فراس كرم
هجمات الفصائل «رسالة» للأتراك برفضها «طعن الثورة» من خلال التقارب مع الأسد. ينذر التصاعد الأخير في وتيرة العمليات العسكرية والهجمات المتتالية وعمليات التسلل المتبادلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة في شمال غربي سوريا باندلاع مواجهات أكثر عنفاً قد تصل إلى حد إحداث تغيير في مواقع السيطرة وخريطة مناطق النفوذ التي بقيت ثابتة منذ سنوات.
ونفذت فصائل تنتمي إلى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي تتشكل على وجه الخصوص من فصائل تابعة لـ«هيئة تحرير الشام»، عمليات هجومية مباغتة عدة نحو مواقع قوات النظام السوري في منطقة قبتان الجبل بريف حلب الغربي ومنطقة البيضا بريف اللاذقية، ومناطق موخص، والبريج، وداديخ وأربيخ بريف إدلب. ويزعم قياديون في هذه الفصائل، أن هجماتهم أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام.
وقال جلال الدين الحموي، القيادي في «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، إن عملياتهم تمت «وفق خطط مدروسة من جانب قيادة الجناح العسكري في (الهيئة)، وهي نتاج تجهيز واستعدادات وتدريبات دامت سنوات، وتهدف تلك العمليات إلى استنزاف قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، وبث الرعب في صفوفهم». وأوضح، أن «الهجوم الأخير نفذته كتائب خالد بن الوليد (في صفوف هيئة تحرير الشام)، يوم الخميس، واستهدف مواقع قوات النظام في جبهتي معرة موخص والبريج جنوب إدلب، جاء ذلك في ظل التنافس بين الكتائب والألوية العسكرية التابعة لـ(هيئة تحرير الشام) للتنكيل بقوات النظام». وقال، إن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 عنصراً من قوات النظام التي توعدها بـ«عمليات أخرى». ولم تصدر تأكيدات لهذه الحصيلة من مصادر أخرى.
من جانبه، قال العقيد مصطفى بكور (ينتمي إلى المعارضة السورية)، إن «عاملين أساسيين وراء تكثيف العمليات التي تستهدف مواقع النظام خلال الأسابيع الماضية، وهما: 1 – الظروف الجوية المناسبة لهذه العمليات، حيث الضباب وانعدام الرؤية أحياناً وهي ظروف مثالية لنجاحها. 2 – التصريحات التركية حول التقارب مع النظام والمصالحة معه وصمت المؤسسات والهيئات السياسية والفصائل العسكرية الثورية عن هذه الخطوات، فأرادت بعض الفصائل إرسال رسالة سياسية بوسائل عسكرية للأتراك بأنها غير موافقة على (طعن) الثورة السورية من خلال إعادة الشرعية لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد بالمصالحة معه». ولفت إلى أن «تكثيف العمليات في شمال غربي سوريا، ليس بالضروري أنه سيؤدي إلى تطور الوضع العسكري والانتقال إلى مواجهة شاملة تؤدي إلى تغيير خريطة مناطق السيطرة خلال الأشهر القليلة المقبلة؛ لأن الوضع الدولي يتجه إلى الحل السلمي وفق قرارات الأمم المتحدة وليس الحل العسكري، وإنما يمكن لهذه العمليات الهجومية أن تؤثر على الموقف التركي من التقارب مع النظام السوري، لا سيما إذا ترافقت مع احتجاجات ومظاهرات ونشاطات شعبية مناهضة لهذا التقارب».
ويرى أحمد الخطيب، وهو ناشط معارض في إدلب، أنه «إذا كانت فصائل المعارضة السورية في منطقة (خفض التصعيد)، في إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية، جادة فعلياً في عملياتها الهجومية ضد قوات النظام السوري، وهدفها الضغط على تركيا بسبب مواقفها الأخيرة من التقارب مع النظام، فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى تصاعد وتيرة هذه الهجمات ووقوع معارك واسعة بين النظام والمعارضة. وسيؤدي ذلك إلى إحداث تغيير في مواقع السيطرة وخريطة النفوذ، حيث إن تركيا لا تستطيع التأثير على فصائل المعارضة في منطقة (خفض التصعيد)، كما هو الوضع مع فصائل (الجيش الوطني السوري) في مناطق العمليات التركية شمال سوريا (غصن الزيتون – درع الفرات – نبع السلام)».
ويضيف الخطيب قائلاً «ربما تستغل فصائل على رأسها (هيئة تحرير الشام) التقارب بين تركيا والنظام السوري وترى أنه يضر بأهداف الثورة… ولذلك؛ تعتبر أن هناك فرصة لن تتكرر تتيح لها الانقلاب على المواقف التركية من خلال إطلاق عمليات عسكرية واسعة ضد قوات النظام، وهذا ما وعد به قادة فصائل مسلحة على رأسهم أبو محمد الجولاني زعيم (هيئة تحرير الشام) في أكثر من مناسبة أو اجتماع، حيث وعد بإعادة النازحين إلى ديارهم بالقوة».
المصدر: الشرق الأوسط