 شخصا مشتبها في إصابتهم بالكوليرا”.
وبحسب بيان منفصل للشبكة، وصل عدد المصابين بمرض الكوليرا في مناطق رأس العين وتل الأبيض الواقعة تحت سيطرة “الجيش الوطني السوري” (المعارض والمدعوم من أنقرة) إلى 41 شخصا، فيما سُجلت حالتا وفاة، و1841 شخصا مشتبها بإصابتهم منذ بداية تفشي الوباء بالمنطقة.
أما في مناطق سيطرة النظام السوري، فقالت وزارة الصحة التابعة للنظام خلال إحصائية نشرتها على صفحتها في “فيسبوك”، إن “عدد الإصابات المؤكدة بمرض الكوليرا بلغ 1627 إصابة، جلهم بمدينة حلب، فيما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن المرض 49 شخصا 40 منهم في مدينة حلب”.
وأوضح مصدر طبي مقيم في مناطق سيطرة النظام السوري ورفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، لـ”العربي الجديد”، أن “الإدارات الطبية الحكومية في النظام السوري، لا تزال تخفي الأرقام الحقيقية لمصابي الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرتها”.
وأشار المصدر إلى أن “الإصابات تتزايد بشكل كبير في المنطقة، رغم اللقاحات التي منحتها الصحة العالمية لوزارة الصحة التابعة للنظام السوري، مؤكدا وجود آلاف الأشخاص المصابين والذين لم تعلن عنهم الوزارة حتى الآن”.
ويرى مراقبون في الوضع الإنساني، أن “مناطق شمال غربي سورية، وخاصة مخيمات النازحين، لا تزال الأخطر من حيث الانتشار المتزايد للمرض، من حيث البيئة المناسبة لتكاثر الوباء، بسبب ضعف الحالة الإنسانية، وقلة الدعم المقدم من المنظمات المحلية وخاصة بما يخص ملف المياه النظيفة.
المصدر: العربي الجديد