عمر القيصر
يعرف القانون الدولي التهجير القسري بأنه إخلاء غير قانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، وهو يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
في منتصف العام الحالي مرت الذكرى السادسة لتهجير أهالي جنوب دمشق، حيث تم تهجيرهم إلى شمال سوريا بمنتصف 2018.
والجدير ذكره بأن بلدات جنوب دمشق كثيرة ولكن معظم من تم تهجيرهم من مناطق سبينة وحجيرة والقدم والعسالي ومخيم اليرموك ويلدا وببيلا وبيت سحم وهي المناطق الأولى التي ثارت ضد نظام الاسد.
حيث وصل إلى الشمال السوري أكثر من 9 آلاف شخص، توزعوا في مناطق درع الفرات في مخيمات دير بلوط والمحمدية وشبيران، وإعزاز، إضافة لمخيمات مدينة الباب .
ووفقاً لمجموعة العمل قدر عدد العائلات الفلسطينية المهجرة نحو الشمال السوري تحديدا مدينة إدلب وريفها
بحوالي ٧٥٠ عائلة، منوهاً إلى أن الرقم غير دقيق نتيجة حالة عدم الاستقرار الذي يواجه مهجري جنوب دمشق .
وحسب المهجرين الفلسطينيين بأن هناك تقصير تام من أصحاب القرار الفلسطيني وغياب كامل للاونروا ومنظمات دولية ورغم مناشدات عدة بضرورة تفعيل دور unrwa إلا أنها باءت بالفشل وأكدت أونروا بأن عملها فقط بمناطق سيطرة النظام السوري. وهذا الأمر واضح للعيان والمجتمع الدولي.
أبو خالد رب أسرة ومهجر من بلدة سبينة يقول لنا تمضي الأيام سريعة جداً، مثقلة بأعباء وهموم لا متناهية بسبب وجودنا في مخيمات بعيدة عن المدن وتفتقر للحد الأدنى من الحياة العامة ولا سيما سوق العمل ويضيف أعمل جاهدا للحصول على قوت أطفالي.
ويؤكد ابو خالد بان حياتنا اختلفت كثيرًا في المخيمات عن حياتنا في مناطقنا سابقاً، نحن ابناء المدن، تم وضعنا في خيام قماشية لا تقي حر الصيف وبرد الشتاء ونشاهد يومياً حشرات لم تمر علينا سابقاً، ولم نتكيف في الشمال رغم مرور سنوات طويلة، حتى المناخ هنا مختلف، مناخ مناطقنا قرب دمشق يمتاز بالاعتدال، اما هنا فالصيف حار جدا والشتاء بارد جدا.
بدوره الناشط الصحفي فادي شباط حدثنا قائلا :لم تتغير طرق حياتنا ، لكن يوما بعد يوم تزداد القطيعة بين الناس بسبب الهموم اللامتناهية بسبب انعدام العمل والموارد وارتفاع اسعار كافة المستلزمات الرئيسية للمعيشة وتقصير القائمين.
وأضاف شباط بشكل عام اهتمام المنظمات والحكومات بالمهجرين لا يتعدى المحدودية، بسبب العدد الكبير للمهجرين من جهة، فاليوم يعيش في شمال سوريا نحو 6 مليون انسان ، وسلم الاحتياجات كبيرة جدا، ومن جهة اخرى غياب مشاريع التعافي المبكر وعلى وجه التحديد المشاريع التشغيلية وسبل العيش..
وتابع شباط حديثه كان الناشطون قادرون على تقدير الموقف السياسي العام بسبب العلاقات العامة ومعرفة القوى الفاعلة والعاملة والاشخاص الفاعلين المؤثرين إن كانوا ناشطين او اعلاميين او رجال دين او قادة عسكريين او عاملون في مجال الاغاثة والصحة، لكن في الشمال المساحات واسعة والقوى اكثر من متعددة ،وغالبا ما تكون غير مفهومة التوجهات والاهداف القريبة وختم بذلك.
ونلاحظ بان الطموحات: تختلف من ظرف لآخر ومن يوم لآخر، فالغالبية العظمى تتمنى سقوط نظام الاسد المجرم في القريب العاجل والعودة الى المناطق الاصلية، وليبدؤا من جديد من بناء حياتهم ومنازلهم المدمرة وفي ذات الوقت هناك رغبة كبيرة بالهجرة بسبب ظروف الواقع المذكورة ، ولا سيما اللاجئين الفلسطينيين الذين فقدوا كل شي، لكن كاقة الطرق مسدودة بوجههم من الجدار الحدودي الفاصل مع تركيا إلى الأرقام الفلكية التي يطلبها تجار البشر والتي تحصل بالحد الادنى إلى ما يقارب عشر الاف يورو للوصول إلى اليونان كما هو متداول مع وجود مخاطر حتما.
بالنهاية، المقابر الجماعية التي فوق الارض، اخطر من المقابر الجماعية التي تحت الارض في التهجير.
“تشكل ممارسة الإخلاء القسري انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان، لا سيما الحق في السكن اللائق”.
فهل سيبدأ العالم بسياسة الكيل بمكيال واحد إتجاه الإنسانية ومحاسبة المجرمين الذين كانوا سببا في تهجير ملايين السوريين والسؤال الأكثر تداولا ماذا لو رحل بشار الاسد وبقي المهجرون سؤال يبقى في صميم من آثر على إبقاء مجرم مقابل ملايين الأبرياء.