عدنان عبد الرزاق
تتكاتف جهود رجال أعمال وساسة من السوريين في الولايات المتحدة وللمعارضة السورية في عواصم عدة، لمنع دعوة ممثل نظام بشار الأسد خالد حبوباتي، إلى مؤتمر المانحين من أجل متضرري الزلزال في تركيا وسورية الذي ستستضيفه بروكسل في 16 آذار/مارس الجاري.
يأتي ذلك بعد ما رشح عن توجه قيادة المفوضية الأوروبية، دعوة حبوباتي، رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري ممثلاً عن المناطق المتضررة في سورية، إلى جانب إدارة منظمة “الخوذ البيضاء” عن المناطق المتضررة في المدن التي تسيطر عليها المعارضة السورية، شمالي غربي سورية.
من هو خالد حبوباتي الذي تضافرت جهود وزادت الدعوات للحيلولة دون حضوره المؤتمر؟
اعتبر الاستشاري السوري المقيم في الولايات المتحدة، أيمن عبد النور في حديث مع “العربي الجديد” أن حضور حبوباتي المؤتمر يفتح الطريق لأول مرة، للتواصل المباشر بين الأوروبيين ونظام بشار الأسد، معتبراً أن التبرعات الأوروبية ستسخّر، إن حضر، لقتل الشعب السوري، بعد سرقتها من نظام الأسد.
وغاب خالد أحمد توفيق حبوباتي المولود في دمشق عام 1957، عن الإعلام والضوء، منذ عام 2010، حين افتتح ناد للقمار “كازينو دمشق” بفندق مطار دمشق الدولي الذي لاقى حينذاك، ردات فعل من رجال الدين والدمشقيين، ما دفع نظام بشار الأسد لإغلاق النادي، ليعود ثانية للصدارة، في 27 ديسمبر/كانون الأول من عام 2016، رئيساً لمنظمة الهلال الأحمر في سورية، بقرار من رئيس مجلس الوزراء آنذاك، عماد خميس، بعد إجبار الرئيس السابق للمنظمة، عبد الرحمن العطار على الاستقالة وتعيينه رئيس فرع دمشق للهلال الأحمر، القرار الذي تسبب، بحسب أصدقاء العطار إلى إصابته بجلطة قلبية مات على إثرها.
وينتمي خالد حبوباتي الذي درس الهندسة المعمارية إلى أسرة دمشقية ثرية، إذ عرف عن أبيه، أحمد توفيق تخصصه بامتلاك الكازينوهات “كازينو بلودان، وكازينو فندق المطار، وكازينو الشرق” والتي أغلقتها الحكومة السورية جميعها عام 1977 بقرار من رئيس الوزراء حينها، عبد الرحمن خليفاوي، إضافة لكازينو ونادي قمار في “مالطا” ليبقي على “نادي الشرق” منذ عام 1951 حتى باعه ابنه خالد، عام 2011، بمبلغ 20 مليون دولار لرجل الأعمال السوري المقيم في الإمارات، موفق قداح والذي باعه، بحسب مصادر “العربي الجديد” عام 2018 لرجل الأعمال المقرّب من بشار الأسد، سامر الفوز.
وبمؤاخاة بين الاقتصاد والسياسة، بحسب مصادر “العربي الجديد”، تزوّج خالد حبوباتي من “لينا” ابنة راتب الشلاّح رئيس اتحاد غرف التجارة السورية السابق والمعروف في سورية بشهبندر التجار ابن بدر الدين الشلاح، رئيس غرفة تجارة دمشق الأسبق ورئيس محفل إبراهيم الخليل الماسوني في العاصمة السورية، ليدخل حبوباتي عالم الاقتصاد عبر القطاع السياحي ثم التجاري.
أسس شركة “نادي المحيط” ومن ثم شركة “الرخاء للتجارة” وساهم في تأسيس شركة “ميرا للخدمات” وشركة “لينا للاستثمارات” ويمتلك حصصاً كبيرة فيها، إلى جانب ترؤسه لنادي الوحدة الدمشقي لكرة القدم بين عامي 2002 و2004، لتزداد شعبيته وتتوسع أعماله التجارية التي أوجد أغطية سياسية لها، عبر علاقته مع باسل حافظ الأسد الذي مات عام 1994 لتنتقل العلاقة إلى رئيس النظام الحالي، بشار الأسد وأخيه قائد الفرقة الرابعة المتخصصة بإقامة الحواجز وفرض الإتاوات، ماهر الأسد ومن ثم مع وزير خارجية سورية السابق، وليد المعلم.
ولم يكن لخالد حبوباتي دور سياسي بارز خلال الثورة وقبل تسلمه منصب رئيس المنظمة، رغم ما أكدته مصادر لـ”العربي الجديد” عن دوره الداعم لنظام بشار الأسد خلال حصار غوطة دمشق ومتاجرة حبوباتي بجوع السوريين لما له من معرفة بالمنطقة كونه يمتلك معملاً لقمر الدين (مشمش مجفف) في الغوطة الشرقية.
منحه ماهر الأسد مكافأة وهو عقد ترسيم معبر “خربة غزالة” والذي عرف بمساهماته العديدة في إدارة الحواجز والمعابر بين مناطق المعارضة والنظام وتحديد قيمة الرسوم الضريبية التي تفرضها حواجز الفرقة على المدنيين كشرط لإدخال البضائع، سواء لمناطق نفوذ النظام السوري أو الخارجة عن سيطرته، قبل أن يكلفه بشار الأسد (مبعوث خاص) بإقناع المستثمرين ورجال الأعمال من الخارج ومنحهم الضمانات.
بيد أن انطلاقة حبوباتي الأهم، جاءت بعد تعيينه رئيساً لمنظمة الهلال الأحمر رغم أنه لم ينتم سابقاً لها ولو بصفة عضو، بتوجيه من بشار الأسد وقرار من رئيس الحكومة عماد خميس، بعد تجميد نظام الأسد الانتخابات في المنظمة وفصل الكادر المؤهل كما أكدت مصادر متطابقة لـ”العربي الجديد”.
غطاء منظمة الهلال الأحمر، منح حبوباتي الحصانة ومكنه من السفر والترحال وحتى التكريم، رغم ما قيل عن إدراج اسمه ضمن المعاقبين أميركياً، إذ حصل على تكريم من رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير تحت غطاء العمل الإنساني، في مدينة جنيف السويسرية بتاريخ 22 يونيو/ حزيران العام الماضي، ضمن أعمال مجلس مندوبي الحركة الدولية، بعد شهر من لقاء بيتر ماورير بشار الأسد بحضور حبوباتي بدمشق في 9 مايو/ أيار 2022 قبل أن يزور حبوباتي الفاتيكان ويكرمه البابا فرنسيس في 28 يناير/ كانون الثاني 2023.
لكن الدور الفاقع لحبوباتي في نصرة نظام الأسد، تجلى بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية في السادس من شباط/فبراير الماضي، ليقود حبوباتي حملة المطالبة برفع العقوبات الاقتصادية والحصار المفروض على نظام الأسد، بذريعة إعاقة وصول المساعدات، رغم أن جميع العقوبات استثنت المساعدات الإنسانية والدوائية.
ويتوالى ظهور حبوباتي في المطارات، مستقبلاً المساعدات الدولية وخلال توقيع الاتفاقات مع المنظمات الإغاثية العالمية كما فعل في 23 فبراير/ شباط الماضي مع الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي “AICS” خلال اتفاقية لتقديم مليون يورو مساعدات طارئة.
المصدر: العربي الجديد