بعد أيام من تداول صفحات محلية وناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن استعداد “هيئة الحشد الشعبي” العراقي لبناء وحدات سكنية لمتضرري الزلزال في حلب، أعلنت “هيئة الحشد” عن تجهيز الفرق الفنية والهندسية لبعثة الإغاثة العراقية التابعة لها في محافظة حلب، نموذجًا للبيوت مسبقة الصنع.
وقالت “هيئة الحشد” عبر “فيس بوك” إن الشقق السكنية “هدية” للمتضررين من الزلزال في سوريا، مشيرة إلى أن العمل على المخطط استغرق أربع ساعات لاعتماد المواصفات الفنية في شروط السلامة والسكن الاجتماعي الطارئ.
وبحسب الأنباء المتداولة، تنتظر “هيئة الحشد” موافقة من قبل مجلس بلدية حلب لتحديد قطعة أرض لبناء 400 شقة سكنية لتعويض 400 عائلة متضررة من الزلزال.
من جهته قال الباحث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” المهتم بشؤون الاقتصاد السياسي والإدارة المحلية أيمن الدسوقي، لعنب بلدي، إن المعلومات حول عرض “هيئة الحشد الشعبي” تعد تسريبات مقصودة.
وتهدف التسريبات للضغط على النظام السوري لمنح “الحشد الشعبي” امتيازًا لبناء شقق في حلب، ما يظهره بموقف ضعف جراء عجزه عن تقديم استجابة مشابهة لمتضرري الزلزال، وفق ما قاله الدسوقي.
ويرى الدسوقي، أن “هيئة الحشد” تسعى للضغط على النظام بهدف تقديم تنازلات مقابل استمرارها بتقديم الدعم.
ونقل موقع “أثر برس” المحلي، في 26 من شباط الحالي، عن عضو المكتب التنفيذي المختص بمجلس محافظة حلب عبد القادر دواليبي، إن غرفة عمليات محافظة حلب تدرس مجموعة خيارات للمباني المسبقة الصنع المتفق على تصنيعها وجرى طرحها في الاجتماع الذي عقده وزير الإدارة المحلية مع غرفة العمليات.
وأضاف دواليبي أن محافظة حلب ستتخذ قرارها بوقت قريب، لافتًا إلى أنه فور صدور القرار بنوعية وشكل الوحدات السكنية سيتم الإعلان عنها وعن الجهات التي يمكن أن تساعد بها سواء من الجهات المحلية أو “الأشقاء والأصدقاء”، وفق تعبيره.
استجابة متركزة في حلب
بعد كارثة الزلزال برز وجود “الحشد الشعبي العراقي” بين أوائل المستجيبين للكارثة، خصوصًا في حلب، إذ تولى جزءًا كبيرًا من عمليات الإغاثة.
برز ذلك في ظل وجود رئيس أركان “الحشد الشعبي”، عبد العزيز المحمداوي (أبو فدك)، في حلب، حتى قبل زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، المتأخرة للمناطق المتضررة.
وخلال زيارة الأسد للمنظمة تبادل حديثًا قصيرًا مع المحمداوي، أشاد خلاله بالموقف العراقي من كارثة الزلزال، قائلًا، “أنتم قدمتم دماء، فليس غريبًا أن تقدموا عرقًا”.
وتركز نشاط “هيئة الحشد” بالاستجابة للزلزال في حلب، إذ ينشط نحو 17 فصيلًا في حلب بينما لا تتجاوز عدد الفصائل النشطة في اللاذقية، ثلاثة فصائل، وفق ما ذكر الباحث أيمن الدسوقي، عبر “تويتر“.
وأرجع الدسوقي تركيز “هيئة الحشد الشعبي على حلب” إلى الاهتمام الإيراني بحلب باعتبارها قاعدة لنفوذها بالشمال السوري.
وأوضح الدسوقي، أن مكانة حلب التجارية والصناعية ووقوعها على طرق استراتيجية، يتيح للجهة المسيطرة عليها التمدد شرقًا وغربًا، وهو ما تسعى إليه إيران.
ولا يمكن تجاهل البعد الديني والروايات الشيعية حول حلب، وفق ما قاله الدسوقي، لافتًا إلى احتمالية أن تكون حلب مدخل لتعزيز الدوري الإقليمي لـ”هيئة الحشد الشعبي”.
وبعد مضي 12 يومًا على الكارثة، تواصل “هيئة الحشد الشعبي” استجابتها للكارثة في حلب، وتروج لجهودها المستمرة بمساعدة المتضررين في المنطقة.
وفي 15 من شباط الحالي، كرّم النظام السوري، عبر وزير الإدارة المحلية، حسين مخلوف، رئيس أركان “الحشد”، عبد العزيز المحمداوي، “لدوره الكبير بدعم الشعب السوري في مواجهة آثار الزلزال الذي ضرب البلاد”.
وتضم “هيئة الحشد الشعبي” عدة فصائل شيعية مدعومة من إيران، والتي أشادت بدورها عبر وسائل إعلامها بجهود “هيئة الحشد” بالاستجابة للزلزال.
وخلص تقرير سابق أعدته عنب بلدي، إلى أن نشاط إيران و”هيئة الحشد الشعبي” بالاستجابة للزلزال، يندرج ضمن مسارين، سياسي وعسكري، إذ يسعى النشاط الإغاثي لإيصال صورة للمجتمع الدولي مفادها أن “الحشد الشعبي العراقي”، و”حزب الله” اللبناني وغيرهما من الكيانات الموالية لإيران، تقوم على خدمة الشعب السوري.
المصدر: عنب بلدي